هناك إشكال في فهم دور موظف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أذهان عامة الناس، وحتى في ذهن الموظف نفسه، يكمن في الخلط بين الحسبة التي كان يقوم بها أشخاص متطوعون بلا أجر، وبين الهيئة الجهاز الإداري الحكومي، ذي المهام والواجبات المحددة من النظام، التي يقوم عليها وبها «موظفون» مقابل أجر محدد. هذا الفهم الخاطئ جعل بعض موظفي الهيئة يرتكب تجاوزات»كارثية»، وكوّن مدافعين عن تلك التجاوزات على طريقة»وما أنا إلا من غزية إن غوت.. غويت وإن ترشد غزية أرشد». هذا أنتج صورة ذهنية لرجل الهيئة وكأنه وكل ما يصدر عنه يمثل الدين بالضرورة، ما جعل من الدفاع عنهم«دائماً» انتصاراً للدين، ومن يقف موقفاً آخر سيتهم في دينه! لذا كانت أخطاء موظفي الهيئة تقسم الرأي العام إلى فسطاطين، بينما أخطاء الأجهزة الحكومية الأخرى، توحد الرأي العام لأخذ موقف ضدها. الإصلاح يبدأ من تحرير المصطلحات والمفاهيم في ذهن موظف الهيئة كي لا يستمر في تجاوزاته، وفي ذهن المتعاطف كي لا يقف موقفاً مسانداً على طول الخط، دافعاً الموظف للتمادي أكثر. ننتقد لأننا نريد الإصلاح ما استطعنا. على مسؤولي الهيئة والمتعاطفين معها «دائماً» تقبّل النقد، والتخلّص من نظرية ونظارة المؤامرة قبل أن نخسر الهيئة أو تخسرنا!