نفى رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري اتهامه بأنه يحابي وزارة الثقافة والإعلام، ودافع عن نفسه بقوله: ليست لي أهداف أو أجندات أتزلّف من خلالها هذه الجهة أو تلك، لأنّني أستاذ في جامعة محترمة ومكانتي الأدبية والعلمية محفوظة. وأضاف الشهري في حديث ل»الشرق»: سأغادر النادي فور انتهاء فترة مجلس الإدارة الحالي بعد أن قمت بواجبي وما وفقني الله إليه مع زملائي وزميلاتي أعضاء مجلس الإدارة، وسأترك المسؤولية لمن هو أفضل مني وأقدر على تسيير العمل الأدبي والثقافي في هذا المكان مستقبلاً. أمّا أن أتهم بمحاباتي للوزارة فأعتقد أنّ هذه الوزارة غنية عني وعن محاباتي لها، لكنني – للإنصاف- أقرر حقيقة تتمثل فيما أمارسه مع زملائي وزميلاتي أعضاء مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، حيث لم يحدث في يوم من الأيام أن فرضت علينا الوزارة رأياً أو رفضت لنا عملاً، ولكم أن تتصوروا أننا في مجلس الإدارة من عمل التصاميم اللازمة للمبنى الجديد، ومن طرح المشروع للمنافسة، ومن جلب العروض ومن وقع العقود ومن يصرف دفعات المقاول دون أن تسألنا الوزارة عن أي شيء من ذلك، فإذا كانت وزارة الثقافة والإعلام قد وثقت فينا أن نوقع عقوداً بملايين الريالات؛ فهي كذلك تثق فينا أن نسيّر العمل الإداري والثقافي في النادي ولا تتدخل من قريب أو بعيد في عملنا. وأضاف الشهري أنّ الأندية الأدبية تنفذ برامجها وفق استراتيجياتها دون وصاية من الوزارة ، في مطبوعاتنا لا نحتاج لإذن طبع أو فسح من الوزارة نقيم المهرجانات الضخمة والملتقيات ونستضيف من نشاء من داخل المملكة ومن خارجها دون الرجوع للوزارة إلاّ في تسهيل الحصول على التأشيرات اللازمة للضيوف من خارج المملكة وفق الأنظمة المعمول بها في الدولة ، فأين تدخل الوزارة؟ وإذا كانت هناك بعض الأندية الأدبية وهي لا تشكّل كثرة قد تعثرت مجالس إداراتها أو لم توفق في احتواء المثقفين أو كانت بعض الجمعيات العمومية على خلاف مع الوزارة أو مع مجلس الإدارة فلا يعني ذلك فشل الآخرين، ولا يجب أن يُلقى باللوم على الوزارة ، لكنّه يعني تراجع العقلاء عن أداء دورهم في هذه الجمعيات وفي تلك المجالس، وتغليب المصالح الشخصية الفردية الضيقة التي أساءت كثيراً للمثقفين والمثقفات السعوديين، وغيَّبت صوت العقل والحكمة. وأشار الشهري إلى أنّ العمل الثقافي يجب أن يكون مترفعاً عن المماحكات التي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع، وليس في العمل الثقافي والأدبي منتصر وخاسر، هناك مبدع ومثقف يكتب للأجيال وليس للحظة الآنية وهو من يتصدر المشهد سواء كان داخل النادي أو خارجه. وعن اتجاه الوزارة لتعيين نصف أعضاء مجلس إدارات الأندية الأدبية وموقفه من ذلك باعتباره رئيس لجنة اللائحة ، قال الشهري: اللجنة التي أرأسها والتي أنيط بها دراسة نتائج الاستفتاء على لائحة الأندية الأدبية المعدَّلة أنهت عملها وسلمت اللائحة في صورتها النهائية للوزارة ، وإذا حدث ما أشرت إليه من نية الوزارة تعيين نصف أعضاء المجلس ؛ فالأمر حينئذٍ بيد الوزارة ، وهي المرجعية في هذا الشأن. وعن الإشكاليات الموجودة في اللائحة التي يعتقد أنها منْ أحدث كلّ هذه المشكلات في الأندية الأدبية، قال الشهري: ليست المشكلة في اللائحة ولابد لكل مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني من لوائح تنظم الحقوق والواجبات وسير العمل داخل المؤسسة وألا يكون العمل عشوائيا ومرتجلاً، لكنني أجزم أن حجم المشكلة ليس كما ضخم ويضخم، حجم المشكلة يكمن في أن تجربة الانتخابات بهذه الصورة، جديدة في هذه الأندية، ولذلك لم يستطع أعضاء الجمعيات العمومية تجاوز نرجسيتهم وقبول التجربة على مافيها من أخطاء ودراستها وتقييمها وتقديم المشورة الصادقة للوزارة لتصحيح الأخطاء بدلاً من الهرولة للمحاكم، وكأنّ الأمر قضايا جنائية سقطت فيها رقاب، وهو ما أساء كثيرا للأدب والأدباء والمثقفين.