مع أن سيلاً من النقد، هطل على الشيخ عادل الكلباني على هيئة توبيخ أو نصح مغلف بالشتائم، إلا أن جميعها عجزت، فيما نجحت فيه كلمتان هما «قُل تم»، عصفتا بقلب إمام الحرم، الذي شغفه القرآن حباً. وتروي مصادر «الحياة» التي شهدت حادثة «قل تم»، أن شخصية مرموقة، التقاها الكلباني، فأظهرت له من الحفاوة ما أدهش القارئ، الذي ما إن أعلن رأيه في الغناء حتى قوبل بالتشنيع والوعيد، على خلاف ما كان من الشخصية التي أظهرت لإمام الحرم الإجلال والتقدير، على طريقة ما كان ينتظرها الكلباني، فوقف بين يديها مستسلماً منهاراً. وتشير المصادر التي حضرت اللقاء المثير، إلى أن «ما أحدث نقطة التحول عند الكلباني في نظري، هو أن من قابله لم يجادله في كثير من الآراء والأدلة التي عزز بها قوله، إنما بثه حزنه ونصحه وخشيته أن يرتبط اسم إمام الحرم بالغناء، وأن يُشفع ذكر الغناء بالقرآن، فالكلباني أصبح مقروناً بالقرآن، والقرآن مقروناً به في محيطنا الاجتماعي، فهذه الصورة هي ما يخشى المحبون للكلباني وللقرآن أن تتزعزع». وعلمت «الحياة» أنه بعد اللقاء الذي كان وجدانياً بامتياز، بدأ الشيخ الكلباني في طبخ قراره، وطلاق الحديث عن الغناء حلاله وحرامه إلى غير رجعة، خصوصاً بعد أن ختمت الشخصية المرموقة اللقاء بتوجيه طلب للكلباني، خاتمته «قل تم». وهنالك صار لا بدّ من الرد ب «تم» قولاً وفعلاً.