الرابط العجيب لهؤلاء هو تنظيم داعش، فهو من جعل ترامب، المرشح الجمهوري لرئاسة الولاياتالمتحدة في الفترة القادمة، يكرس خطاب الكراهية، وهو من أوحى إلى محتسبي جدة بالشوشرة على مشاركة الشاعرة أشجان هندي، وهو من جعل أشجان تصر على استمرارها في المشاركة ومواصلة قصيدتها بعد رحيل «المأزومين» نكاية بداعش. أما الانتخابات، بدءا بالفرنسية وانتهاء بآخر اقتراع يجري في صناديق الاقتراعات في أوروبا، فسيسيطر عليها اليمين المتطرف في كل بلد، الأمر الذي سيكون فيه ولادة جديدة لأنظمة تشددية عفا عليها الزمن في القارة العجوز مذ سيطرة الكنيسة إلى اليوم. شعبان يخسران بفقدان المئات منهما بفعل الحروب بالوكالة، ففي سوريا التحالف الدولي، الذي أوجد داعش في الأصل، يحارب التنظيم لخمس سنوات مضت، ولم يستطع التغلب عليه، والضحية الشعب السوري، روسيا التي دخلت الميدان حديثاً وبقوة لمحاربة الإرهاب، تراها تثبّت أركان حكم الأسد، ميليشيا الحوثي والمخلوع، وبمباركة إيرانية، تناور للحصول على هدنة «مشاورات»، من أجل رص الصفوف لقتل المزيد من الشعب اليمني الأعزل. لقد نجح ترامب في تكريس المشهد ضد المسلمين، حتى ولو خسر الانتخابات، ونجح في إشغال الإعلام العالمي بمشروعه «حظر المسلمين من دخول أمريكا»، مما جعل الفرصة سانحة لخصومه للنيل منه بحجة المبادئ الأمريكية والحفاظ عليها، ومما أتاح، كذلك، الفرصة لمؤيديه لاعتلاء المنابر، وحث المجتمع الجامعي، المراهق، على الحصول على التصاريح لحمل السلاح «ومباغتة المسلمين بالقتل قبل أن يقتلونا»، كما جاء في كلمة مدير جامعة ليبرتي الأمريكية. أخيراً، همسة إلى معالي وزير التعليم الجديد الدكتور أحمد العيسى: «انقسم القوم عليك فريقين: ليبرالي ومتشدد، فلا تصغى لأي منهما، وادخل الوزارة الطاردة للبشوت، واعمل، ودع عملك يتحدث عنك، فالوطن يهمّنا!