العسكري التركي مولود ميرت منفذ عملية اغتيال السفير الروسي، والعسكري السعودي جبران عواجي البطل الذي واجه الإرهابيين في عملية حي الياسمين بالرياض، استطاع مولود ميرت استثارة عواطف كثير من الناس بترديده عبارات الانتقام لضحايا حلب فقام بالقتل غدراً لمستأمَن في دولة تدّعي نصرة الإسلام والمسلمين ويأمل فيها كثيرون بأن تعيد أمجاد الخلافة الإسلامية التي يطمح ويتطلع إليها بعضهم، أمّا البطل جبران فقد واجه اثنين من الدواعش وجهاً لوجه بسلاح خفيف ولكن بشجاعة تملأ قلبه؛ نصرة لله وحفظاً لدماء الناس ودماء زملائه وتطهيراً للأرض من شرذمة فاسدة نشرت الفتنة والدمار وشرعنت للقتل باسم الله. مع فارق التشبيه بين الاثنين إلاّ أنّ ردود فعل الجماهير كانت متباينة بين الاثنين أيضاً، مما يعطي مؤشراً لتلك البرمجة السلبية التي غُذّي بها العقل الشعبي عبر سنين من التدليس والتعمية عن الحقائق وتغييب المنطق والعقل لتمرير أجندة حزبية تهدف لغايات سياسية عبر الاستعباد غير المباشر والسير دون تفكير وراء كل نداء يحمل مضامين تدغدغ العواطف ويستثير المشاعر تجاه قضايا أممية ودعم لدول وأحزاب لمجرد تبنيها قضايا مشتركة، في مقابل التخاذل مع كل حادثة تخص الوطن وأمن الوطن ودماء إنسان الوطن، تشويه متعمد حصل ويحصل أمام صمت مخجل من رجالات كنّا نعدهم من الأخيار! صمت مشوب بتبريرات لم يعد لها مكان لدى شباب السوشل ميديا الذين تبرأوا من ثقل القيود المكبلة لعقولهم النشطة والمتوقدة للتنوير والعلم والمعرفة. والآن.. هل سنجد من يفاخر بجبران وينسج له قصائد المدح والثناء؟! هل سنجد من يقوم بتسمية مولوده الجديد باسم جبران البطل؟! هل سنجد من يذهب للعمرة ويعلن أن أجرها لجبران الذي افتدى بنفسه وواجه المجرمين بكل بسالة؟! هل سنجد من خطباء المساجد من يفخر بجبران على المنبر ويدعو له؟! هل وهل وهل…إلخ، كم أتمنى ذلك وكم سيكون عظيماً أن نفخر برجالنا الذين يذودون عن الأوطان في سبيل استتباب الأمن لنحيا نحن وأبناؤنا في سلام. الشعب السعودي والمقيمون على هذه الأرض كلهم امتنان لرجال الأمن الأشاوس وللبطل الشجاع جبران عواجي ابن منطقة جازان، فلهم منّا كل التحية والمحبة والتقدير.. وشكراً لكم أيها الأبطال.