التي أشغلت العباد وبثت الفساد وحولت المجتمعات إلى فرق وأحزاب وجماعات , والتي تدعو إلى مخالفة الشريعة باسم الشريعة وتدعوا إلى مخالفة القانون باسم القانون ، وتدعو إلى التمرد والعصيان باسم الحرية والعدالة , نعم هذه الفتنة التي هي مستوردة دخيلة علينا ما عهدناها في أسلافنا ولا في شرعنا وديننا , فهي تسللت إلى بلاد المسلمين وأحدثت فيه ما ليس منه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ) من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد( , وقد حذر علماء المسلمين المعتمدين منها وحرموها لما يقع فيها من مخالفات دينيه وأخلاقيه واقتصادية وغير ذلك من المخالفات من اختلاط وسفور وفوضى وتعدي على الممتلكات العامة والخاصة , فهناك الكثير من أبناء الوطن ممن يخرج بالمظاهرات من نحسن بهم الظن لأنهم انغروا بمعسول الكلام ولمعان الأقوال فلو علموا ما خرجوا لان هذه المظاهرات غالباً ما تكون وراءها جهات خفية تحركها تحت شعار الفقر والبطالة والحرية والفساد وما شابه , وكل القصد أن يتسلقوا على أكتافهم لتحقيق أهدافهم فهم لايعلموا عن دخول بغض المندسين المغرضين بين صفوفهم من اجل أحداث الفوضى جراء التخريب والتحرش بالفتيات وربما استخدام الاسلحه ليثيروا الناس على رجال الأمن مثلاً لأحداث الفتنة بين الحكومات والشعوب كما شاهدنا وسمعنا فالعاقل الذي يعتبر بغيره لا بنفسه , واذكرهم بقوله تعالى : (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين ) (, وهناك بين المجتمعات آخرين نعرفهم أحيانا واحياناً لا نعرفهم نسمع منهم أقوال تخالف الأفعال مذبذبين يظهرون مالا يخفون ويخفون مالا يظهرون يخلطون الحق بالباطل ويلقون الشبه بين الناس فهم (( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها )) كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام حيث واصل حديثه الطويل قائلاً : ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )) , فإنهم يتفننون في إلقاء الشبهات في قلوب العباد ليفسدوا عليهم عيشهم ويحرفوهم عن المنهج السليم والفطرة المعتدلة إلى منهجهم المنحرف , وقد حذرنا الله تعالى من أمثالهم في قوله : (﴿ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً )) , وقال سبحانه وتعالى : (( لوخرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين )) , وقد حذر الرسول عليه الصلاة والسلام من المنافقين فقال : (( إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة كل منافق عليم اللسان )) , فالخلاص من ذلك كله إنما هو بعدم السماع لهذه الأبواق الشيطانية التي تقدم الداء على انه دواء قال , عليه الصلاة والسلام : (( أنها ستكون فتنة ثم تكون فتنة ألا فالماشي فيها خير من الساعي إليها والقاعد فيها خير من القائم فيها ألا والمضطجع فيها خير من القاعد , ألا فإذا نزلت فمن كان له غنم فليلحق بغنمه , ألا ومن كانت له ارض فليلحق بأرضه , ألا ومن كانت له ابل فليلحق بإبله )) , نعم لقد أصبحت فتنة المظاهرات تدخل بيننا بأسماء وأشكال مختلفة ظاهرها حسن وباطنها خبيث يحمل في طياته الشر والدمار فهي كلمة حق يراد بها باطل , فالخلاص من هذه الفتنة الكبيرة إنما هو بالتمسك بديننا بفهم صحيح وسليم وذلك بلزوم العلماء الربانيين العالمين بأمور دينهم ودنياهم لا بفهم أصحاب البدع والهوى الذين عموا وصموا , حتى أصبح المنكر عندهم معروفا والمعروف منكرا , لا يكترثوا بعاقبة الأمور من زهق أرواح وهتك أعراض وفساد عيش وإخلال امن لان مصالحهم الخاصة فوق مصلحة الأمة والوطن حتى ولو على حساب الأرواح البريئة , قال صلى الله عليه وسلم :- (لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل) , فإذا ضاعت الدماء وهدرت الحقوق سيكون إثمهم عند الله كبيرا ووزرهم عظيما قال تعالى : (انه من يأت ربه مجرما فانه له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا ) , فإذا أردنا إظهار الحقوق وبناء الأوطان وإصلاح المجتمعات فلا يكون ذلك إلا بالإيمان والتحاور والتناصح فيما بيننا حتى نحفظ أمننا الذي به يعلوا الإسلام ويحلوا العيش وينتعش الاقتصاد وتحفظ الأعراض وكرامة الإنسان , واخيراً نسأل الله العلي العظيم أن يحفظنا ويحفظ امتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ويحفظ هذا البلد من كيد الكائدين وييسر لمليكه بطانتاً صالحه تعينه على فعل الخير . بقلم / اشرف شحادة المصري الاردن