من الصحافة إلى الإذاعة ومن ثم إلى الفضائيات انتقلت هموم وقضايا الناس لتصبح من أهم البرامج التليفزيونية بسبب جرأتها وخروجها عن المألوف فقد كسرت تلك الجدران الوهمية لتقول الكثير.. فأصبحنا نسمع نقداً يطال مسؤولين كان مسهم من المحرمات.. أصبحت وسائل الإعلام تحاكم المسؤول وتحضره وتستجوبه كالمحاكم ولكن بأسلوب إعلامي.. بعضهم اعتبر تلك التحولات نصراً لوسائل الإعلام وبعضهم الآخر اعتبر ذلك بفضل تطور وسائل الإعلام خاصة التواصل الاجتماعي واعتبرها آخرون أسلوباً ذكياً لتفريغ الشحنات وإتاحة الفرصة للناس للفضفضة وللتنفيس عن معاناتهم.. وتلك الحريات للتعبير عما في صدور الناس والإبلاغ عن شكاواهم وحاجاتهم ونقدهم للتقصير أو الأخطاء في المجتمع هو بلا شك إشارة حضارية للوعي المجتمعي والرسمي وخطوة إيجابية.. فنحن عندما نناقش مشكلاتنا وقضايانا اليومية بشيء من الشفافية فنحن نبحث عن حلول لها نساهم جميعاً في حلها خاصة لتلك القضايا والمشكلات العالقة والمزمنة.. ففي برنامج (الثامنة مع داوود) أو برنامج علي العلياني وكذلك ما ينشر في الصحافة المحلية من مشكلات وطلبات للمواطنين ناهيك عما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي مثل (التويتر و فيسبوك).. نجد أن هناك كماً هائلاً من المشكلات والقضايا المتراكمة عبر السنين الماضية التي كانت تنام في ملفات مغلقة ولم تستيقظ إلا قريباً بسبب هذا الانفتاح الإعلامي.. في الثامنة وغيرها من البرامج التي تناقش قضايانا الاجتماعية تصدمك معاناة الناس في أمور كثيرة سواء ذات العلاقة بالصحة أو التعليم أو التوظيف أو التجارة إلخ.. آلاف القضايا كانت نائمة أيقظتها وسائل الإعلام وأصبحت تناقش على جميع المستويات.. لكن السؤال المهم والذي يوجه للمسؤولين أصحاب العلاقة بتلك المشكلات.. هل أنتم جادون في وضع حلول لما تسمعونه من شكاوى ونقد في تلك البرامج أم أنكم تؤمنون بأن الناس سوف تنسى المشكلة لأنها سوف تنشغل بمشكلة أخرى وهكذا؟ أقترح على أصحاب تلك البرامج متابعة الشكاوى والمطالبات خاصة التي وعد المسؤولون فيها بالحلول وأن يشكر المسؤول الذي عالج المشكلات ويشار إلى المسؤول غير المبالي.