وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    كيف تصبح مفكراً في سبع دقائق؟    يهود لا يعترفون بإسرائيل !    اعتصامات الطلاب الغربيين فرصة لن تعوّض    ليفركوزن يسقط روما بعقر داره ويقترب من نهائي الدوري الأوروبي    الأهلي يتغلب على ضمك برباعية في دوري روشن    بدء إصدار تصاريح دخول العاصمة المقدسة للمقيمين العاملين خلال موسم الحج    قصة القضاء والقدر    تعددت الأوساط والرقص واحد    سعودة التاريخ وحماية الوحدة الوطنية    كيفية «حلب» الحبيب !    من المريض إلى المراجع    9 غيابات في الاتحاد أمام أبها    ب10 لاعبين.. الرياض يعود من بعيد ويتعادل مع الفتح ويخطف نقطة ثمينة    «التخصصي» العلامة الصحية الأعلى قيمة في السعودية والشرق الأوسط    رحلة نجاح مستمرة    أمير الرياض يزور مسرح المهندس محمد البواردي بمحافظة شقراء    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    «مسام» يفكك كميات ضخمة من المتفجرات في قارب مفخخ قرب باب المندب    « أنت مخلوع »..!    خان يونس.. للموت رائحة    «التعليم السعودي».. الطريق إلى المستقبل    صدور بيان مشترك بشأن التعاون في مجال الطاقة بين السعودية وأوزبكستان    "تمزق العضلة" ينهي موسم طارق حامد مع ضمك    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    وزير الطاقة يشارك في جلسة حوارية في منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار    وزير الخارجية يستقبل الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    القبض على فلسطيني ومواطن في جدة لترويجهما مادة الحشيش المخدر    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    الإصابة تهدد مشاركة لوكاس هيرنانديز مع فرنسا في (يورو 2024)    النفط ينتعش وسط احتمالات تجديد الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي    الذهب يستقر برغم توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    قتل مواطنين خانا الوطن وتبنيّا الإرهاب    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    المملكة: الاستخدام المفرط ل"الفيتو" فاقم الكارثة بفلسطين    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    مبادرة «يوم لهيئة حقوق الإنسان» في فرع الاعلام بالشرقية    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    العدل تُعلن عن إقامة المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    الهلال يواجه النصر.. والاتحاد يلاقي أحد    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مادة «الوطنية» اسم بلا هوية.. وخبراء التربية يطالبون بإلغائها كمادة مستقلة وتعميمها على كل المواد
مضمون المادة يوحي بأنها مساندة لمواد العلوم الاجتماعية
نشر في الرياض يوم 10 - 10 - 2005

(الوطنية) مادة دراسية لفظ جذاب ومضمون لا يوحي للمسمى بأي شيء، قُررت لتفعيل الحس الوطني في نفس الطالب لكن المضمون (معلومات منوعة حول الجغرافيا والتاريخ) قُررت وكأنها مادة مساندة لمواد العلوم الاجتماعية بدليل إسناد تدريسها لمعلمي التخصص الآنف الذكر وبذلك غاب الهدف المنشود الذي من أجله وُضعت، كان الجميع يؤمل في معلومات جمة عن تاريخ الوطن وقادته عن مدنه وقراه عن آثاره ومعالمه عن جوانبه المحلية والاقتصادية والرياضية عن أبرز مشاريعه التنموية العملاقة عن عاداته وتقاليده عن ماضيه وحاضرة عن أبرز الأماكن السياحية المشهورة والمغمورة عن المواطنة الصالحة والتحذير من الأفكار السامة المنحرفة، لكن المفاجأة المدوية أن تصبح الوطنية اسماً بلا هوية لفظ يجذبه المظهر ومعنى يخفيه الجوهر وبذلك يحق للمجتمع أن يطرح تساؤلات: هل نجحت مادة الوطنية في تنمية الحس الوطني عند التلميذ؟ هل أسندت لمعلمين قادرين على غرس وتنمية حب الوطن في نفوس أبنائهم؟ أم أسندت لمعلمين عاديين ومتعاقدين من دول مجاورة؟ هل أدت الغرض الذي من أجله وضعت؟ أم انضمت إلى صندوق التكديس في جدول حصص وزارة التربية والتعليم؟.
