تُعد الصداقة داخل الأسرة الواحدة من أهم أسباب الدعم الاجتماعي والاستقرار النفسي لكافة أفراد الأسرة، وتأخذ هذه العلاقة في التنامي كلما تقدم الإنسان في العمر، وتأتي علاقة الصداقة التي تجمع الأم بابنتها كأهم العلاقات التي تعيشها الفتاة في مختلف مراحل حياتها، إذ إنها من الممكن أن تساعدها في اكتشاف ما يدور داخل أعماقها، وبالتالي مساعدتها على حل العديد من المشكلات التي قد تعترض مسار حياتها، خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة، وما يلي ذلك من أحداث قد تحدث في المستقبل حينما تتزوج الفتاة، وبالتالي فإن علاقتها الجيدة بوالدتها من الممكن أن تعينها في هذه المرحلة التي تتطلب منها جهوداً أكبر على صعيد الاهتمام بشريك العمر والعناية بالأبناء ورعايتهم. شفافية العلاقة الأسرية تحد من «التناقض» و«الغموض» وتفتح الطريق على حل المشكلات بوعي وحكمة أحداث يومية وقالت "منيرة السعد":"ابنتي صديقتي التي أبوح لها بأسراري وبما يدور في خلدي، وذلك أثناء لقاءاتنا أو اتصالاتنا الهاتفية اليومية"، مضيفة أن ابنتها متزوجة وتأتي إلى منزل الأسرة لتقضي معهم أوقاتاً جميلة بين فترة وأخرى، موضحة أنها تقابلها أيضاً في العديد من المناسبات الاجتماعية والعائلية، وبالتالي فإنها تتناقش معها العديد من القضايا والأحداث اليومية التي تحدث في محيط العائلة، مشيرة إلى أنها لا تكتفي بالحديث معها عبر الاتصالات الهاتفية فحسب، بل تحرص أيضاً على زيارتها في بيت زوجها حيث تخبرها ابنتها بكل ما يحدث في حياتها اليومية داخل بيت الزوجية. وأضافت أن حرصها على الالتقاء بابنتها بشكل شبه يومي جعلها تحرص على تزويجها من شخص يسكن في المدينة نفسها التي تسكن الأسرة فيها، مشيرة إلى أنها تستشيرها في العديد من الأمور، وعادة ما تأخذ برأيها إذا اقتنعت به، مبينة أنه على الرغم من تباين آرائهما حول بعض الأمور إلا أن كل واحدة منهما حريصة جداً على احترام وجهة نظر الطرف الآخر. علاقة الصداقة مع الأم من أهم العلاقات التي تعيشها الفتاة في مختلف مراحل حياتها احترام متبادل وأشارت "هيا السرجان" -معلمة متقاعدة- إلى أن والديها زرعا فيها منذ الصغر أهمية العلاقات الأسرية وأكدا لها على ضرورة التلاحم فيما بين أفراد الأسرة الواحدة، مضيفة أن والدتها كانت تُصر دوماً على أنه لا حياة سعيدة دون وجود علاقة احترام متبادل بين أفراد الأسرة، موضحة أنه بحكم أن علاقة الأم بابنتها تكون أكثر قرباً من علاقتها بالأبناء الذكور نتيجة لطبيعة المرأة ووجود عوامل مشتركة بين النساء؛ فإن العلاقة بين الأم وابنتها تتنامى يوماً بعد آخر. وبينت أنها على علاقة وطيدة وحميمة بابنتها منذ أن كبرت وحتى قبل زواجها، مشيرة إلى أنها تستشيرها في بعض الأمور؛ بحكم كونها أكثر درجة علمية منها، إذ إن ابنتها تحمل مؤهلاً جامعياً وعلى اطلاع كبير بالعديد من القضايا الاجتماعية، كما أنها تهوى كثيراً القراءة والاطلاع، مضيفة أنهما عندما تلتقيان في إجازة نهاية الأسبوع تتبادلان الآراء وتتناقشان في العديد من الأمور والقضايا الاجتماعية بشكل عام والأسرية بشكل خاص، موضحة أن ابنتها تقيم في مدينة "الخبر" بحكم عمل زوجها هناك بينما تعيش أسرتها في "الأحساء"؛ لذا فإن اللقاءات بينهما تتم بشكل أسبوعي وأحياناً بمعدل مرتين في الشهر، إلى جانب وجود لقاءات أخرى تجمعهما عبر برنامج "الواتس أب". العلاقة الجيدة مع الأم تساعد الفتاة على حل العديد من المشكلات التي قد تعترض مسار حياتها شخصية صارمة وأوضحت "مزنة فهد" -طالبة جامعية- أن والدتها ذات شخصية صارمة للغاية، كما أنها صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في البيت، إلى جانب أنها تعتقد أن الحزم وراء استقامة الأمور، مضيفة أنها تطالبها دوماً بأن تتصرف بالطريقة نفسها التي تتصرف بها والقائمة على الحزم والجدية والاعتماد على المناقشة والحوار مع من تثق به من أفراد أسرتها، مشيرة إلى أن هذه العوامل مجتمعة جعلتها تخبر والدتها منذ أيام المراهقة بكل ما يحدث لها على الصعيد الشخصي. وأضافت أنها تشعر بسعادة غامرة حينما تشاركها والدتها في حل بعض المشكلات