سعودية من «التلعثم» إلى الأفضل في مسابقة آبل العالمية    «التجارة» ترصد 67 مخالفة يومياً في الأسواق    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    «الاحتفال الاستفزازي»    فصول ما فيها أحد!    أحدهما انضم للقاعدة والآخر ارتكب أفعالاً مجرمة.. القتل لإرهابيين خانا الوطن    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    في دور نصف نهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة .. الهلال يتفوق على النصر    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    لجنة شورية تجتمع مع عضو و رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني    الجوازات تبدأ إصدار تصاريح دخول العاصمة المقدسة إلكترونيًا للمقيمين العاملين    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    شَرَف المتسترين في خطر !    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    الرياض يتعادل إيجابياً مع الفتح في دوري روشن    مقتل 48 شخصاً إثر انهيار طريق سريع في جنوب الصين    تشيلسي يهزم توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لدوري الأبطال    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    اعتصامات الطلاب الغربيين فرصة لن تعوّض    ليفركوزن يسقط روما بعقر داره ويقترب من نهائي الدوري الأوروبي    الأهلي يتغلب على ضمك برباعية في دوري روشن    قصة القضاء والقدر    تعددت الأوساط والرقص واحد    كيفية «حلب» الحبيب !    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    من المريض إلى المراجع    ب10 لاعبين.. الرياض يعود من بعيد ويتعادل مع الفتح ويخطف نقطة ثمينة    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    رحلة نجاح مستمرة    « أنت مخلوع »..!    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    القبض على فلسطيني ومواطن في جدة لترويجهما مادة الحشيش المخدر    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    الذهب يستقر برغم توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    تألق سانشو لم يفاجيء مدرب دورتموند أمام سان جيرمان    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    المملكة: الاستخدام المفرط ل"الفيتو" فاقم الكارثة بفلسطين    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    منتدى المياه يوصي بزيادة الاستثمار في السدود    للتعريف بالمعيار الوطني للتطوع المدرسي بتعليم عسير    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    "التخصصي" العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في السعودية والشرق الأوسط    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    ما أصبر هؤلاء    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    هكذا تكون التربية    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبيلة مكسيكية تركض 48 ساعة متواصلة دون شكوى من التعب
إبراهيم بن عبدالله العمار كاتب صحفي
نشر في الوطن يوم 03 - 07 - 2016

في كتابه نحن على كرة بلياردو يركز المؤلف إبراهيم عبدالله العمار على عنصري المتعة والفائدة في مقالاته التي جمعها على شكل كتاب شمل مقالات في أشياء كثيرة.
الحل عند القبيلة الخارقة
صدر عام 2009 كتاب أميركي باسم "وُلد ليجري" تكلّم فيه الكاتب عن مغامرته إلى المكسيك بحثاً عن قبيلة غامضة اسمها "تارا أومارا"، شاع عنهم امتلاكهم قدرات رياضية مذهلة، مثل قدرتهم على الجري لساعات متواصلة بلا تعب. هذه القبيلة من الهنود الحمر، وهي من السكان الأصليين للمكسيك قبل اجتياح المستعمرين الإسبان للمكسيك، حيث إن الاستعمار الإسباني في القرن السابع عشر قد أثّر على المكسيك إلى اليوم، فإن قبيلة ال"تارا أومارا" رفضت الاستعمار الإسباني، وما زالت تحكي لغتها الأصلية. ما زالوا يعيشون في كهوف حفرتها الطبيعة في وديان ضيقة بعيدة عن الحضارة المدنية، يرعون الغنم ويحرثون الأرض.
ما دفع الكاتب للبحث عنهم هو ألم ركبته المستمر. أخبره طبيبه أن الركض الطويل يؤثر سلبياً على الركب، ولما سمع الكاتب بهذه القبيلة ذهل من المسافات الهائلة التي يقطعونها في الركض بدون أي مشاكل في مفاصلهم. انطلق الكاتب في مغامرة طويلة بحثاً عنهم، زاد من صعوبتها أن هذه القبيلة من طبعها الوحدة الشديدة، فهم يسكنون بعيداً وينأون عن الاختلاط بالغرباء، ويهربون باستمرار من أي لقاء معهم. بعضهم ينتقل للمدينة أحياناً ويعيش فيها، لكن هذه ليست حالات شائعة. وصل لهم الكاتب عبر شخص يعرفهم ويثقون به، ما يثير العجب هو أن أجسادهم مذهلة في قوتها الرياضية. هؤلاء القوم يركضون للمتعة. أحدهم في منتصف يومه، انتهى من أعماله في الرعي والزرع، لا شيء يصنعه، فجأة ينطلق راكضاً خلال الوديان. يركض ويركض ويركض، لمسافة 50 و100 كيلومتر، لا يتوقف ولا يخفف سرعته.
