مهدت جماعة الحوثيين في اليمن أمس طريقها إلى المحافظاتالجنوبية، بعد استكمال سيطرتها على مديرية الرضمة التابعة لمحافظة إب (170 كلم جنوبصنعاء). وكثّفت الجماعة نشر مسلحيها في مركز المحافظة في سياق استعدادات يُعتقد بأنها للزحف غرباً نحو مديريات العدين الثلاث التي سيطر عليها تنظيم «القاعدة» قبل أيام. وفي حين تدهور الوضع الأمني في مدينة عدن حيث سقط قتيل وعدد من الجرحى برصاص جنود معسكر مجاور لمخيمات المحتجين المطالبين بالانفصال عن شمال اليمن، أكدت وزارة الدفاع اعتقال خمسة سعوديين من عناصر «القاعدة» بينهم القيادي حمزة الشروري، يُعتقَد بأنهم مسؤولون عن ذبح 15 جندياً بالسكاكين في منطقة الحوطة وسط وادي حضرموت في 9 آب (أغسطس) الماضي. في غضون ذلك، تظاهر أمس طلاب جامعة صنعاء ضد الوجود المسلح لجماعة الحوثيين داخل الحرم الجامعي، مطالبين بخروجهم، فيما أكد مسؤولون أمنيون وجود توجّه لاستيعاب حوالى ألفي مسلح حوثي في شرطة العاصمة. وفي ظل استعدادات مكثفة لعقد الجماعة في صنعاء غداً الاجتماع الموسع ل «وجهاء البلاد وعقلائها» الذي دعا إليه زعيمها عبدالملك الحوثي، تواصلت عمليات «القاعدة» ضد الحوثيين في العاصمة. وأفادت مصادر أمنية بأن مسلَّحَيْن كانا على متن دراجة نارية اغتالا أمس أحد عناصر الحوثيين في حي الروضة شمال صنعاء، موضحة أن الأخير يدعى أحمد الكحلاني، وهو والد مساعد مدير المطار». وتحدثت مصادر عن سقوط تسعة قتلى من الجماعة أمس بانفجار عبوة شمال العاصمة، لكن قيادياً في الجماعة تحدث إلى «الحياة» نفى ذلك، مؤكداً «جرح ثلاثة أطفال بانفجار قذيفة عثروا عليها، وهي من مخلفات المواجهات مع قوات الجيش في الحي المجاور لمبنى التلفزيون. وفي محافظة إب، قالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن مسلّحي الحوثي استكملوا أمس السيطرة على مركز مديرية الرضمة و «سحقوا مقاومة مسلحة بقيادة الزعيم القبلي عبد الواحد الدعام، قتل خلالها نجله وعشرة آخرون، في حين استولت الجماعة على منزله من دون أن تتدخل قوات الأمن والجيش المرابطة في المنطقة». وبسقوط مديرية الرضمة باتت الطريق سالكة أمام الحوثيين للتقدم إلى المحافظاتالجنوبية. لكن مراقبين يستبعدون أن يغامروا في التوسع جنوباً قبل السيطرة على كل مديريات محافظة إب، بخاصة مديريات العدين التي سقطت قبل أيام في أيدي مسلحي «القاعدة». وروى شهود ل «الحياة» أن القائد الميداني للجماعة «أبو علي الحاكم» وصل إلى مدينة إب، وسط انتشار كثيف لمسلحي الحوثيين، ما يرجّح الاعتقاد بأن الجماعة تحشد أنصارها للتوجه غرباً. وعلمت «الحياة» أن عملية التوافق على التشكيل الحكومي المرتقب تعثّرت نتيجة إصرار تكتل «أحزاب اللقاء المشترك» على رفض صيغة توزيع الحقائب على المكونات السياسية. وتعقُد هيئة مستشاري الرئيس عبده ربه منصور هادي اجتماعات لإيجاد مخرج من الأزمة، بعدما أقرّت الهيئة تشكيل لجنة لتفسير بنود اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الذي وقّعه الحوثيون والأطراف السياسية.
تحذير سعودي وفي دبي حذرت المملكة العربية السعودية من خطورة ما يحدث في خليج عدنوجنوبالبحر الأحمر، داعية القوى الدولية إلى استشعار «الخطر الكبير الذي تشكله القرصنة البحرية وآثارها السلبية المترتبة على حركة الملاحة والتجارة»، مشددة على «ضرورة التعاون واتخاذ الإجراءات الفعالة المشتركة والتصدي» لهذا الخطر. وقال وكيل وزارة الخارجية الأمير تركي بن محمد، في كلمة أمام المؤتمر الرابع لمكافحة القرصنة البحرية في الإمارات أمس، كما أفادت وكالة «الأنباء السعودية»، إن «الجهود الدولية المشتركة أسهمت بتراجع عمليات القرصنة إلى مستويات دنيا، لا سيما خلال العام الماضي»، رابطاً ذلك ب«عوامل عدة أبرزها الدور المهم الذي تلعبه القوات البحرية الإقليمية والدولية ، إضافة إلى الدور الإيجابي للحكومة الصومالية». وربط أمن واستقرار المجتمع الدولي بتحقيق استقرار المنطقة وأمنها، موضحاً أن «الأحداث الأخيرة والتطورات السياسية جنوبالبحر الأحمر وخليج عدن، تشكل خطراً حقيقياً»، وجدد الدعوة «لمواصلة الجهود الدولية الساعية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في تلك المنطقة».