كشفت ثلاث محاضرات صحية عن مرض فقر الدم المنجلي «السكلر»، في الخيمة الصحية لمهرجان الوفاء الثامن بسيهات، أن الجلطات الدهنية، والعدوى والالتهابات تعد من أخطر ما يتعرض لها المصابون بالمرض، خاصة الأطفال؛ فهي قد تودي بحياتهم. وأوصت المصابين كبارا وصغارا بعمل فحوصات مسح الدماغ للتأكد من سلامة مجاري الدم. وقدم استشاري أمراض الدم والأمراض الباطنية الدكتور حسين آل سعيد محاضرة عن أمراض الدم الشائعة في المجتمع، موضحاً أن فقر الدم المنجلي مرض يصنع فيه الجسم كريات دم حمراء بهيئة غير صحيحة، ويعرف فقر الدم المنجلي كذلك باسم داء الكريات المنجلية حيث يكون شكل الكريات شبيها بهلال أو منجل، ولذلك سميت الكريات بالكريات المنجلية، وهي لا تعيش طويلا كالمدة التي تعيشها كريات الدم الحمراء. ولفت إلى أن أعراض فقر الدم المنجلي تختلف من شخص لآخر، فتكون لدى بعضهم أعراضاً خفيفة بينما تكون لدى آخرين شديدة جداً، ومن بين الأعراض برودة في اليدين، ودوخة، وصداع ويرقان واصفرار لون الجلد وبياض العينين وضيق التنفس. وذكر أن دواء الهيدوكسي يوريا من الأدوية الشائعة حالياً، لا يستخدم للشفاء من الأنيميا المنجلية ولكن يساعد فقط في تقليل نوبات الألم التي تمثل مشكلة كبرى للمصابين بهذا المرض. وقال فائدة دواء الهيدروكسي يوريا لا تظهر إلا بعد استعماله لفترة من الزمن لا تقل عن شهر وعلى المريض أن يستمر في تناوله ويجب أن يكون المريض تحت المراقبة المنتظمة من الطبيب. ومن الأعراض الجانبية لدواء الهيدروكسي يوريا انخفاض في كريات الدم البيضاء، وفي هذا الحال يوقف الدواء مؤقتا ثم يعاد إعطاؤه للمريض مرة أخرى بجرعة أقل. موضحا أن هذا الدواء يساعد الجسم على صنع نوع من الهيوغلوبين يكون لدى الرضع، حيث يمنع كريات الدم الحمراء من أن تصبح كريات منجلية. وأضاف «يجب أن يخضع المرضى الذين يأخذون هذا الدواء للمتابعة الطبية، بما في ذلك الفحوص الدموية حيث يمكن للدواء أن يخفف عدد كريات الدم البيضاء في الجسم، فيزيد من خطورة الإصابة بالعدوى وقد تحتاج جرعة الدواء للتعديل، بهدف التقليل من الآثار الجانبية. وعرف الدكتور مرتضى السلطان في محاضرة بعنوان «كيفية التعايش مع طفل السكلسل» أن فقر الدم المنجلي مرض وراثي يولد الأشخاص به وذلك عن طريق حمل مورثات المرض من الوالدين، مبينا بأن العدوى والالتهابات تعد من أخطر الحالات التي قد يتعرض لها الأطفال المصابون بالمرض وقد تودي بحياتهم. وأضاف أن الأشخاص الذين يرثون جينات مصابة من أحد الوالدين وجينات سليمة من الآخر يصبحون حاملين للمرض، ولكن لا يتأثرون بأعراضه، ولكن قد يورثون المرض لأبنائهم. مشيراً إلى أن فقر الدم المنجلي ينتشر بين ملايين البشر حول العالم وهو موجود بكثرة في العائلات الإفريقية الأصل، أمريكا الجنوبية والوسطى، وحوض البحر الأبيض المتوسط، وفي شبه الجزيرة العربية والهند. ومن أجل التعايش مع المرض، قدمت الممرضة