كشف حادث الفيحاء بالرياض عن خطورة بعض العناصر الوافدة التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية كأداة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية ضد المملكة العربية السعودية، بهدف زعزعة استقرارها، وتقويض نجاحاتها الإقليمية والدولية. ورغم تعدد الضربات الاستباقية التي شنتها أجهزة الأمن السعودية على عدد كبير من أوكار الإرهابيين، وضبط عدد من الخلايا النائمة في حي الفيحاء بالرياض وغيرها من المدن، إلا أن القبض على السوري محمد شفيق وصديقته الفلبينية ليدي جوي نانج والمتغيبة منذ خمسة عشر شهرًا، يمثل ضربة قوية لعناصر الإجرام، ليس لتورط عنصر عربي سوري فيها، وإنما لكونها تعكس تجرؤ هذه العناصر العربية وسقوطها في شراك الأجندات الخارجية التي يتم إعدادها وتجهيزها في الخارج ثم الدفع بعناصر تنفيذها إلى الوطن، أو السعي إلى تجنيد هذه العناصر في الداخل، وإمدادها بإرشادات وبرامج تدريبية من خلال أجهزة مخابرات دولية يهمها تشويه صورة المملكة وضرب استقرارها. والخطير هنا في الطريقة نفسها وقدرة هذه العناصر على تفخيخ بيوتها السكنية، وتحويلها إلى مصانع للمتفجرات والأحزمة الناسفة، بل وعدم الاكتفاء بمنزل واحد وإنما التنقل بين أكثر من منزل، للتمويه والخداع، والتواصل بأمان مع المطلوبين أمنيًا. وتعيد هذه العملية الأذهان إلى عمليات أخرى سابقة أجهضتها أجهزة الأمن، من بينها القبض على 135 إرهابيًا، عام 2014م، ضمن مجموعات مشبوهة فرقها الانتماء الفكري ووحدها الإرهاب منهم 16 سوريًا، و3 يمنيين ومصري ولبناني وأفغاني وإثيوبي وبحريني وعراقي وعنصر واحد من حملة البطاقات، حاولوا تنفيذ عمليات إرهابية داخل أراضي المملكة. كما سبق وأن تم توقيف عناصر أخرى عربية وأجنبية، ألقي القبض عليها في مناطق مختلفة من المملكة، ارتبطوا بولاءات خارجية، واتجهوا إلى مناطق الصراع وانضموا إلى تنظيمات متطرفة وتلقوا التدريب على الأسلحة والأعمال الإرهابية. وتنوعت أدوارهم في أشكال مختلفة من الدعم لتلك التنظيمات شملت التمويل والتجنيد والإفتاء ونشر الدعاية الضالة والمقاطع المحرضة وإيواء المطلوبين وتصنيع المتفجرات وحيازة السلاح وتهريبه والتخطيط لتنفيذ أعمال مخلة بالأمن. ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا والعراق تمكن التنظيم الإرهابي «داعش» من تجنيد الكثير من الشباب والحرفيين في بعض الدول العربية والأفريقية التي تشهد صراعًا سياسيًا مذهبيًا وطائفيًا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، التي من خلالها نفذ أيضًا إلى بعض المقيمين بالمملكة، وحسب أحدث الإحصاءات فإن الجنسيات التي نجح التنظيم في اختراقها هى: «السورية، المصرية، العراقية، الأردنية، الجزائرية، النيجيرية، والتشادية» ومعظمهم يتبنى فكرًا واحدًا، يكفر المجتمع ويستبيح الدماء، وجميعهم لديه استعداد كبير لتبادل الأدوار لتنفيذ المخططات والأهداف التي تملى عليهم من الخارج. وسبق أن حاول واحد وعشرون عنصرًا الدخول إلى المملكة أو الخروج منها بطريقة غير نظامية والقيام بتهريب أسلحة، إلا أنهم سقطوا جميعًا في قبضة الأمن. إن مثل هذه العمليات القذرة تؤكد أن المملكة مستهدفة، وأن هناك دولاً وأجهزة مخابرات عالمية تتولى بالتعاون مع المنظمات الإرهابية تشويه صورة المملكة، وهو ما يضعنا أمام المسؤولية، لنكون جميعًا رجال أمن، ولا نتردد لحظة في الإبلاغ عن أي شخص يشتبه فيه، ولا نخضع للعواطف والانفعالات، فما يحدث في بلادنا الآن من بعض العناصر الوافدة يستدعي اليقظة والانتباه، وهذا لا يعني أن كل الوافدين والمقيمين يحملون الشر للمملكة وشعبها، ولكن البعض يتم للأسف تجنيده وإغواؤه والتغرير به، وهذا النوع ينبغي متابعته وإبلاغ أجهزة الأمن بأي تحرك غريب أو خطوة مشبوهة يقدم عليها. كما يجب علينا إعادة النظر في منظومة العمالة النسائية وخصوصًا الخادمات، وعاملات الحياكة والمشاغل النسائية ، فانفلات هذه الفئة، وتغيبها بالشهور عن الكفلاء ينبغي وضع حد حاسم له. ويجب أن نعلم جميعًا، أن بلادنا الغالية لن تهتز أبدًا بمنزل تم تفخيخه أو تحويله لمصنع متفجرات، على يد سوري أو فلبينية، وأن وطننا الكبير لن يتأثر بجاسوس أو عميل أجنبي يعمل لحساب الحوثيين، فالمملكة أكبر وأقوى من كل هذه المحاولات اليائسة رابط الخبر بصحيفة الوئام: سقوط الوافدين في فخ الأجندات الأجنبية