«الرياض» التقت بمن لهم صلة بالميدان التربوي لتضع خلاصة سطورهم كورقة عمل مختصرة لوزارة التربية والتعليم لتعديل ما يستحق التعديل وإضافة ما يعطي للوطن إضافة من الحب والانتماء.
مدير إدارة التربية والتعليم للبنين والمشرف على تعليم البنات بمحافظة الأفلاج الأستاذ محمد بن زيد العسكرنادى بشمولية الوطنية في المناهج الدراسية دون أن تبقى مادة يتعلمها التلميذ فمن غير المعقول أن يدرس الطالب حب الوطن لأنه فطري ممازج لدم الإنسان وطالب أن تحمل كل المواد معنى الوطنية الصادقة مشتملة على واجبات التلميذ تجاه هذا الوطن والوسائل التي من خلالها يستطيع أن يحافظ على مكتسبات الوطن الغالي والتفسير الصائب لعبارة نرددها صباح مساء (هذا الوطن الغالي) وما معنى كونه غالياً؟ هل نكتفي بلوك العبارة في مجالسنا وكتاباتنا دون أن ندرك شيئا من حقوق هذا الوطن علينا؟ لكن المفاجأة فعلاً أن تصبح الوطنية اسماً بلا هوية لفظاً يجذبه إلينا المظهر ومعنى يخفيه إنبهارنا بالجوهر .
أماالمشرف التربوي بإدارة تعليم الرياض عبد الرحمن خلف العبود فيقول لورجعنا إلى الوراء قليلاً عند ما قررت (وزارة المعارف آنذاك) مادة التربية الوطنية في عام 1417ه حيث أقرت المادة بدون منهج وكتاب مما جعل هناك اجتهادات في مختلف المدارس وعمل بعض المزكات لتغطية منهج التربية الوطنية واستمرار هذا الامر سنتين تقريباً وبعد ذلك خرج كتاب لمادة التربية الوطنية وهو عبارة عن مجموعة من المفردات والموضوعات كانت في مواد اخرى جمعت في كتاب مادة التربية الوطنية فهل نريد أن نحقق أهداف مادة التربية الوطنية وهي مادة ولدت (ناقصة).
ان المقدمات الخاطئة تنذر بنتائج وخيمة وفي اعتقادي أن التربية الوطنية لا يصلح لها مادة مستقلة فهذا تكريس خاطئ لمفهوم التربية الوطنية وانها محصورة في كتاب مستقل يدرس من قبل بعض المعلمين . ان مفهوم التربية الوطنية اوسع من هذا «نهر» شامل وكبير لا يحصر في حدود منهج ضيق وكتاب صغير وفي حدود علمي لا أعرف أن هناك دولة تدرس التربية الوطنية في مادة مستقلة . ان على وزارة التربية والتعليم في عهدها الجديد اعادة النظر في مادة التربية الوطنية بحيث تصلح أهداف المناهج الدراسية عموماً بما يحقق الهدف العلمي والهدف السلوكي وغرس القيم الاسلامية النبيلة والمحافظة على مكتسبات بلادنا الغالية.
وحتى يكون الحديث مبنياً على أسس علمية فاقترح على الوزارة توزيع استبانه في الميدان التربوي لأخذ آراء التربويين واهل الاختصاص حول مادة التربية الوطنية وهل اثرت في الواقع العلمي وحققت اهدافها مع الاشارة إلى أن التربية الوطنية ليست حكراً على وزارة التربية والتعليم بل لابد من تضافر الجهود في جميع الوزارات ووسائل الاعلام المختلفة كما أن الاسرة لها دور كبير في تنمية الحس الوطني وغرس القيم والاخلاق الاسلامية الرفيعة في نفوس ابنائها فهم شركاء في التربية.
