اكتسبت المسرحية الاستعراضية "سوق الجردة" التي تقدم بشكل يومي ضمن فعاليات مهرجان بريدة للتسوق والترفيه 35، بعداً ثقافياً وترفيهياً تتباين فيه حياة مدينة بريدة لدى المتلقي، وهي تمر بعدة فصول لتحكي حزمة من الوقائع في قالب فني مختلف عبر عرض مسرحي في الهواء الطلق وفي مكان جسد التكوين البيئي الحقيقي لمدينة بريدة. ونالت المسرحية اهتمام زوار المهرجان، لاسيما وأن مخرجها محمد اليحيى نجح قبل سنوات في مثل هذه التجربة مع المدرسة الجديدة من المسارح عبر المسرح المفتوح، وذلك بسبب مشاهد الحركة التي يرتكز عليها العمل غالباً وما تطلبه من خفة وإتقان، لاسيما وأن الطواقم اكتسبت الكثير من الخبرة. وتحكي المسرحية التي ألفها عبدالله الزيد واقع مدينة بريدة قديماً، تاريخها وتجارتها وزراعتها، وكذلك ترابط أهلها اجتماعياً، فكانت جميعها تتجسد في سوق الجردة الأشهر في تاريخ منطقة نجد كلها، حيث تدور أحداث المسرحية في أرض السوق الذي تحيط به المزارع والمساجد والمنازل، مع تلاحق الأحداث في السوق الشعبي بكل مفرداته البسيطة من خلال الكتاتيب، وعربة الحطب، وأناشيد الأطفال، وقدوم العقيلات. وبشكل درامي سريع تتخلله استعراضات مع مقطوعات إنشادية من كلمات الشاعر عبدالكريم اليوسف، تأتي كل الأحداث التي عاشتها بريدة مثل سنة الغرقة وسنة الرحمة وسنة الجوع ، كما استعرضت حال السطو والنهب وانحلال الأمن حتى أطل على البلاد حكم آل سعود الذي وحد الجزيرة وألف بين أطرافها، ولا تتوقف رحى المسرحية لتتحدث عن حال السوق الذي لا يزال وحتى عصرنا الحاضر قائما ومعلما لمدينة بريدة. واعتبر زوار المهرجان مسرحية (سوق الجردة) من أميز الفعاليات الشبابية، حيث يتسابقون إلى موقعها في الساحة البلدية للمدينة الرياضية، وذلك لاختيار المواقع ومتابعة عروضها الشيقة.