بعضهم رُؤي وهو يجري مسافة تعدّت 170 كيلومتراً! لا أعرف تفسير هذه القدرات المذهلة، لكن الكاتب يشير إلى أن أحد أطعمتهم هو مزيج لزج غليظ من بعض النباتات التي تنمو في وديانهم، أبرزها نبتة اسمها "تشيا"، لكن هذا ليس السبب الوحيد، فمن يأكل طعامهم لن يمتلك قدرة فورية على الركض لعشرات الكيلومترات، رغم أن هذه النبتة تمنح الآكل طاقة عالية جداً.
الشاهد هو أن الكاتب توصل أخيراً إلى سبب عدم إصابتهم بألم الركبة مع الركض: أحذيتهم. منذ أن انتشرت أحذية الركض في العالم قبل قرابة 50 سنة زادت آلام الركبة طردياً. أحذية قبيلة "تارا أومارا" هي من الصندل الرقيق، مما يجعل القدم تتحرّك وتعمل بشكل طبيعي، عكس أحذية الجري اليوم التي تُوَسّد أسافلها بالكثير من المواد التي تخفف وقع القدم على الأرض. النصيحة التالية قرأتها كثيراً من قبل، لكن كتاب "وُلد ليجري" رسّخها بعمق: أفضل طريقة للركض هي الجري حافياً.

الغراب.. مشؤوم أم عبقري؟
أكاد أجزم أنني لو سألت القارئ عن رأيه في الغراب لأجابني أن رأيه سلبي، وأنه يَقرِن الغراب بالموت والكآبة، وهذا ليس جديداً، فقد كانت العرب تتطيّر وتتشاءم منه ومن صوته وحتى اسمه، فكان بعض العرب يسميه "الأعور" تشاؤماً من نطق اسمه، إلى أن أتى الإسلام فنهى عن الطّيَرَة والتشاؤم، ولكن رغم ذلك أقر الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن الغراب شر، فقال في صحيح البخاري: "خمس من الدواب لا حرج على من قتلهن: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور". من سلبيات الغراب الواضحة هي أنه يأكل الميتة حتى لو كانت جثة إنسان، والغربان يَعتقد الكثير أنها جزء من مشاهد المعارك، فتُحلِّق جماعات من الغربان حول البشر عندما يتقاتلون طمعاً في أكل جثثهم بعد انقشاع المعركة. الغربان عُرف عنها أنها لا تأكل الحيوانات الميتة فقط بل تقتلها بنفسها! ذلك أن بعض أنواع الغربان تقتل الحملان والخراف الضعيفة وتأكلها، وأنواع أخرى تُغِير على المحاصيل الزراعية مثل التمور والقمح، فالغربان آفة حيوانية وضررها واضح.
لكن هذا لا يمنعنا أن نُقرّ أن الغراب مخلوق ذكي، بل هو بالغ الذكاء وله قدرات لا توجد عند أي كائن آخر. أستاذ في جامعة فيرمونت في أميركا درس الغراب والغداف زمناً طويلاً، والغداف طير أسود أخو الغراب، ينتميان لنفس العائلة الحيوانية ولا يختلف عنه في المظهر، لذلك سأشير لكليهما هنا بكلمة "غراب". أقول: الأستاذ المذكور أجرى تجربة يقيس بها ذكاء الغربان، فاختار أعمدة وعلّق عليها حبالاً تتدلى منها لحوم، وجلس ينظر ما تصنع الغربان. الذي حصل أن الغراب ذهب لأعلى العمود وقام يسحب الحبل قليلاً ثم يمسكه بمخالبه لئلا يسقط، ثم يسحب قليلاً ويمسك ما سحب وهكذا، إلى أن وصل اللحم للأعلى وأكله الغراب. هذا مدهش، لأن هذا الموقف لم يمر على الغراب من قبل. حيث تعيش الغربان فإنها لا تمر بمواقف ترى فيها لحماً معلّقاً من حبال، ولا يمكن أن تكون مصادفة لأن المطلوب ليس خطوة واحدة، بل عدة خطوات منطقية، لا تنجح واحدة إلا بنجاح ما قبلها. أثبتت التجربة أن ذكاء الغراب نشط ويمكنه من إيجاد حلول فورية لمشاكل جديدة. أيضا وجد الدارسون أن الغربان تدفن الطعام لتأكله لاحقاً، وإذا لاحظ الغراب أن هناك غراباً آخر يْرقُبه فإنه يتظاهر بدفن الطعام في مكان ثم يدفنه في مكانٍ آخر!
