مشكلة تظهر في أوساط المعلمين تتضح من السؤال التالي: لماذا يبدأ بعض المعلمين عمله بإخلاص وينجزه بإتقان ثم ما يلبث أن يتغير أداؤه ويخبو عطاؤه أو ينتقل إلى عمل آخر أو يطلب التقاعد المبكر؟! وبعبارة أخرى لماذا تتناقص دافعية المعلم لعمله؟ لقد سألت هذا السؤال لكثير من المعلمين الذين قابلتهم، فكانت لهم إجابات مختلفة لكن مؤداها واحد، وخلاصتها: لا يوجد شيء يميز المعلم المخلص والمبدع. الكل سواء، وعملك في أول يوم أربعا وعشرين حصة، هو ذاته في آخر يوم من خدمتك! الناس يتصاعدون ويترقون في وظائفهم وأنا في مكاني منذ تخرجي. بل يشكو أكثرهم أبلغ من ذلك فيقول: إن التكريم إن وجد والمواقع القيادية إن تم الترشيح لها ليسا للمعلم المخلص المميز بل للضعيف صاحب الواسطة، وإن أحسنا الظن فلا توجد لها آلية صحيحة، بل تتم بطريقة شكلية أقرب إلى العشوائية. معلم قدير مخلص تمر الأيام، فإذا أحد طلابه الضعاف مديرا أو مشرفا، عليه لا لشيء تميز فيه، إلا لمحسوبية أو أمر آخر. يمكننا تحديد المشكلة بأنها: تناقص الدافعية للعمل وضعف الرغبة في الإنجاز والتطوير. وفي رأيي أنها أخطر المشكلات التي تضعف التعليم، لأنه مع وجود الدافعية العالية للعمل تتضاءل المشكلات الأخرى فرغبته في عمله ستؤدي إلى حرصه على تطوير ذاته علميا وتربويا. معالجة هذا الجانب في نظري، أهم أولويات الوزارة في ثوبها الجديد. فمعلم مبدع يساوي تعليما ناجحا، وتعليم ناجح يعني وطنا متقدما. أي نظام للتحفيز وإثارة الدافعية تجاه أمر ما، مبدؤه الأساس: أن يبنى على حاجات المستهدفين، خاصة الحاجات المفقودة. فما أهم حاجات المعلمين؟ الجانب المادي محفز، لكن ليس أهم المحفزات. التحفيز المعنوي المبني على الحاجة إلى التقدير. أهم حاجات المعلم المفقودة. تركيزنا عليها إضافة إلى باقي المحفزات سيحل المشكلة بإذن الله.