انطلقت مساء أمس الأول، فعاليات فن جدة «21،39»، في مجمع «جولد مور» التجاري في حي الشاطئ بجدة. وشهد حفل الافتتاح الذي أطلقته الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز، ويستمر خمسة أيام، حضوراً كثيفاً، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأول عدة برامج، بدءاً بتدشين اثنين من المعارض الجماعية الرئيسة التي تحتفي بمدارس الفن الحديث والمعاصر في المملكة، وتضم أعمال مجموعة من الفنانين، أطلق على الأول اسم «معلّقات»، والثاني «الماضي كمقدمة». ويكشف الفنانون المشاركون في معرض «معلقات» الزوايا المختلفة المتعلقة بمفهوم المعلقات مثل الشعر، الهوية، التاريخ، اللغة، التراث، الثقافة، الحُب والحرب، وإشارة إلى كون المعلقات الجاهلية من أوائل الفنون الجماهيرية، يستخدم الفنانون في هذا المعرض خامات متعددة مثل الرسم على القماش، التصوير الفوتوغرافي، والفيديو، وخامات أخرى كنافذة لكيفية فهمنا لأنفسنا اليوم. ويقدم معرض «معلقات»، مجموعة مختارة من أعمال الفنانة منال الضويان، ودانيا الصالح، وناصر السالم، وجوهرة آل سعود، وعبد العزيز عاشور، وأيمن يسري ديدبان، ومحمد الخطيب، ومها ملوح، وأحمد ماطر، وفيصل سمرة، وصديق واصل. وتغطي هذه الأعمال الجوانب التجريدية والحرفية المحسوسة، وتقدم منظوراً متفرداً لكل فنان وأساليب عمله وممارسته، مما أسهم في تقديم طيف واسع وغني من التفسيرات المحتملة وعلاقتها بزمن ومصطلح «المعلقات». وفي هذا الصدد، قالت المنسقة المساعدة للمعرض آية علي رضا «يظهر المعرض أنه وعلى الرغم من التغير الكبير الذي شهده العالم منذ تاريخ المعلقات وحتى يومنا هذا، إلا أن نمط الحياة، وطرق التفكير، والأسس الثقافية مازالت حية ومتوارثة جيلاً بعد جيل جنباً إلى جنب مع الأسطورة». كما اشتملت فعاليات اليوم الأول تدشين معرض»الماضي كمقدمة»، وهو من رؤية حمزة صيرفي، وتنسيق آية على رضا، ورنيم فارسي، حيث يضم المعرض 24 عملاً لعدد من الفنانين السعوديين الأوائل، الذي عاشوا في القرن العشرين الميلادي، ويسلط الضوء على البنية الأساسية والجذور المكونة للساحة الفنية السعودية المعاصرة، ويسلط الضوء على الحالات الأولى التي مر بها الفنانون منذ الخمسينيات وحتى اليوم، وما حققوه من اعتراف وتقدير يستحقونه عن جدارة، فيما يهدف إلى تقدير وتكريم هؤلاء الفنانين الذين أثروا في دفع عجلة التطور الفني والثقافي في المملكة. من جهتها، قالت المنسقة المساعدة رنيم فارسي «حان الوقت لحفر الأسس عميقاً وطرح سؤال: متى وكيف بدأ كل ذلك؟، فلا شيء يأتي من العدم، ولذا يمثل معرض (الماضي كمقدمة) وقفة تقدير واحترام وترويج للرعيل الأول من الفنانين السعوديين، الذين كانوا الرواد والمؤسسين لدعائم الحركة الفنية السعودية». وبالتزامن مع هذين المعرضين، تقدم مبادرة «21،39» معرضاً فردياً خاصاً للفنانة الرائدة صفية بن زقر، كما تقدم اليوم الخميس ندوة خاصة تنعقد على مدار يوم كامل، وتتميز بعدد من الجلسات الحوارية التي ستغطي عدداً من المواضيع حول الفن في السياق المحلي والإقليمي والعالمي، ودور الفن التشكيلي السعودي كلاعب رئيس في عالم الفن. وتضم قائمة المتحدثين الضيوف كلاً من مؤسس صالة «غاليري أجيال» في بيروت الفنان أحمد ماطر، رئيس تحرير مجلة «كانفاس» صالح بركات، مديرة متحف «تيت مودرن» في لندن ميرنا عياد، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون كريس دركون، وحور القاسمي، وآخرون. ويتضمن برنامج «21،39» سلسلة من الفعاليات التعليمية والتثقيفية تشمل ورش عمل للكبار والصغار، ورحلات ميدانية مع مرشدين، بالإضافة إلى برنامج لإحياء «البلد»، وهي المنطقة التاريخية في مدينة جدة، وسيشمل عرض منحوتات عامة والعمل مع فناني الجرافيتي المحليين لنشر الوعي والمعرفة بهذا الشكل الفني، والتمييز بين فن الجرافيتي وتخريب الممتلكات العامة. ويركز هذا الجانب من البرنامج أيضاً على النشاطات والفعاليات الفنية المخصصة للعامة، التي ستجري بعد أسبوع من الحدث الافتتاحي، ويستمر على مدى شهرين.