فواجع تشيب لها الرؤوس، ومصائب تزلزل النفوس. شباب في عمر الزهور علق عليهم آباؤهم آمالا في أن يكونوا لهم عدة وعونا، وأعطاهم وطنهم ما يحتاجون من رعاية وتعليم ليكنوا مستقبلا مشرقا في بنائه، فإذا هم وفي مشهد محزن أقرب إلى الخيال المخيف، والكابوس المفجع يطعنون أقرب الناس إليهم، ويعتدون على من يمد يده بالإحسان إليهم. وما يزيد الأمر حزنا أن ذلك لا يظهر قبل حدوثه ولا يتوقع؛ فبعضهم لم تكن له اتجاهات أو سوابق تدعو إلى القلق. والأشد ألما أنهم يفخرون بما فعلوا بل وينشرونه! الأمر خطير والخطب جلل، والمعالجات الهامشية لا تكفي، والسؤال: هل فهمنا أسباب هذا الانحراف؟ هل اتضحت بشكل حقيقي علمي؟ ما نسمعه مجرد توقعات يبنيها أصحابها على خلفيات سابقة، وصراعات فكرية تجاوزها الزمن ولا يوجد في الواقع ما يؤكد ارتباط المشكلة بها. وأسئلة أخرى: هل اتضحت للآباء والمربين الإجراءات والخطوات العملية المطلوبة لوقاية أبنائنا من هذا الداء القاتل؟. هل لدى الأجهزة الرسمية المعنية بالجانب الوقائي خطة وقائية مبنية على دراسات حقيقية للواقع؟ يجب تكوين فرق متعددة التخصصات تتسم بالإخلاص والرغبة الصادقة في معالجة الأمر، يكون دورها دراسة كل واقعة والأسباب الحقيقية التي أدت إليها، ثم وضع خطة وقائية ذات إجراءات صارمة، تدعم بقرارات من أعلى المستويات، مهما كانت مؤلمة. فلو اتضح أن الإنترنت مثلا هو المنفذ الحقيقي لتلك السموم، فمن الضروري إعادة النظر في حريته التي تحولت إلى فوضى تهدد المجتمع في أغلى ما يملك. ثم لا يتوقف الأمر. فالعالم يتغير بسرعة والأسباب تختلف من يوم إلى آخر، لذا نستمر في مراجعة الواقع وبحث المستجدات وتعديل الخطط بناء على ذلك.