لكن ما أثار عجبي فعلاً تجربة أجراها أستاذ في جامعة واشنطن أثبتت شيئاً مذهلاً: الغربان تستطيع تمييز الأوجه البشرية! يستطيع الغراب أن يلقي نظرة على وجهك ويحفظه للأبد، فسواء آذيتَه أو أحسنت إليه فإنه سيتذكرك طالما عاش.

تنبؤات على كف عفريت
لو عُرض عليك أن تعلم قليلاً من الغيب.. أترى أنه شيء ترغب به؟ لا شك! طبعاً نحن البشر العاديين لا نعلم الغيب، ولا سبيل لنا إلى ذلك، لكن الله منح بعضنا قدرة على استقراء المستقبل استناداً إلى العلم، ولا أقصد طبعاً العرافين والدجالين، وإنما الخبراء في مجالاتهم، مثل الخبير الاقتصادي الأيرلندي إيمون فينجلتون الذي تنبأ في منتصف الثمانينات من القرن العشرين بانهيار سوق الأسهم الياباني، وتحققت نبوءته بعدها بسنة، وتنبأ بانهيار سوق شركات الإنترنت التي اشتعلت في أميركا في آخر التسعينات من القرن ذاته وصدق حدسه، أو حتى ذوي الخيال الواسع، مثل الكاتب البريطاني جورج أورويل الذي كتب عام 1949 روايته الشهيرة بعنوان «1984» عن مستقبل مظلم للبشر، أحد أوجهه هو حكومة عالمية موحّدة تراقب وتتحكم بكل صغيرة وكبيرة، منها كاميرات خفية في كل مكان، وتحقق هذا الوجه بالذات في بريطانيا في السبعينات من القرن العشرين، عندما بدأت الحكومة بوضع كاميرات في الشوارع تحت ذريعة مكافحة الجريمة، والآن انتشرت حتى صار هناك 4 ملايين كاميرا في الأماكن العامة.
لكن النبوءات الصحيحة أقل بكثير من النبوءات الخاطئة، وتكون النبوءات أسوأ إذا كان المتنبئ خبيراً في مجاله، ومن أشهر النبوءات الخاطئة:
- "أعتقد أن مبيعات الحاسب الآلي في العالم كله لن تتجاوز 5 أجهزة".
توماس واتسون، رئيس شركة آي بي إم، عام 1943.
- "أي آلة طيران أثقل من الهواء يستحيل أن تنجح".
الفيزيائي البريطاني لورد كيلفين، عام 1895.
- "سيتضح لكم أن أشعة إكس ليست إلا خرافة".
الفيزيائي البريطاني لورد كيلفين، عام 1883، قاصدا الأشعة السينية.
- "التلفاز سيفشل".
ماري سمرفيل، رائدة برامج المذياع التعليمية، عام 1948.

النوم نعمة غير محسوسة
النوم شيء يستهين به أكثر الناس. بالنسبة لنا فالنوم ليس إلا عملية عادية نقوم بها يومياً، وربما يربطها البعض بالكسل، لكن النوم أهم العمليات الإرادية اليومية التي تقوم بها. لا أقول من أهمها، بل أهمها على الإطلاق. قد تقول "وماذا عن الأكل والشرب؟"، ويجيبك الواقع أنك تستطيع أن تعيش بلا طعام أو شراب ليس لأيام فقط، بل لأسابيع كاملة، خاصة إذا كنت صحيحاً غير مريض ولا رضيع ولا مسنّ. بشكلٍ عام، فإن الشخص العادي يستطيع أن يعيش فترة من 4 إلى 6 أسابيع بدون طعام، تزيد أو تنقص. غاندي مثلاً صام احتجاجاً لمدة 3 أسابيع وهو في منتصف خمسيناته.
لكن الامتناع عن النوم لفترات طويلة يسبب مشاكل وأمراضاً كثيرة، تبدأ من الطفيفة مثل الرعشات وسرعة الانفعال وصعوبة النطق، وتنتهي بالخطيرة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب. تجربة أجراها مركز بحوث النوم في مدينة شيكاجو عام 1995 وجد أن حرمان جرذان التجارب من النوم لفترات طويلة تسبب في موتها. من نعم الله علينا التي لا تُحصى أن الامتناع عن النوم لفترات طويلة مستحيل من الناحية العملية، فالمخ لديه آلية يمنح بها نفسه قليلاً من الراحة، وهي آلية النوم الصغير، فإذا حرم شخص نفسه من النوم لفترات طويلة يجبره مخه على النوم، وهو نوم مفاجئ يهبط على الشخص بلا إنذار لفترات قصيرة أقصرها أجزاء من الثانية وأطولها 30 ثانية، وتشكل خطراً بالغاً إذا كان الشخص في مواقف تحتم عليه الاستيقاظ مثل قيادة سيارة.
