أجرى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اتصالاً هاتفياً مساء أمس الأول (الجمعة) بمحمد الدوسري شقيق أحد شهداء "هجوم شرورة"، فهد الدوسري، لتقديم العزاء لأسرته. واستُشهِد الدوسري مع اثنين من زملائه صباح أمس الأول بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن بعد تبادل إطلاق النار مع 5 إرهابيين فيما عُرِفَ ب "هجوم شرورة". وشهداء تبادل إطلاق النار هم: محمد مبارك البريكي (شرطة) سعيد علي الجبيلي (شرطة) وفهد هزاع الدوسري (حرس حدود). في السياق نفسه، أفادت مصادر بوفاة رجل أمن رابع (جندي أول/ سعيد بن على حسين القحطاني) كان اثنان من الإرهابيين المنفذين لهجوم شرورة احتجزاه كرهينة داخل أحد المباني الحكومية قبل أن يفجرا نفسيهما بأحزمة ناسفة ما نتج عنه وفاتهما وإصابة عدد من أفراد قوات الطوارئ. وأكدت المصادر استعادة قوات الأمن فجر أمس المبنى الحكومي الذي تحصن فيه الإرهابيان لساعات وأطلقا منه النار على الأمن. وبدأت المواجهة صباح أمس الأول بعد تجاوز الإرهابيين ال 5، الذين كانوا يستقلون سيارة، منفذ الوديعة من الجانب اليمني واتجاههم إلى المنفذ السعودي وإطلاقهم النار على رجال الأمن الذين ردوا عليهم. وخلال المواجهة التي وقعت وقت صلاة الجمعة، سقط من رجال الأمن 3 شهداء وأصيب 4. أما الإرهابيّان اللذان فجرا نفسيهما فيما بعد فكانا تحصنا بعد بدء المواجهة داخل مبنى لشرطة شرورة (تحت الإنشاء) وأطلقا النار على مبنى إدارة أمنية وأصابا فرداً مناوباً على الحراسات ثم تحصنا في مبنى حكومي آخر، لكنهما قررا إنهاء حياتهما بعد محاصرتهما. وفي اتصال هاتفي، قال ولي العهد، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لمحمد الدوسري: "إنني لأعزيكم وأهنئكم في نفس الوقت، والحمد لله في موقف شرف، داعياً المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يتقبله شهيداً، وأن يُلهمكم وأهلكم وذويكم الصبر والسلوان". ورد محمد الدوسري على اتصال ولي العهد بقوله "الحمد لله على قضائه وقَدَره.. فأخي ولدُكم ونحن جميعاً أولادكم، وشرف له وشرف لنا أن يكون في هذا الموقف، والحمد لله الذي كتب له هذه الخاتمة في رمضان شهر الخير والغفران، وصائم وفي يوم الجمعة، وهو دون حدود هذا الوطن الغالي"، مضيفاً "أشكر ولي العهد على هذه اللفتة الأبوية غير المستغربة، وأثمن اهتمامه وحرصه على تقديم واجب العزاء، فكلنا أبناء لأبو متعب وفداء لوطننا الغالي". في سياقٍ متصل، قال محمد إن أخيه فهد كان يبلغ من العمر 35 عاماً، وهو متزوج وله من الأبناء 3 وهم: خالد 5 سنوات وسلمى 3 سنوات ومها 4 أشهر. وبحسب أخيه، انضم فهد إلى الخدمة العسكرية في حرس الحدود منذ ما يقارب 12 عاماً وكان مهتماً بعمله. ويقول محمد إن فهد اتصل بذويه لآخر مرة فجر الجمعة للاطمئنان على والدته التي تعاني مرضاً مزمناً، مضيفاً "كما اتصل أبي لأنني أنا أخوه الأكبر وكان يطمئن علينا وعلى أبنائه". وتفيد مصادر بأن الدوسري شارك في أكثر من عملية أمنية لدحر عناصر إرهابية، وأنه تمكن أمس الأول من قتل عناصر من الإرهابيين الذين نفذوا هجوم شرورة قبل أن يُستشهَد. وأدت حشود كبيرة صلاة الميت على فهد الدوسري أمس في جامع متعب بوادي الدواسر، وتقدمهم مسؤولو قطاع حرس الحدود ومسؤولو عدد من القطاعات الحكومية والعسكرية والمشايخ والأعيان وأقارب الشهيد. وفي محافظة أحد رفيدة التابعة لمنطقة عسير، أدت حشود من المصلين الصلاة على شهيد الواجب سعيد الجبيلي القحطاني في مسجد بن صمان.