حب الوطن فطرة
أما الدكتور راشد الرشود عميد كلية المجتمع بالأفلاج، فطالب بإجراء بحوث أكاديمية يقوم بها المتخصصون في المناهج التربوية، تعتمد على قياس الأهداف التي وضعها المسؤولون عن إقرار هذه المادة من ضمن المناهج المعتمدة. فهل كان هناك نقص في وطنية التلاميذ حين وضعت هذه المادة؟ وهل تبين لواضعي هذه المادة هذا النقص؟ وهل كانت محتويات مادة الوطنية تحاول أن تسد هذا النقص؟ الوطنية ليست شعارات براقة وليست مقولات جوفاء تقال بمناسبة وبغير مناسبة، فكم أناس يتشدقون بالوطنية وقلوبهم تحب كل شيء إلا الوطن، وكم من أناس يتغنون بالوطن وأموالهم وثرواتهم تشتثمر في غيره. وكم من أناس يتهمون غيرهم بعدم الوطنية ولا يقومون هم بأعمالهم التي ولاهم ولاة الأمر عليها حق قيام الوطنية فعل وممارسة. الوطنية عمل لبناء هذا الوطن وجهد مبذول لرفع سمعته، ولوضعه في مكانته اللائقة بين الدول بوصفه بلداً مؤهلاً لصناعة القرار الدولي على مستوى العالم لما يملكه من إمكانيات هائلة من جميع النواحي الدينية والاقتصادية والاستراتيجية والجغرافية الوطنية دفاع عن مكتسبات هذا الوطن وممتلكات الأمة وثرواتها. الوطنية حماية للمال العام وحرب على الفساد المالي والإداري. الوطنية التزام بالنظام وطاعة لولي الأمر في غير معصية الله. الوطنية تحقيق للعدالة واتباع للحق ومحاربة للظلم.الوطنية استثمار للجهد والمال في ما يخدم الوطن، وتهيئة المزيد من الفرص الوظيفية لأبنائه.يحق للمرء أن يفخر بوطنه حين يكون الأمن مستتباً، والجيش قوياً،، والاقتصاد ناجحاً والفقر محارباً، والقضاء نزيهاً، والعلم منتشراً، والبحث العلمي مدعوماً، والنظام مفروضاً على الصغير والكبير. ولا يكره الإنسان وطنه أو حكومته إلا إذا شعر بالظلم وافتقد العدالة، كل منا عليه واجب تجاه وطنه فالأمير في إمارته والوزير في وزارته والطبيب في عيادته والجندي في ثكنته والمعلم في مدرسته والعالم في معمله والعامل في عمله والتاجر في متجره والمزارع في مزرعته واللاعب في ناديه. ولو أدى كل من هؤلاء ما يطلب منه من واجبات لتحقق لهذه البلاد ما تصبو إليه من تقدم وتطور وازدهار، ولما احتجنا إلى دروس في الوطنية تثقل كواهل الطلاب وتزيد من أعباء المعلمين وتبعث الإحباط في قلوب المؤلفين الذين يرون عصارة جهودهم وخلاصة تجاربهم وقد تبددت على أيدي أساتذة غير أكفاء ومدارس غير متفاعلة وأسر غير متجاوبة ينبغي أن نفرق بين ثلاثة أشياء «الوطن وولاة الأمر والأداء الحكومي في بعض الوزارات». فحب الوطن فطرة فطر الناس عليها ولا يبغض وطنه إلا من انتكست فطرته. وولاة الأمر آل سعود رمز لهذا الوطن وصمام الأمان لوحدته وطاعتهم واجب ديني ووطني، والتقصير في الأداء الحكومي ينبغي أن لا نحمله الوطن ولا ولاة الأمر لأنهم حين اختاروا نوابهم ووزراءهم حملوهم الأمانة ليقوموا بالمهمة الملقاة على عواتقهم خير قيام فإذا أخل أحد هؤلاء بواجباته سواء في الصحة أو المواصلات أو الاتصالات أو أي شأن من شؤون الدولة السياسية أوالعسكرية أو الاجتماعية فينبغي محاسبته وفق الآلية المناسبة التي يراها ولاة الأمور وأهل الشأن. فالمقصر هو المسؤول عن تقصيره ولا خير فينا نحن المواطنين إن لم نقل للمخطئ أخطأت ولا خير في المسؤول إن لم يستمع لما يقوله الناصحون المخلصون. والتستر على تقصير المقصر خيانة للوطن وإخلال بالأمانة وتساهل في طاعة ولاة الأمر.
