رأى رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية رياض حجاب أمس أن «الظروف حالياً غير مواتية» لاستئناف المفاوضات حول سوريا في التاسع من مارس الحالي، مشدداً على أن «لا دور» للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. وقال حجاب خلال مؤتمر صحافي في باريس إن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا «اقترح استئناف المفاوضات في التاسع من مارس، ونحن نعتقد أن الظروف حالياً غير مواتية»، نظراً إلى عدم تحقيق مطالب المعارضة. وأضاف «لا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، والقرار 2254 لم يطبق، كما لم يتم الالتزام بالهدنة المؤقتة، والعمليات القتالية مستمرة»، معتبراً أنه «من المبكر الحديث عن مفاوضات» في الموعد المحدد. ودخل اتفاق وقف الأعمال القتالية الأمريكي الروسي المدعوم من الأممالمتحدة، حيز التنفيذ في 27 فبراير. وشهدت المناطق الرئيسة المشمولة بالاتفاق هدوءاً غير مسبوق رغم تسجيل خروقات محدودة في مناطق عدة. وردّاً على سؤال حول الدور الأمريكي في سوريا، اعتبر حجاب أن «الأمريكيين يتنازلون للروس في كثير من المسائل، وهذا على حساب الثورة السورية»، مطالباً باستجابة من المجتمع الدولي «لفرض رقابة دقيقة وصحيحة» على تنفيذ الهدنة لأنه «من غير المقبول أن تراقب روسيا وقف إطلاق النار». وأشار إلى أنه «خلال سبعة أيام من عمر الهدنة المؤقتة، تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية وروسية بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية وبراميل بغازات سامة أبرزها الكلور». ولفت إلى استهداف 50 منطقة توجد فيها فصائل مقاتلة، مضيفاً أن «الفصائل التي تم استهدافها هي من الفصائل التي وافقت على هذه الهدنة المؤقتة». وقال حجاب «منذ أيام خاطبنا الأمين العام للأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سوريا من أجل تأمين الأجواء المناسبة لدفع العملية السلمية والالتزام الفعلي بتطبيق الهدنة المؤقتة، كما طالبنا بآلية دولية لضمان تنفيذها وتوفير مناطق آمنة وإيصال المساعدات». وفي سياق متصل، قالت جماعة جيش الإسلام السورية المعارضة أمس إن قوات نظام الأسد تحتشد في محاولة للسيطرة على مزيد من الأراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد أن استعادت بالفعل مناطق منذ دخل اتفاق وقف العمليات القتالية حيز التنفيذ يوم السبت الماضي. وقال محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام «هناك خروقات كبيرة من جهة النظام واحتلال لمناطق جديدة واستخدام كافة أنواع السلاح لاسيما الطيران والبراميل المتفجرة في بعض المناطق وحشود لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جدّاً». وأضاف أن المساعدات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتحاصرها الحكومة «لا تكفي 10% من الحاجات المطلوبة وأكثر المناطق لم يدخلها شيء».