أعلنت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» أن فريقها الذي أوفدته لتفقد السكن النموذجي لدار الأيتام في حي البوادي في جدة، أكد وجود أوجه قصور وإهمال ومخالفات عديدة في الدار التابعة للمؤسسة الخيرية للرعاية، التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية. وقال مصدر في الهيئة إنه جرى تكليف اثنين من منسوبي «نزاهة»، وذلك إثر ما نشر عنه في بعض وسائل الإعلام. وقد تبيَّن أن المبنى عبارة عن عمارة مستأجرة من قبل الوزارة، وتضم الأيتام من سن 18 إلى 30 سنة، ولا تتوفر فيها أنظمة للإنذار من الحريق، أو كاميرات مراقبة سواء في مدخل المبنى أو خارجه، مع عدم وجود غرفة للإسعافات الأولية، وصالات للطعام، وعدم تجهيز مكاتب للمشرفين، ويفتقر المبنى إلى الوسائل الترفيهية، ولا تقوم المؤسسة بأي جهود لإيجاد برامج، ونشاطات اجتماعية للأيتام. كما لُوحظ ضعف مستوى الصيانة، والنظافة في غرف النوم، ودورات المياه، وعدم كفاءة التكييف، وتهالك الأثاث، وتلف بعض موصلات الكهرباء، وعدم صلاحيتها للاستخدام، كما أن المطبخ يفتقر للاشتراطات الصحية، حيث لُوحظ عدم نظافته، وتجمع الحشرات داخل المستودع، والمطبخ، فضلاً عن أن العامل على تجهيز الطعام لا يحمل شهادة صحية، وليس على كفالة المؤسسة أو الوزارة. كما تبيَّن تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن المبنى، وتذمر الأيتام من صعوبة تنقلهم من وإلى المدارس، وعدم توفير حافلات لنقلهم، ما يجبرهم على استخدام سيارات الأجرة، وما يترتب على ذلك من أعباء مالية قد لا يستطيعون تحملها، كما لُوحظ عدم متابعة المؤسسة لأعمال المشرفين على الأيتام في مبنى السكن، وتفقد أوضاعهم، وقد ظهر مؤشر ذلك من خلال عدم معرفتهم بوفاة أحد الأيتام إلا بعد مضي ثلاثة أيام على ذلك. وذكر أن الهيئة طلبت التوجيه بالتحقيق في أسباب وجود المخالفات والملحوظات المشار إليها، وما يعتري بعض مرافق المبنى من إهمال، وتحديد المسؤولين عن ذلك، ومحاسبتهم، والعمل على توفير الخدمات الإيوائية المناسبة لهذه الفئة، وتفعيل دور المؤسسة، والإدارات المتخصصة في الوزارة، بالإشراف والمتابعة على تلك الدور.