أما الدكتور موسى بن عيسى العويس مدير مركز الإشراف التربوي بشرق الرياض فيشير إلى أن مادة التربية الوطنية أسهمت إلى حد ما في تنمية الحس الوطني لدى التلميذ، لكن هل تطور هذا الحس إلى ممارسة واقعية لمسها المجتمع، هذا هو الأهم، وهذا هو الذي تتمنى أن نصل بالطالب إليه ويخطئ في نظري من يظن أن الوطنية تقود لها مناهج التعليم فحسب، الواقع يقول : إن هناك أسباباً وعوامل ومجالات تتضافر على غرسها وترسيخها، من هذه الأسباب ما يكمن في قدرة علمائنا ومرشدينا إلى ربط مفهومها ودلالاتها بانتماءاتنا الدينية، ومنها ما يتصل بتوفر سبل العيش الكريم للإنسان منذ حداثته، في مسكنه، ومأكله، ومشربه، وصحته، وتعليمه، وتأمين مستقبله الوظيفي، والذب عن قيمه وأخلاقه، والمحافظة على أمنه. والتربية الوطنية بعد إقرارها حركت المجتمع برمته تجاه هذه القضية، ولو لم نصل إلى حد الرضا التام في تحقيق الأهداف. ويكفي أن الوطنية في مناهجنا ظهرت بطابع يختلف عن مفهومها لدى القوميات الأخرى، فقد تمت صياغة أهدافها على ضوء تعاليم الدين الإسلامي، ولعل هذا ما يميزها عن غيرها.
كما أن الوطنية عبارة عن مجموعة من القيم الإيجابية من الإنسان تجاه البيئة التي تحتضنه، وسواء قام بتعليمها معلم وطني أو غيره، فالوطنية مهارة وجدانية في الأساس تقود إلى سلوك عملي، فليس من الضرورة ارتباط تدريسها بجنسية معينة، أو تخصص بذاته، وعندي أن وزارة التربية والتعليم لم يحالفها التوفيق حين فصلت مفرداتها عن مقررات العلوم الإنسانية واللسانية، إذ سلبناها في ظل هذا التنظيم حق التقييم العلمي الصحيح، والتقييم هو المحرك الأقوى والأكثر فاعلية في الاطمئنان على استيعابها من قبل الطلاب، كمهارة معرفية. وعلى قدر وعي إدارات المدارس والمعلمين بمضامين هذه المادة يكون الاهتمام بها واختيار الأنسب لتدريسها . ويوضح الدكتور مبارك الحماد عميد كلية المجتمع بالرياض أن مادة التربية الوطنية ادخلت في مناهج المدارس لغرض أن نتفق جميعا على ضرورة تحقيقه وهو تنمية حب هذا الوطن وتعزيز الشعور بالانتماء له وما يتبع ذلك من مستلزمات تتمثل في السلوك الايجابي تجاهه شعورا وقولا وعملا. وهذا الوطن الذي ينبغي ان نحس جميعا باهمية وحدته وسلامته وامنه ونظرة الشعوب الأخرى له يستحق على الأقل منا ان نقدم لأبنائنا بين دفتي كتاب منهجي ما يجعلهم يحسون بهذه المعاني تجاهه. لعل الخطوة المحمودة التي تمثلت في اقرار مادة التربية الوطنية في المدارس هي خطوة في هذا الإتجاه الذي ينبغي ان تكون حدوده ابعد واشمل من مجرد جمع مواضيع انشائية مكررة في كثير من وسائل الإعلام على مسامع ابنائنا ليل نهارولم نلمس - في رأيي - لها الأثر الذي يجعلنا راضين بأن الغاية من التربية الوطنية تتحقق في الجيل الحاضر والأجيال المتعاقبة على نحو