فيما بدأت وسائل الإعلام الروسية الحديث عما أسمته ب«غزو أميركي لسورية»، أكدت مصادر عسكرية أن موسكو بدأت بعمليات تحضيرية واسعة لتشكيل وحدات عسكرية للعمل في مناطق ما يسمى ب«تخفيف التوتر». وقالت المصادر «هذه التشكيلات، وكذلك الآليات الحربية وغيرها يجب أن تصل سورية عن طريق البحر، بواسطة سفن الأسطول الحربي». كما أشارت أيضا إلى أن ما يحدث في البحرين الأسود والأبيض المتوسط مرتبط في الفترة الأخيرة بعدة عوامل ذات علاقة بانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وتزويد أسطول البحر الأسود بسفن وغواصات حديثة، وتحديث البنية التحتية العسكرية، وستشارك سفن الأسطول الروسي في العمليات الحربية، للمساهمة في ضمان وصول مستلزمات العمليات العسكرية في سورية. وفي نفس السياق، لم تستبعد تقارير أن تكون الولاياتالمتحدة مهتمة بتفاصيل استعدادات روسيا العسكرية. وذلك في إشارة إلى الطلعات الجوية الأميركية في أجواء البحرين الأسود والأبيض المتوسط التي أثارت قلق روسيا. انتهاكات فظيعة قال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ستيورات جونز، إن لدى الولاياتالمتحدة التي اتهمت نظام الأسد بعمل محرقة للجثث قرب سجن صيدنايا تمتلك أدلة حول تلك الاتهامات، وأن الأسد أراد التخلص من الجثث، حيث يعتقد أن النظام تورط بعمليات إعدام جماعية لآلاف السجناء. وقام جونز بعرض صور التقطت من الجو، تشير إلى عمليات التخلص من رفاة المحتجزين دون ترك أي دليل. وذهب المسؤول الأميركي، الذي شارك مؤخرا كمراقب في مباحثات «أستانة4»، إلى أن واشنطن تنظر بشك وتشاؤم لاتفاقية خفض التوتر. وطالب نظام دمشق بوقف الهجمات على قوات المعارضة السورية، كما دعا روسيا في الوقت نفسه لتنفيذ التزاماتها نحو تقيد نظام الأسد بالاتفاقات التي تم التوصل إليها. الأسد المتأهب وضعت صحيفة «نيزافيسيمايا جازيتا» الروسية سيناريو يتحدث عن ما أسمته ب «غزو سورية»، مشيرة إلى أن خبراء عسكريين روس يشتبهون بأن مناورات «الأسد المتأهب»، التي بدأت قرب الحدود السورية، تأتي في إطار التحضير لغزو محافظة درعا. وفي فقرة أخرى، تعود الصحيفة للحديث عن خبراء عسكريين آخرين يشتبهون أيضا بأن المناورات التي تعد فعالية مهمة بين الولاياتالمتحدة وشركائها الدوليين تهدف هذا العام إلى التحضير لغزو الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش. واعترفت الصحيفة بأن المناورات التي انطلقت في السابع من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من 7 آلاف عسكري من أكثر من 20 دولة، وتختتم اليوم، تتخللها عمليات حول مكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن الحدود، وعمليات بحث وإنقاذ. ولم تستبعد أن تخطط واشنطن لعملية كهذه، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة غير راضية عن المبادرة الروسية لتخفيف التصعيد، لذلك يتوقع أن تقوم بعمل ما لإحباط هذه المبادرة.