مَن يهبط عليه النوم الصغير غالباً لن يعرف أنه نام.

إياك واحتقار صغار الخلق!
أنت إنسان. أنا إنسان. على هذا فإنني أعرف رأيك في أشياء معينة. هناك آراء يشترك فيها معظم البشر، أحدها هو أن الحجم مهم في عالم الأحياء، فنحن نهاب الدب والغوريلا، لكن نحتقر الحشرات وصغار المخلوقات، لكن تخطئ إذا فعلت ذلك! دعني أغيّر رأيك قليلاً:
- بعض أنواع الديدان ذات الأرجل الكثيرة (والتي تتواجد في أميركا الشمالية) تطلق سم السيانيد القاتل من خلال ثغرات صغيرة في جسدها، غالباً عندما يلمسها البشر أو عندما يتجمع عليها النمل.
الدودة الألفية تحمي نفسها من الحشرات بسم السيانيد، أما الكائنات الكبيرة فلا تقتلها الكمية التي تفرزها وإنما تضايقها فقط.
- أنواع من اليرقات الزرقاء تتعاون مع النمل. تعيش هذه اليرقات في بداية عمرها على بعض النباتات، بعدها تلجأ لقرى بعض النمل الأحمر وتبيت في أنفاقهم ثلاثة أسابيع تتحول أثناءها إلى فراشة زرقاء كبيرة، بعدها تخرج من شرنقتها ويرافقها النمل إلى السطح، فيحملونها إلى شجيرة أو نبتة منخفضة لتكمل عملية تحولها، حيث تحتاج وقتاً يجف فيه جسدها، أثناءها يدور حولها جيش من جنود النمل يحمونها من أي حشرة تضمر لها شراً. عندما تصبح الفراشة جاهزة للطيران، يعود النمل إلى قريته. لكن ما يفعله النمل ليس لمجرد الخير! فالفراشة قد ألهمها الخالق أن تحاكي رائحة وصوت النمل حتى لا يقتلونها دفاعاً عن قريتهم، إضافة إلى أنها تزودهم بالمنّ، وهي مادة سكرية صمغية يتغذى عليها النمل. قبل هذا كله، فإن الفراشة أثناء كونها يرقة تقوم بحك رأسها بجدار الشرنقة الداخلي مصدرةً صوتاً يشابه صوت الكشط الذي يقوم ذاك النوع من النمل. "فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ".
- نوع من الروبيان يسمى روبيان المسدس (الاسم العلمي ألفيداي) يطبق بكلّابيه بقوة مصدراً صوتاً عالياً جداً، من قوته يقتل الأسماك الصغيرة المحيطة به ليتغذى عليها الروبيان، بل إن هذه الضربة من قوتها تصدر طاقة حرارية قدرها قرابة 5000 درجة، أي نفس درجة سطح الشمس!
- نوع من الضفادع (ضفدع السم الذهبي) مغطى بطبقة من السم. لون هذا الضفدع أصفر أو أخضر أو برتقالي، ويعمل هذا اللون البارز كنوع من التحذير لأي حيوان مفترس، لأن سم هذا الضفدع من النوع شبه القلوي وقوته شديدة وجلد هذا الضفدع مشبع به، حتى إنه قد شوهدت كلاب ودجاج مشت على مناديل مسها القليل من هذا السم وكان هذا كافياً لقتلها. يقوم هذا السم بإيقاف إشارات الأعصاب، ويسبب إيقاف القلب. ورغم أن كمية السم قليلة جداً في هذا الضفدع (1 مليجرام، أي جزء من ألف جزء من 1 جرام) إلا أنها كافية لقتل 10 آلاف فأرة، أو 10-20 إنسانا، أو فيلاً. لا يوجد إلا القليل جداً من الكائنات التي سمومها تعادل هذا السم في قوته، غالبها ضفادع أيضاً.


أنفع دواء يعرفه البشر
جميعنا يعرف أن فوائد الرياضة كثيرة، لكن عرفت فعلاً فوائد الرياضة لما وقعت على دراسات نشرتها الجمعية الوطنية لعلوم الطب الأميركية، وهي دراسات أجراها باحثون وعلماء في مختلف أنحاء العالم وقامت الجمعية بجمعها. الفوائد -بلا مبالغة- أكثر من أن تُحصى، لكن من أبرزها:
1 - من يمارس الرياضة باستمرار يعيش -بإذن الله- أطول من غيره، لأن الرياضة تحمي من الوفاة القلبية أياً كان سببها، خصوصاً عند من هم بين الأربعين والستين.
