أكتب لكم أعزائي القراء من مكتب الخطوط الجوية العربية السعودية بحي الخالدية في جدة. فلقد دخلتُ عند الساعة الثالثة وعشر دقائق مساءً وأبلغت الموظف المختص باستقبال العملاء وتوجيههم عن سبب زيارتي وأعطاني كما العادة رقماً بعيداً كل البعد عن الرقم الموضّح على الشاشة. همَمتُ بالجلوس على المقاعد الزرقاء الجميلة. لفت انتباهي روعة تصميم هذا الفرع من حيث المساحات الواسعة وتوزيع المكاتب وأناقة المكان بشكلٍ عام. شدّني كذلك خلو تلك المكاتب من الموظفين، سألتُ مَن كان جالساً بالقرب عن السبب فأوضح لي بأنه الوقت الذي يتم فيه تغيير المناوبة يوميّاً. عند الساعة الثالثة وأربعين دقيقة «أي بعد نصف ساعة من دخولي» ومنذ أن وَطِئت قدماي ذلك المكان لم تتحرّك شاشة الأرقام قط! امتلأت بعد ذلك نصف مقاعد الموظفين تقريباً وبدأوا باستقبال العملاء حتى الساعة الثالثة وخمسين دقيقة «عشر دقائق» ليرتفع صوت أذان العصر! أخرجونا جميعاً -عدا النساء- من المكتب الفسيح لحين قضاء الصلاة. وبتوجيهٍ من الموظفين، جلست في صالة الانتظار القابعة خلف المكتب مباشرة. كانت تلك الصالة صغيرة جدّاً، وانتظرت فيها حيثُ إني لظروف سفري قد صليت العصر جمعاً مع الظهر. وما هي إلاّ دقائق معدودة حتى سمعت مواء قطة صغيرة قد خرجت من أسفل الكرسي الذي أجلس عليه! هممتُ بالخروج حيث إني لا أفضّل قضاء وقت انتظاري بين حشراتٍ طائرة وقططٍ حائرة!! عند الرابعة والنصف انفتحت أبواب الفرع مرّةً أخرى لأدخل وأنتظر لبضع دقائق قبل أن يأتي دوري عند الساعة الرابعة وأربعين دقيقة تماماً. نستنتج مما سبق أن ما بين الساعة الثالثة وعشر دقائق مساءً والرابعة والنصف مساءً تكون خدمة الفرع الفعلية هي عشر دقائق فقط. بينما من الواجب أن تكونَ أربعين دقيقة إذا استثنينا وقت الصلاة ! أعزائي مديري مكاتب الحجز في الخطوط السعودية، ليس من الاحترافية في شيء أن أحرص على القدوم قبل الصلاة بوقتٍ كافٍ لأجد أن العمل متوقفٌ تماماً لتبديل المناوبة. عطفاً على أنه من الاحترافية أن لا أشعر شخصيّاً كعميل بانتهاء مناوبة وبدء مناوبة أخرى. كذلك عزيزي المدير، لا تدعوني إلى الانتظار في مكانٍ يكثر فيه الذباب وتوجد فيه قطة! الحديث عن الخطوط السعودية مليءٌ بالمواقف والعِبر، حيث لم يتفننوا فقط في تشويه سمعتهم الجوية، بل بدأوا بالعمل على الخدمات الأرضية أيضاً. لقد قيل في الأمثال «اطلبوا العِلم ولو في الصين» وأقول لخطوطنا «دبي أقرب لكم من الصين» الموقرة. من المحرر: تم إرسال الملاحظات لمركز العلاقات العامة في الخطوط السعودية في 04/08/2016م، ولم يصلنا الرد لحين نشر الملاحظات.