أكد المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بلجنة الأوقاف بعنوان «استدامة الشركات العائلية والأوقاف» التي اختتمت نهاية الأسبوع الماضي، أن العائلات التجارية التي تخصص أوقافاً بجزء من ثرواتها أو أرباحها أو ممتلكاتها يتحقق لها التطور والنجاح وتحافظ على سمعتها ومكانتها التجارية. وأشار الشيخ سعد المهنا خلال الورشة إلى أن الأسر التجارية المعروفة باهتمامها بالوقف قد تختلف في أمور مالية أو إدارية في أعمالها، ولكنها تتفق على أهمية الوقف وتنبذ بعد ذلك جميع الخلافات ويعود الهدوء بين أبنائها، مؤكداً أن أعمال الخير تخلف خيراً في الأعمال والأبناء. ولفت إلى أن الأوقاف تنتشر في الدول الإسلامية بأشكال مختلفة سواء كانت وقفاً صريحاً أو وصية مورث وتخدم عديداً من المستفيدين في قطاعات مختلفة في التعليم والصحة، وقد تطورت كثيراً عن السابق؛ حيث تقوم بدور مهم وكبير في استقرار المجتمعات في مجالات متعددة. واستعرض المهنا تجارب وأمثلة عن الوقف أبرزها: وقف الملك سعود -رحمه الله – حيث أوقف قصره في المدينةالمنورة للجامعة الإسلامية وكانت هي نواة العمل في هذا القطاع في المملكة، ويدرس الآن فيها طلبة يتحدثون 190 لغة، لافتاً إلى أن الأوقاف تأتي لتعالج كثيراً من المشكلات، منوهاً بتجارب بعض الدول التي قدمت نموذجاً إيجابياً استمر أكثر من 200 عام وتقدم خدمات عديدة لأعداد كبيرة من المستفيدين. من جانبه، قال المهندس خالد الزامل إن الوقف يقدم البركة لأصحاب الشركات العائلية ويحقق لها الاستدامة واستمرار أعمالها وتمتد البركة للأبناء والأجيال المتعاقبة، وتكمن أهميته في تأثيره في المجتمع، مؤكداً أن استدامة الأوقاف ترتبط مباشرة بتشكيل مجلس إدارة مستقل وأمين عام أو ناظر يتمتع بشخصية قيادية وقوية ولديه خبرة في اقتراح البرامج المناسبة التي تعود بالفائدة للمجتمع مثل البرامج التعليمية والتدريبية وذلك لتنمية الوقف ووضع الاستراتيجيات التي تنهض بأعماله.