لنبني مجداً، ضع أحلامي مع أحلامك لنصنع واقعاً، ضع حباً من قلبي في قلبك لينبضا معاً. أخي، وإن تعددت أجناسنا، ألواننا، مذاهبنا، أفكارنا، أنت أخي، وأنت جزء مني.. لا شيء يفرقنا، فالحدود وهمية، وأخوتنا أكبر من تلك الحدود، وأعظم من ذلك الوهم. فهل ستضع يدي في يدك؟ أخي أناديك باسم الإنسانية، باسم شيء يجمعنا، وهو: أنا وأنت واحد، اسمنا «إنسان»، لنبني على جسر تلك المشاعر المغرضة، وعلى تلك الأهداف المستنكرة، وعلى صدى كل صوت ينادي بالتفرقة، لنبني مجداً اسمه «إنسان»، معاً في ظل كل تلك الظروف، بأن تضع يدك في يدي، حينها «سنبني»، ونضيء العالم بنور الإنسانية. لأنك أخي، وحقك هو حقي، وإنسانيتك هي إنسانيتي، نستطيع أن نواجه العالم كله، ونثبت أن هنالك خيراً مازال فينا، وأن الحياة لنا، تجمعنا، تضمنا، تحتوينا. هو إحساس، فلنتحد بهذا الإحساس؛ فإن استطعنا أن نتحد بالإحساس، فسنجعل كل شيءٍ ممكناً. ولماذا لا يكون ممكناً؟ في إنسانيتنا، شيءٌ بالفطرة يجمعنا، نتحدُّ معاً كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. مودتنا، تعاطفنا، تراحمنا، هي أشياء بالفطرة. لنزل تلك الغشاوة، ولنجعل فطرتنا تظهر ليظهر الخير، وليعمَّ الحب والسلام في كل مكان. أخي في كل مكان، لتضع يدي في يدك، ولنجعل قلبي وقلبك ينبضان معاً.