تلقائي. ومن هنا يمكن القول بأن عملية تنمية الشعور بالوطنية هي في الواقع عملية منتظمة تتطلب اكثر من مجرد قرار بتدريس مادة اخرى في المدارس. والدليل على تشعب جوانب موضوع التربية الوطنية انها لم يتم تحديد معالمها ومتطلباتها وخصوصا تلك المتعلقة بقائمة المظاهر السلوكية المتوقعة من المواطن وهو صغيرا وشابا ورجلا وحتى وهو كهلا. ونتيجة لهذا القصور في تحديد مظاهر السلوك الإيجابي المطلوب تجاه الوطن ومكوناته (دينا ورسالة وارضا وشعبا وحكومة ومنشآت ومنتجات وسمعة.. الخ) نجد ان المدارس غير قادرة على القيام بمهمة التربية الوطنية بمجرد تدريس هذه المادة المحدوده. ثم لو افترضنا ان المطلوب من المدارس القيام بجزء محدود من التربية الوطنية فإن قدرتها على ذلك يعترضها الكثير من العقبات. فالمدرسة مثلا قد طلب منها في ظل الوقت المعطى سابقا افساح المجال للمادة في ظل الغبار الثائر من زحام المواد. ومعلم التربية الوطنية مثلا قد اثقل كاهله للقيام بمهمة كبيرة دون ان يعطى الأدوات المطلوبة للقيام بها بما في ذلك ابسط الأدوات وهو التدريب. والطالب قد اعطي هذه المادة في شكل مقرر آخر ينظر اليه كموضوع للاختبار وليس بالضرورة لتعديل سلوكه وفقا لمحتوياتها.
تضافر الجهود
ويرى الأستاذ سعود بن خلف الدوسري مدير إدارة التربية والتعليم للبنين بمحافظة وادي الدواسر أن مادة التربية الوطنية وحدها غير قادرة على تنمية الحس الوطني لدى التلميذ فلابد من تضافر جهود أربع جهات كل فيما يخصه وهي الأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام. فالأسرة هي الأساس أولاً في إيجاد مواطن صالح تهيئ لابنها الجو الاجتماعي والإسلامي اللازم لينمو نمواً صحيحاً، والمدرسة هي المربي القدوة الذي يعد التلميذ إعداداً عقدياً وخلقياً من خلال القدوة الحسنة، ثم التنشئة الاجتماعية السليمة المحافظة على عقيدتها وعاداتها وتراثها فهذا التلميذ جزء من المجتمع ينبغي أن يكون له مع أفراده علاقات اجتماعية متينة مبنية على أساس العقيدة الإسلامية الصحيحة تسودها المحبة والود والإخلاص في القول والعمل. والإعلام في تهيئة الجو الاجتماعي وتوفير الجو النفسي لعملية التنشئة السليمة. والتربية الوطنية ليست بالجديدة على مناهجنا وأبنائنا التلاميذ فأهداف التعليم نصت على أن يحقق الوفاء للوطن الإسلامي العام والوطن الخاص المملكة العربية السعودية بما يوافق هذا السن من تسام في الأفق، وتطلع إلى العليا ومن غايات التعليم قبل أن يصدر القرار الوزاري عام 1418ه. والذي تم بمقتضاه الأمر بتدريس مادة التربية والوطنية فسياسة التعليم أكدت في أحد أهدافها على تربية المواطن ليكون لبنة صالحة في بناء أمته ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها ،وبين الأستاذ سعود أن كل المعلمين مؤهلون لتدريس