في الوقت الذي ينظم فيه بعض المقيمين والمواطنين في مكةالمكرمة رحلات سياحية عشوائية للحجاج والمعتمرين إلى المعالم كجبل النور وجبل ثور والمشاعر المقدسة ومسجد نمرة ومصنع الكسوة، أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في مكةالمكرمة عبدالله السواط، أنه يوجد نشاط جديد لتنظيم الرحلات السياحية، وأشار في تصريح إلى "الوطن" أنه تم وضع الضوابط اللازمة لحصول المستثمرين على ترخيص "منظم رحلات سياحية"، لافتا إلى أنه تم الترخيص ل34 منظما في مكةالمكرمة. وألمح إلى أن عائدات هذا النشاط تزيد على 200 مليون ريال سنويا، مبينا أن المنظمين النظاميين لا يستفيدون سوى ب5% منه، مشيرا إلى أنه سيتم تفعيل هذا النشاط بشكل جيد خلال الفترة المقبلة، وأفاد بأن الرحلة السياحية المنظمة تضمن للسائح مرجعية تحفظ له حقوقه، مشيرا إلى أن منظم الرحلات ملتزم ببرنامج سياحي ينفذه مرشد سياحي معتمد من الهيئة العامة للسياحة والآثار ولديه معلومات موثوقة عن المواقع السياحية. وحول تنظيم رحلات للحجاج، أفاد بأنه تم البدء في تطبيق برنامج سياحة ما بعد العمرة بالتنسيق مع وزارة الحج والمديرية العامة للجوازات في موسم العمرة الماضي، لافتا إلى أنه سيطبق بشكل أوسع خلال موسم العمرة المقبل. وبينما رصدت "الوطن" عشرات الحافلات وسيارات النقل الخاصة وسيارات الأجرة، وآلاف المعتمرين من مختلف الجنسيات من ساعات الصباح الأولى بطريق جبل النور المؤدي إلى غار حراء، أشار أبو نايف سائق حافلة في حديث إلى "الوطن" إلى أنه يمتهن نقل المعتمرين من المسجد الحرام إلى المعالم منذ 15 عاما. وذكر أنه ينقلهم بواسطة حافلة صغيرة يستأجرها من أحد السماسرة، مبينا أن عائده يتراوح ما بين 15 إلى 20% من الدخل الكلي للحافلة، الذي يختلف بحسب الموسم، لافتا إلى أنه يصل إلى 20 ألف ريال في بعض المواسم، وذكر أن عمله لا يتوقف على نقل الحجاج، بل يصل في بعض الأوقات للقيام بدور المرشد السياحي، حيث يزودهم بمعلومات عن غار حراء، ملمحا إلى أن غالبية الحجاج الذين ينقلهم لا يوجد معهم مرشد ديني، وذكر أن بعضهم يكتبون على بعض الصخور، فيما يحرص آخرون على أخذ حجارة من جبل النور للتبرك بها، وعقد حبال وأكياس بالأشجار. أما محسن حسين صاحب إحدى حافلات النقل، فأوضح أن رحلته تبدأ من المسجد الحرام، حيث ينقل الحجاج والمعتمرين بمبالغ تتراوح ما بين 10 و30 ريالا للواحد منهم. فيما أفاد أبو راضي، الذي ينقل الحجاج والمعتمرين بسيارته الخاصة، التي تتسع لتسعة ركاب منذ 15 عاما أيضا، بأن أجرة نقل الزوار من المسجد الحرام إلى جبل النور تصل في أوقات الذروة إلى 50 ريالا للفرد الواحد، لافتا إلى أنه يبدأ من بعد صلاة الفجر وحتى قرب صلاة المغرب حيث يغادر المعتمرون من جبل النور إلى الحرم. من جانبه، أوضح أحد رجال الأمن، موجود بأحد المعالم التاريخية - رفض ذكر اسمه – أنه موجود لمنع الظواهر السلبية، مشيرا إلى أن منها إيهام بعض مخالفي أنظمة الإقامة المعتمرين بأن بعض الصخور مباركة وجالبة للرزق أو الإنجاب وأن الصعود عليها يحقق لهم ما يريدون ومن ثم يصورهم عليها مقابل 50 ريالا. من جهته، أكد مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد خلف المطرفي، أنه تم تشكيل لجنة للنظر في الحوادث والمخاطر التي يتعرض لها المعتمرون حال صعودهم لجبل النور. من جهة أخرى، رأس مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة متابعة النقل المهندس محمد توفيق مدني، الاجتماع التنسيقي الذي نظمته لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة نهاية الأسبوع الماضي، بحضور مدير الضبط الإداري بشرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف القرشي، ومدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العميد مشعل المغربي، والمدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمكةالمكرمة عبدالله السواط، ورئيس لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة فهد الوذيناني، وعدد من منظمي الرحلات السياحية المرخص لهم. وناقش الاجتماع التنسيق والمتابعة لأي تجاوزات أومخالفات بالمواقع التاريخية والأثرية، وأنشطة تنظيم الرحلات السياحية بمكةالمكرمة، وآليات العمل المشتركة مع الفرق الميدانية التابعة للجهات ذات العلاقة "مرور العاصمة المقدسة، الدوريات الأمنية، شرطة العاصمة المقدسة، وزارة النقل وزارة الحج وأمانة العاصمة المقدسة والهيئة العامة للسياحة والآثار لضبط المخالفين وتطبيق الغرامات والعقوبات وفق اللوائح والأنظمة بحسب الاختصاص". كما نوقشت التجاوزات الناتجة عن ممارسة أنشطة النقل وتنظيم الرحلات السياحية دون الحصول على تراخيص "الرحلات العشوائية"، واستخدام وسائط نقل غير مرخصة، قيادة وسائط النقل العامة من أشخاص غير مرخص لهم، كما تم تقديم عرض مرئي لتجاوزات منظمي الرحلات غير النظاميين للمواقع التاريخية والأثرية بمكةالمكرمة.
