أثار إعلان أدبي جازان تنظيم محاضرة حول "التوحد" حفيظة عدد من مثقفي المنطقة، الذين أبدوا استغرابهم من موضوع المحاضرة ورأوه بعيدا كل البعد عن دور النادي الأدبي والثقافي ولا ينسجم مع تطلعاتهم الثقافية. الشاعر إبراهيم زولي قال إن المؤسسة - يعني أدبي جازان - قد تخلت عن دورها الثقافي والأدبي لمصالح أخرى، متسائلا: "ما الذي سوف ينتظره مثقفو المنطقة حيال هذا الإحباط الذي يصنعه المجلس بدم بارد؟". ووصف زولي تنفيذ الفعالية ب"محرقة جديدة يمارسها المجلس ضد الأدب في المنطقة بكافة شرائحه وأطيافه"، مضيفا أن كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من الجمعية العمومية، التي يرى أنها تخلت عن دورها كشريك ومراقب. وذهب زولي إلى أن ما وصفه ب "الإفلاس الثقافي للنادي" هو ما دفعه لتنظيم هذه الفعالية عن التوحد، في وقت يعرف الجميع أن مسمى هذه المؤسسة هو "ناد أدبي" وليس مركزا طبيا عالميا أو مجمعا صحيا لتأهيل المرضى. وقال ساخرا: "إن المثقفين الذين سرهم الخبر، يأملون في نشاط مماثل عن أطفال الأنابيب، والأطراف الصناعية، وللأدب رب يحميه". من جهته أكد عضو الجمعية العمومية في أدبي جازان، القاص أحمد القاضي، أن إقامة النادي لنشاط "ما" أمر مهم، مهما اختلفنا في توقيته أو مكان انعقاده، فيما رأى "أن فئة مرضى التوحد يستحقون منا وعيا اجتماعيا.. من كل فئات المجتمع، ولو افترضنا أن هذا النشاط مستضاف من قبل النادي فهو من باب التعاون بين مؤسسات المجتمع، حيث مكانه الطبيعي هو كليات الطب أو المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية، لكن النشاط الأولى بناد أدبي هو العمل في صميم مهامه الثقافية التي لن نختلف عليها كثيرا". الكاتب محمد المنقري دعا أن يبارك الله للمثقفين ولمجلس الإدارة الحالي فيما أسماه ب"مصحتهم الثقافية". واصفا ما أقدم عليه النادي بأنه "تخطيط ثقافي سليم ونظرة ثاقبة من مجلس الإدارة الواعي بما حوله، حيث استوعب أمراض المثقفين وبدأ في تشخيصها وعلاجها والبحث في أسبابها وأنماط التعامل معها". وأضاف المنقري أن التوحد من الأمراض التي تستبد بالساحة الثقافية، وقال "ليت النادي يناقش لاحقاً فصام الشخصية، والرهاب الاجتماعي، والسلوك العدواني، والانسحاب النفسي". الشاعر أيمن عبدالحق يرى أن تنظيم هذه الفعالية "أمر طبيعي" بعد ما وصفه ب" توحد مجلس إدارة النادي في صناعة القرار وتهميش زملائهم من غير الإداريين في المجلس". واقترح عبدالحق على مجلس الإدارة إقامة ندوة حول مشاكل الكهرباء في المنطقة، وكذلك مناقشة أزمة الأسمنت، وقال: "ربما نسمع بشراكة فاعلة في مهرجان البهش، وغيره من الفعاليات السياحية". فيما رأى عبدالرحمن موكلي أن ما يحدث هو "شغل علاقات عامة"، معتبرا أن الجهات المعنية بمحاضرة كهذه هي وزارة الشؤون الاجتماعية، ومراكز علاج التوحد، والمصحات النفسية والمؤسسات التعليمية، مشيرا إلى أن "ما يفعله النادي عبث بالثقافة". وطالب الموكلي أعضاء الجمعية العمومية بأن يقدموا استقالتهم، قائلا "سأستقيل من الجمعية العمومية بعد شهر، إن لم يقدم النادي شيئا خلال اجتماع الجمعية المنتظر، وعلى من يرى أنه غير قادر على تقديم شيء أن يقدم استقالته. "الوطن" حاولت الاتصال برئيس مجلس إدارة النادي الشاعر محمد يعقوب والناطق الإعلامي باسم المجلس القاص علي زعلة لمعرفة موقف النادي، إلا أنه لم يتم الرد على اتصالاتها. وكان أدبي جازان قد أعلن مساء غد موعدا لمحاضرة نسائية بعنوان "التوحد بين الإعاقة والإبداع"، وذلك بقاعة الأمير فيصل بن فهد، ضمن البرامج والفعاليات التي ينفذها النادي خلال العام الحالي.