مادة التربية الوطنية حيث لم يصل كل واحد منهم إلى هذه المهنة إلا بعد أن هيأته جامعات هذا الوطن التهيئة المناسبة لإدارة دفة عجلة التعليم وإن كانت هذه العملية تتفاوت من شخص لآخر وهذه طبيعة البشر في كل شيء وليس التربية والتعليم فحسب ثم إن إدارات التربية والتعليم في مختلف مناطق ومحافظات المملكة تعمل على الارتقاء بمستوى المعلمين الموكلين بتدريس هذه المادة من خلال تعريفهم بالأهداف العامة للتربية الوطنية والمنهج والمفردات الخاصة للمادة، وتوجيههم إلى كيفية التخطيط السليم لتدريس المادة وفق الأهداف السلوكية واللوائح العامة لتطبيقها الخاصة بالمنهج وبمفرداته، ونعمل على توجيه المعلمين إلى إبراز الجانب العلمي للمادة بحيث تنمي المهارات لدى الطلاب لتصب في خدمة الوطن ويقوم المعلمون بالتقويم الوجداني والمهاري، خلاف عقد اللقاءات التنشيطية بين معلمي المادة عن طريق تبادل الزيارات أو عمل دروس نموذجية وزيارات صفية مستمرة وإصدار النشرات التربوية والتوعية التي تساعد المعلمين والطلاب للمشاركة في بناء نهضة الوطن وأشار الدوسري إلى أن المادة مع غيرها من المواد في تعليمنا تسعى إلى إعداد المواطنين ليكونوا صالحين متمسكين بعقيدتهم الإسلامية الصحيحة ومتحلين بالأخلاق الحميدة، ومتوجهين في الطريق السليمة المستقيمة، قائمين بواجباتهم خير قيام. كل ذلك أكدته التجارب من أن أبناء المملكة بهذه الصفة ولا يعني أن يخرج شرذمة قليلة عن هذا إن الإجابة عكس ذلك فنحن أمام حوالي خمسة ملايين طالب وطالبة لا يمكن أن يكونوا بأية حال من الأحوال وفق نفس المقاييس ثم ألا ترى معي أن المادة مع غيرها تعمل على تنمية روح الولاء لهذا الكيان وتعرف الناشئة بكفاح الرواد من أئمته وملوكه وما بذلوه من جهود لتوحيده وإعلاء شأنه وتعمل على تعريفهم بمؤسسات بلدهم ومنظماته الحضارية، وأنها تعمل على حب النظام واحترام القانون وتربيتهم على قواعد الأمن والسلامة وغرس روح المبادرة للأعمال الخيرية التطوعية التي تسهم في تأصيل معنى المواطنة الحق ورفض أن تكون التربية الوطنية مجرد معلومات فقط بل هي شعور وإحساس وانتماء وإخلاص وحب ووفاء، وليس في جدول حصصنا صندوق للتكديس فكلها أقرت من خبرات تربوية من أبناء هذا البلد يسعون جاهدين إلى أن يرتقوا بها ويعملوا على تغيرها وفق متطلبات واحتياجات ومتغيرات العصر، والتربية الوطنية لها أسباب موجهة في تدريسها أولها أعداد مواطنين صالحين لهم من المعرفة الرصينة والأخلاق الحميدة والاتجاهات السليمة ما يعينهم على القيام بواجباتهم، وثانيها تعريف الناشئة والشباب أن بلادهم المملكة العربية السعودية مهد العروبة والإسلام وأرض البطولات والأجداد، لها منزلة خاصة في العالمين العربي والإسلامي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.