التي قد تحدث لها على الصعيد الشخصي، موضحة أن والدتها تحاول في هذه الحالة أن تنقل لها شيئاً من تجاربها العديدة في الحياة، مشيرة إلى أنها تشعر بسعادة كبيرة نتيجة قرب والدتها منها، إذ إنها تتعلم منها الكثير، معتبرة أن الفتاة التي لديها أم واعية هي فتاة محظوظة، فكم هو جميل أن يقترن هذا الحظ بصداقة وصراحة بين الفتاة ووالدتها، مؤكدة على أن ذلك يعد نعمة من نعم الله على الإنسان. أدق التفاصيل ولفتت "سلوى العلي" إلى أنها تعيش وحيدة وسط ثلاثة من إخوتها الذكور، مضيفة أن ذلك جعلها تشعر بقرب والدتها منها بشكل كبير، إلى جانب تدليلها والاهتمام بها من كافة أفراد أسرتها، موضحة أنها وجدت نفسها مع مرور الأيام أكثر قرباً والتصاقاً بوالدتها، لدرجة أنها باتت أشبه ما تكون بصديقتها المُقرَّبة، مشيرة إلى أن ذلك ساعدها على البوح لها بكل ما يدور في نفسها، إلى جانب أن والدتها بدأت في الآونة الأخيرة باستشارتها والأخذ برأيها في كثير من الأمور التي تحدث على الصعيد الأسري. وأضافت أن هذا التقارب مع والدتها جعلها تحرص على أن تنقل لها أدق التفاصيل التي تحدث داخل محيط الأسرة وخارجها، لدرجة أنها تحرص على أن تنقل لها تفاصيل أحداث بعض المسلسلات التلفزيونية التي تتابعها بمجرد عودتها من الجامعة، وقالت:"حتى عندما أغضب من أمر ما أو أتضايق من الدراسة والمذاكرة أجد والدتي تقف إلى جانبي تخفف عني وتحاول مساعدتي قدر المستطاع"، مؤكدة على أن والدتها أم مثالية، مشيرة إلى أن حياتها بدونها ليس لها معنى أو قيمة. الصديقة الحقيقية وأكدت "فاتن العنادي" -طالبه جامعية- على أن خوضها غمار تجربة الأم مؤخراً عندما أنجبت مولودتها الأولى جعلتها تشعر أن الأم هي الصديقة الحقيقية لابنتها، مضيفة أن العلاقة بزميلات الدراسة أو غيرهن من الصديقات لا تصل بأي حال من الأحوال لمستوى العلاقة بالأم، مشيرة إلى أن ذلك هو ما يجعل نسبة كبيرة من الفتيات يعتبرن أمهاتهن أفضل الصديقات، مبينة أنها تعد والدتها بمثابة الصديقة الحقيقية التي تربطها بها علاقة صداقة حميمة، لافتة إلى أنها تربطها بها علاقة صداقة منذ الطفولة، إذ تتبادل معها الأفكار والرؤى وتتناقش معها في العديد من القضايا الأسرية. وشاركتها الرأي "نعيمه الملحم" –طالبة بالمرحلة الثانوية-، وقالت:"ما أروع الأم، وما أعظم ما تؤديه من أدوار في حياة أبنائها"، مضيفة أنه من الطبيعي بعد ذلك أن تكون العلاقة بين الأم وابنتها وبقية أبنائها قوية بما يكفي، مشيرة إلى أن يومها لا يكتمل جماله دون أن تطبع قبلة على جبين والدتها امتناناً لها على ما تؤديه لها من خدمات جليلة منذ نعومة أظفارها، لافتة إلى أنها مهما اختلفت طبيعة الأمهات فإنهن توحدهن مشاعر الأمومة، مؤكدة على أن جميع الفتيات يشعرن بقيمة أمهاتهن؛ لذا فإن العديد من الفتيات يرين أن أمهاتهن خير الصديقات وأقربهن منزلة، موضحة أن العلاقة بين الأم وابنتها تتوطد أكثر كلما كبرت الفتاة، حينها تكون بحاجة إلى صدر يحتويها وقلب حنون تتلمس فيه دفء المشاعر وتبوح له بما يدور في نفسها. القلب الحنون وأشارت "نبتة محمد" -طالبه جامعية- إلى أنها لا تعتقد بوجود أحد في الدنيا يمكنها أن تطمئن إليه غير أمها، مضيفة أن الأم تبقى القلب الحنون، موضحة أنها تخاف على ابنتها أكثر من خوفها على نفسها، لافتة إلى أن الفتاة تحتاج في مختلف مراحل عمرها لإنسان تتحدث إليه باطمئنان عن كافة ما قد يعترض مسار حياتها من متغيرات، مبينة أن أول شخص تفكر فيه الفتاة في هذه الحالة هي والدتها؛ فتجدها تركض مسرعة إليها تخبرها بما تريد معرفته، مؤكدة على أن العلاقة بين الأم وابنتها تتحول إلى علاقة صداقة وحب واحترام متبادل، كلما كانت الأم على قدر كبير من الفهم والثقافة وبما تمتلكه من تجارب في الحياة. وأضافت أنها أصبحت هي ووالدتها صديقتين حميمتين رغم فارق السن الكبير بينهما، مشيرة إلى أن والدتها أذابت الحواجز بينهما ضمن حدود الأدب والاحترام المتبادل، لافتة إلى أن أهم ما يميز علاقة الأم بابنتها هو الوضوح والصراحة وعدم المجاملة أو النفاق، مبينة أن الصراحة باتت سيدة الموقف بينها وبين والدتها في جميع المواقف.