إن كان الباعة الجائلون يتحملون حرارة الشمس اللاهبة أثناء عرض بضائعهم، فهم لا يسعون إلا من أجل كسب لقمة الحلال، بعد أن تقطعت بهم السبل.. هذه هي النظرة السائدة لدى كثير من المواطنين عندما يتعاملون مع هؤلاء.. وفي شهر رمضان لا ينقطع هؤلاء عن عرض بضائعهم والتجول بها أينما حلت بهم أرزاقهم، فتارة تجدهم أمام المساجد والجوامع، وتارة أخرى وسط الأحياء السكنية. فما بين مرحب بهم، ومتخوف لسبب واحد فقط هو أن بعضهم من غير السعوديين وقد يكون بعضهم مخالفاً لأنظمة العمل. «الشرق» تجولت في عدد من الأماكن التي يوجد بها الباعة، والتقت عددا من الأهالي: سعد المنصوري لا يرى أي مشكلة في التعامل مع الباعة المتجولين. وقال: أسعار هذه البسطات معقولة، وهي في بعض الأحيان أقل كثيراً من أسعار المحال المتخصصة ومراكز التموين، مبرراً ذلك بأن الباعة لا يتحملون رسوماً للإيجار، ورخصة البلدية والرسوم الأخرى. لكن المنصوري من جهة أخرى يطالب الجهات المعنية بمتابعة هؤلاء الباعة التي يغلب على كثير منهم جنسيات غير سعودية. مبدياً خشيته من أن يكون بعضهم غير نظامي أو مخالفين لأنظمة العمل والعمال. ويرى عبدالعظيم السمران أن الحل في مواجهة ظاهرة انتشار الباعة الجائلين في تعاون أمانة المنطقة الشرقية وإدارة الأوقاف والمساجد في قيامهما باستثمار المساحات الكبيرة أمام المساجد والجوامع غير المستثمرة في إنشاء أكشاك يتم إعطاؤها لهؤلاء الباعة بإيجارات رمزية لأصحاب تلك البسطات لبيع الخضراوات والفواكه والكتب والعطورات والخردوات وغيرها. وقال: نكون بذلك قد قضينا على هذه الظاهرة وفي نفس الوقت نساعد هؤلاء الباعة على الحصول على رزقهم دون مواجهة إشكالات المخالفات البلدية. من جهته أوضح ل «الشرق» الناطق الإعلامي بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان: أن الأمانة ممثلة بإدارة الأسواق والبلديات الفرعية تعمل وبصفة مستمرة على متابعة الباعة الجائلين والبساطين أثناء الأعمال الميدانية. وقال: يتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وفق لائحة الجزاءات والغرامات البلدية. وقال: في حالة هروب المخالف يتم رفع المتروكات واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وبعث بيانات المخالف في حال توفرها للجهات الأمنية لاستكمال الإجراءات بحقه، علما بأن الفرق الميدانية تعاني كثيرا من اعتراض المواطنين على منع مثل هؤلاء الأشخاص بحجة عدم قطع أرزاقهم أو عدم مضايقتهم مما يعيق العمل ويحدث الفوضى بالميدان ويعمل على إضعاف الإنتاجية. بالإضافة إلى أن هذا النشاط بهذا الشكل غير مسموح به من خلال عرض بضاعتهم عبر الطرقات والأرصفة لأن ذلك يُعد خطرا عليهم وعلى المواطنين والمقيمين كما يُعد تشويها للمنظر العام للمدينة، حسب ما نصت عليه الأنظمة والتعليمات ومن خلالها قننت أيضا ممارسة أعمال البيع سواء على الطرقات أو الأرصفة والساحات العامة ومن خالف هذه الأنظمة يُعد شخص مخالفا مهما كانت المبررات. وخلص إلى القول: إن أمانة المنطقة الشرقية ومن خلال بلدياتها الفرعية والمرتبطة تحرص كل الحرص على سلامة المواطنين والمقيمين على حد سواء وأنه لا شك أن هذه المواد الغذائية التي تتعرض لأشعة الشمس قد تتأثر من ذلك لا سيما أن بعض المواد الغذائية تحتاج إلى آلية تخزين خاصة ووضعها في درجة تبريد منخفضة لمكافحة نمو البكتيريا. ولهذه الأسباب وأسباب أخرى يتم منع الباعة الجائلين من افتراش الطرق والساحات العامة خاصة أننا في منطقة تصل فيها درجات الحرارة في بعض الأيام إلى نسب عالية تفسد بسببها المواد المقدمة للمواطنين والمقيمين، ومن يتم ضبطه مخالفاً يتم التعامل معه وفق ما نصت عليه لائحة الغرامات والجزاءات عن المخالفات البلدية.