شركة آبل ستدفع غرامة تقارب 450 مليون دولار نتيجة مخالفة تتعلق مع شركة أمازون، وكل يوم يمر علينا خبر غرامات تصل لمليارات الدولارات لبنوك أمريكية وأوربية، وكل يوم نسمع عن مخالفات "فنية" لشركات السيارات وطلب استعادة لإصلاح وصيانة، الأخطاء موجودة ولن يكون هناك عمل بدون أخطاء، ولكن السؤال هنا، هل الخطأ "مقصود" أو "غير مقصود"، بغير القصد فهذا يعني هناك عدم سوء نية أو تحايل أو نصب أو خلافه، وبالتالي تتحمل الشركة أخطاءها أياً كانت وفق النظام والقانون ولا شك بذلك. ولكن السوء يأتي حين يكون الخطأ "مقصوداً" أي بقصد التحايل والتدليس والغش وكل عبارات التحايل بهدف إما كسب مالي أو إظهار صورة غير حقيقية عن الشركة بنمو وخلافه. وهذا يعني أن تكون العقوبة أشد من الخطأ غير المقصود، فالقتل بغير قصد لا يتساوى مع القتل بقصد مع فارق التشبيه، وحتى لا يكون هناك خلط لكل الشركات أنها سيئة، وقد يكون هناك أخطاء تكون بسبب مسؤول أو عدة مسؤولين يمارسون التجاوز أيا كان بهدف التضليل او ابراز صورة غير حقيقية، وهذا أيضا يضر بالشركة وقد يؤدي بها للإفلاس كما حدث بشركة أنرون الأمريكية أدى في النهاية إلى إفلاسها. الأن، نجد لدينا شركات "سعودية" حدثت بها أخطاء، ونشر عنها ولا سرية في ذلك، وشركات مدرجة بالسوق المالي وغير المدرجة أيضا، فهناك أخطاء حصلت وتتحمل الشركات أخطاءها لا شك، فالأخطاء تمت بيدها لا بيد غيرها، والسؤال هنا، لماذا تتم هذه الأخطاء ؟ بقصد أو بغير قصد؟ لن أستبق ولا أدخل في النوايا ولا أعلق كثيرا بهذا الجانب حتى يتبين كل شيء، منها ما يتبع وزارة التجارة أو هيئة السوق المالية، ولكن أيضا يجب أن نلوم هذه الشركات لوماً شديداً على أخطاء الواضح أنها هي من قام بها، سواء مديرين كبار او غيرهم، فهم ينفذون سياسيات، ومنها ما تمس المستهلك مباشرة ومنها ما يضلل المساهمين وقد يصل لكيان الشركة ككل، ما الهدف من كل ذلك ؟ ألا يخشون المراقبة ؟ وإن الكذب والتدليس مصيرهما للكشف مهما حصل؟ وإن الأهم ايضاً كسب "ثقة" المستهلك والمستثمر وكيان ووجود الشركة، لماذا الأخطاء من شركات كبرى تعظم أرباحها بطريقة "مخالفة" وغير قانونية سواء بتضليل او غش؟ هذا يدل على ضعف الإدارة في القدرة على النمو الحقيقي وأن تظهر كما هي ويبحثون عن نتائج وقتية مضرة في نهاية المطاف، يدل ذلك على أداء "شخصي" وسيطرة فردية في القرارات ويمكن القول أيضا سوء اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب مما يوجب المراجعة والتدقيق. يجب أن تعلم الشركات ومديروها ومجلس الإدارة، أن الغش والكذب وسوء الإدارة، وتضخيم الأرباح أو الأرقام أياً كانت، وأقصد كل الشركات التي ظهرت على السطح مؤخراً، سيظهر في النهاية وعواقب وخيمة منتظرة على الشركة، وأيضاً من خارج الشركة كجهات مراقبة وستخسر الكثير من الثقة والولاء من العملاء والمستثمرين، الطريق الصحيح دوما هو طريق النجاة، قليل مستمر ولا كثير منقطع مبدأ بسيط جداً.