ألقت نتائج الجولة الأولى من دوري عبداللطيف جميل بظلالها على مباريات الجولة الثانية التي كانت فيها الأندية أكثر حذراً وحرصاً على عدم استقبال شباكها لعدد كبير من الأهداف كما في الأولى التي وصل عدد الأهداف المسجلة إلى 27 هدفاً، وساعدت أيضاً بعض المواجهات المباشرة بين الأندية المنافسة على الصدارة بأندية تطمح في البقاء في المنطقة الدافئة، أن تكون المباريات دون المستوى المأمول فنياً نتيجة الحسابات المختلفة بينهما. رباعي الصدارة تمسكت أندية الهلال والاتحاد والشباب والنصر بتحقيق ال3 نقاط للمرة الثانية من أجل بحثها عن البقاء في دائرة الصدارة مع الفرق المنافسة، ولأجل حصد النقاط أمام الأندية التي تقل عنها إمكانات مع حرصها الشديد على عدم التفريط بنقاط هذه المباريات لوجود حسابات في مقبل الجولات، ولا يمكن لمن فرط في نقاط هذه المباريات أن يكون له حظ في حصد اللقب، وهذا ما يعيه مسيرو هذه الأندية ويعملون له حسابات دقيقة بالذات، وهناك تجارب قريبة لبعضهم أضاعت عليهم المنافسة على الألقاب في الأمتار الأخيرة نتيجة تفريطهم في نقاط أندية الظل أو أندية الوسط. الأهلي "فرط" بنقطتين الحسرة التي أظهرها مسيرو نادي الأهلي ولاعبوه بعد التعادل مع مضيفهم نجران بالتعادل الإيجابي (1/1)، هي دليل قاطع على معرفتهم بالعواقب التي قد تنتظرهم نتيجة خسارة نقطتين، وربما يكون لها انعكاسات سلبية في هذا التوقيت المبكر من الدوري، في ظل المنافسة التي تبدو شرسة في هذا الموسم ما بينه وبين أندية النصر والشباب والهلال والاتحاد التي سترمي بثقلها هذا الموسم لأجل كسب بطولة الدوري. ضعف "التركيز" يسهل الأهداف ما زال لاعبو الأندية ومن خلفهم مدربوهم، عاجزين عن إيجاد التدابير اللازمة لمواجهة أزمة الدقائق الأخيرة من كل شوط يفتقد فيها اللاعبون تركيزهم المطلوب، وهذا ما جعل عدد الأهداف المسجلة في الدقائق الأخيرة من كل شوط يصل إلى رقم كبير ليثبت أن هذا الخلل يستمر مع الفرق من موسم إلى آخر، بالذات أن عدداً كبيراً من هذه الأهداف سجل في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وهذا ما يعني عدم تحميل الجانب اللياقي لوحده المسؤولية في غياب التركيز المثالي للاعبي كرة القدم. المحليون يتفوقون تسجيل 19 هدفاً في 7 مواجهات يعتبر رقماً جيداً للمدافعين ولحراس المرمى مقارنة ب 27 هدفاً تم تسجيلها في الجولة الأولى، الرقم الذي اقترب كثيراً من كسر رقم أعلى تسجيل للأهداف في جولة واحدة، واستطاع المهاجمون السعوديون التفوق على نظرائهم الأجانب بفارق هدف وحيد، حينما استطاعوا تسجيل 10 أهداف مقابل 9 للأجانب، ويتنافس محترف الهلال البرازيلي "نيفيز" بهدفه الأول في مرمى العروبة مع هدف محترف هجر منصور غوبي الثاني في مرمى التعاون على أجمل أهداف هذه الجولة. البياوي مدرب الجولة يستحق مدرب فريق هجر التونسي ناصيف البياوي، الأفضلية لمدربي الجولة الثانية نتيجة العمل الكبير الذي قام به بدنياً وذهنياً لتجهيز لاعبيه قبل مباراة التعاون، خصوصاً وأن الخسارة القاسية من الأهلي كانت في بداية الدوري ومن الصعب تجاوزها، لذلك كان مردود العمل الكبير واضحاً على أرض ملعب المباراة ولاعبو هجر يقومون بواجباتهم بكل دقة، وهذا ما مكنهم من السيطرة على الأسماء المميزة في فريق التعاون، ومن ثم الانقضاض على مناطق التعاون الدفاعية بكرات سريعة مكنتهم في النهاية من تسجيل هدفين وكسب ثلاث نقاط من أمام فريق يعيش نفس الطموح، وهو ما يعتبر بمثابة ال6 نقاط، وينافسه في الأفضلية مدرب الهلال الروماني "ريجيكامب" ومدرب الفيصلي البلجيكي "ستيفان بيمول". برازيلي الفيصلي أراح الاتحاد تعتبر الهجمة الخطرة التي أضاعها محترف الفيصلي البرازيلي "مارسيلو" أمام مرمى حارس الاتحاد فواز القرني، نقطة تحول كبرى في المباراة استطاع "ماركينيو" تسجيل الهدف الأول الذي جاء عكس مجرى المباراة ومدى اقتراب الفيصلي بفضل التنظيم بين صفوفه من هز شباك الاتحاد، واستطاع فهد المولد من إضافة هدف ثان أحبط أي مفاجأة قد يحدثها الفيصلي في هذه المباراة حتى والفريق يستطيع تقليص النتيجة في الدقيقة 88، إلا أن الوقت المتبقي لم يسعف الفريق للخروج ولو بالتعادل.