يبدو أن الصورة النمطية لشخصية ما يسمى لدينا ب«المطوع» تجعله أقرب إلى الجدية الدائمة والصرامة المطلقة؛ فكلما كان «الملتزم» دينياً متجهماً لا يكاد يبتسم، وجاداً لا يمزح ولا يمرح؛ عُدّ ذلك سمةً من سمات الورع والعلم والتقوى.! في حقيقة الأمر؛ هناك خلطٌ واضح بين بعض المفاهيم والمصطلحات وتطبيقاتها الواقعية، بدءاً بمصطلح «علماء الدين/ والشيوخ» و«الملتزمين» وليس انتهاءً ب«الدعاة/ والوعّاظ»، وفي السياق ذاته طال اللبس وعدم والضوح بعض المفاهيم المرتبطة بها مثل «الوقار» و«السمت» و«الهيبة» و«التبذل» وغيرها مما لا يتيح المجال لحصره والاستطراد في تفسيره وشرحه. ولذلك كله يواجه «الشيخ عادل الكلباني» انتقاداً شديداً يصل إلى حد التجاوز والتجريح، لمجرد كسره الأطر الوهمية لتلك الصورة النمطية، ليشكل طرحه «الجديد» صدمةً «للمنمطين» الذين يرون في كتاباته وآرائه وطريقة تعاطيه مع «الجمهور» والمتابعين وخصوصاً في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» خلافاً لما ألفوه واعتادوه، وخروجاً عن «النسق» الذي صنعوه.! ما يميز «عادل الكلباني» جرأته المتزنة، وروحه المرحة، وبديهته الحاضرة،؛ التي تجلت في أجمل صورها في «تغريداته» وتعليقاته «التويترية»، وعلى الرغم من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها جراء ذلك لا يزال محتفظاً بشجاعته ومرحه وابتسامته، تزيده «سرعة البديهة» التي تسم ردوده «المسكّتة» تألقاً وحضوراً يجعله أقرب إلى العقول والقلوب على صعيد الحضور والتأثير. ختاماً؛ تحية إعجابٍ وتقدير «للكلباني» الذي يذكرنا بأن في ديننا الحنيف متسعا للفرح والابتسام.