أسدية ال شويخات عدداً من النصائح لمرضى السكلر، منوهة بأن هناك أدوية معينة يجب أخذها بشكل منتظم ودقيق وعدم التوقف عن ذلك مهما كنت الأسباب ومنها: المضاد الحيوي «بنسلين مثلاً» وذلك عن طريق الفم مرتين في اليوم حتى يصل عمر المريض إلى أكثر من 6-7 سنوات، ودواء حمض الفوليك «Folic cid» وذلك حبة يومياً «5 مليجرام» باستمرار وذلك لزيادة الحاجة له نتيجة لنشاط نخاع العظم لتعويض الانحلال المستمر لكرات الدم الحمراء. وأضافت «يجب إعطاء الشخص المصاب بهذا المرض تطعيمات أخرى إضافية غير التطعيمات المعتادة مثل تطعيم ضد جرثومة الالتهاب الرئوي نيموكوكيص «Pnumococus vaccine» وتطعيم ضد جرثومة هيموفيلس أنفلونزا «إHemophilus Influanza B» وتطعيم ضد الجرثومة المسببة لالتهاب السحايا الحمي الشوكية ميننجوكوكال «meningococus». وتابعت «يجب على الطبيب المعالج تدريب والدي المريض المصاب على معرفة طريقة قياس حجم الطحال وتسجيل ذلك باستمرار وخاصة عند ملاحظة أي تغير مفاجئ في حالة الطفل مثل شحوب اللون، اصفرار العينين بشكل أكبر عن المعتاد أو خمول وعدم النشاط. ونصحت المرضى بتناول غذاء صحي متوازن يحتوي على المجموعات الغذائية المختلفة، وشرب السوائل بشكل يومي مستمر وتزاد الكمية عند حدوث الحمى أو الاسهال أو القيء أو ألم في العظام. وبينت أنه يجب الاهتمام بتدفئة الجسم بشكل مستمر في فصل الشتاء، خاصة أطراف الجسم «اليدين والساقين»، وعدم لبس ملابس ضيقة قد تضغط على الأوعية الدموية الدقيقة، ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات «تحول الخلايا الحمراء إلى الشكل المنجلي»، والاهتمام بإعطاء الجسم قسطاً كافياً من الراحة وعدم مزاولة النشاطات بشكل كبير، والعناية بالأسنان بشكل مستمر، حيث إن تسوس الأسنان قد يؤدي إلى التهابات خطيرة، ويجب ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل وعدم الإفراط فيها. وتجنب تسلق الجبال العالية، وإخبار المدرسة عن طبيعة مرض الطفل المصاب بفقر الدم المنجلي. وعن طرق الوقاية من نوبات انسداد الأوردة والشعيرات الدموية «نوبات الألم»، أضافت شويخات «لمنع الجفاف ينصح أن توضع علبة ماء «لتر ونصف اللتر» إلى جانب الأطفال الذين يتجاوز عمرهم الثالثة، وعلى الأهل تشجيع الطفل على تناول هذه الكمية خلال 24 ساعة، ويمكن الاستعاضة عن الماء بالعصير. ويجب زيادة الكمية عند حدوث ارتفاع في درجة الحرارة إلى 2 لتر أو 2 ونصف. وعند حدوث الإسهال يجب إعطاؤه كوب ماء «250 ميليلتر» عن كل مرة يسهل فيها الطفل. ويفضل أن يستبدل الماء في حالة الإسهال بمحلول الجفاف المتوفر في الصيدليات. ولو أصيب الطفل بارتفاع في درجة الحرارة والإسهال ورفض تناول السوائل، فيجب التوجه به إلى المستشفى لإعطائه سوائل عن طريق الوريد. موضحة أن الجفاف ونقص السوائل يزيدان من التمنجل في الدم وبالتالي انسداد الأوعية الدموية ثم يتبعها آلام مبرحة في العظام.