2 - الهرولة تزيد من قدرة ونزوع المخ إلى تكوين خلايا جديدة. هذه الدراسة وجدت أن الخلايا الجديدة مسؤولة عن الذاكرة والتعلّم.
3 - أكثر من دراسة وجدت أن الرياضة تقوي الصحة الذهنية وتخفف من آثار مرض الاكتئاب، بل قد وجد الباحثون أن الرياضة تؤثر على العقل تأثيراً يشابه ما تفعله الأدوية المضادة للاكتئاب.
4 - قلة الحركة الجسدية من العوامل المسببة لداء شريان القلب التاجي.
5 - الرياضة تخفف من نسبة الكولسترول الضار في الجسم، وتزيد الكولسترول الحميد.
6 - وجدت دراسة فنلندية أن الرياضة المعتدلة إذا ما جُمِعت مع نظام غذائي سليم وإنقاص الوزن يمكن أن يخفض احتمالية الإصابة بمرض السكر بنسبة 50% إلى 60%.
7 - المصابون بارتفاع ضغط الدم يمكنهم خفض وتحسين ضغط دمهم بالرياضة.
8 - من أوضح وأشهر فوائد الرياضة طبعاً هي إنقاص الوزن، فالرياضة تزيد من نسبة استهلاك الجسم للطاقة، مما يزيد من عملية التأيض أو التمثيل الغذائي.
9 - تمارين التقوية (مثل رفع الأثقال أو الحديد) تزيد قوة العضلات وكتلتها، وتقلل من الأنسجة الدهنية.
10 - الرياضة تقوي العظام وقد تحمي من مرض هشاشة العظام.
11 - الرياضة تساعد على النوم.
12 - الرياضة تزيد الطاقة. إذا كانت الأعمال اليومية ترهقك (مثل أعمال المنزل، العمل اليومي، إلخ) فإن الرياضة هي الدواء، فهي ستقوي العضلات وتحسن الحالة الذهنية وتقوي القلب.


نحن على كرة بلياردو
لا شك أن الكثير منا قد سمع بأعلى قمة في العالم، قمة جبل إيفرست، لكن على عِظَم هذا الجبل وارتفاعه فإنه ليس إلا كمثل بثرة جلدية صغيرة مقارنة بما تحت سطح الأرض. يَسهُل علينا تجاهل ما تحتنا، وحُقَّ لنا، فالغائب عن العين غائب عن البال، ولكن لو تأملنا في عجائب الأرض ومكوناتها وصفائحها لهالنا ذلك. على سبيل المثال، جبل إيفرست يرتفع عن الأرض بمسافة قدرها 8 كيلومترات و840 متراً، لكن أسفل من الجبل ما يلي: أولاً إذا انطلقنا من أصل الجبل المساوي للأرض وأخذنا في الحفر فإننا نمر عبر قشرة الأرض والتي تبلغ من الطول 35 كلم، وإذا اجتزنا القشرة فندخل في ما يسمَّى بالدثار وطوله 2855 كلم، وتتراوح درجات الحرارة فيه بين 500 و900 درجة مئوية، ثم إذا ما واصلنا الحفر فإننا نصل للُبِّ الأرض، واللب ينقسم لخارجي وداخلي، فاللب الخارجي هو ما نصل إليه أولاً، وسُمكه 2266 كلم، ودرجة الحرارة تبدأ من 4400 ثم تزداد سخونة كلمنا تعمقنا، حتى تصل إلى 6100 درجة مئوية قرب الطرف الآخر، حينها نصل لجوهر الأرض ولبها الداخلي، وطول اللب الداخلي 1216 كلم، ودرجة حرارته أقل قليلاً من اللب الخارجي. عودةً إلى مشروع الحفر الذي قمنا به، عندما نجمع سماكة أو عمق كل من الطبقات السالف ذكرها فإننا نصل إلى عُمق هائل. لتقريب الصورة، لو أخذنا المسافة من سطح الأرض إلى اللب الداخلي وقلبناها بحيث تكون كالجبل، فإن هذا الجبل الجديد يبلغ ارتفاعه 6372 كلم، أي أعلى من إيفرست ب708 مرات! ولو وُضع هذا بجانب ذاك لبدا إيفرست ليس كالبثرة الجلدية فقط، بل كحبة تراب، لا يرى إلا بعدسة مكبرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.