خطا المنتخب السعودي لكرة القدم خطوة مهمة علي طريق التأهل إلى نهاية البطولة الآسيوية في استراليا 2015 بعدما حقق تفوقا واضحا في الجولة الثالثة من تصفيات كأس اسيا أمام مضيفه المنتخب العراقي إذ نجح لاعبو"الاخضر" في تثبيت اقدامهم في العودة بالكرة السعودية إلى مستواها المعروف من خلال الروح العالية والأداء الكبير إذ هزموا كل الترسبات الماضية والإحباط الذي لازمهم في دورة الخليج وقبلها في التصفيات المؤهلة للوصول لنهائيات كأس العالم بالبرازيل، على الرغم من كل الظروف. كانت مباراة الصين بالدمام هي نقطة التحول وعنق الزجاجة وحجر العثرة التي نفذ منها المنتخب في طريق عودته وكسب رهان التحدي لمستقبل المنتخب الذي كان محفوفا بالخطر وسط تحديات نفسية وإعلامية إذ ان المواجهة أمام "أسود الرافدين"، غير أن لاعبي الأخضر كانوا الافضل والأكثر استحواذا على الكرة وسيطرة على وسط الملعب فهناك تماسك من لاعبي المنتخب وروحهم العالية التي قطعت الطريق ووقفت ندا امام كل المحاولات. تفوق المنتخب علي نفسه امام العراق هذا الفريق الصعب في مواجهة عربية آسيوية لم يكن بالحظ بل من خلال دراسة جيدة للجهاز الفني بقيادة لوبيز، تم التخطيط الجيد من أجل هذه المواجهة وفق رؤية فنية متوازنة باحترام المنتخب العراقي ودراسة خطوطه، فنجح الاسباني بالتعاون مع اللاعبين الذين نفذوا مايريده على أرض الملعب لتحقيق الفوز والبقاء على بعد نقطة واحدة من الوصول الى سيدني، ليؤكد "الأخضر" جدارته منذ البداية وكشف عن قوته وأرسل انذارا باكرا للمنافسين بانه قادم الى منصات التتويج واستعادة مكانته الاسيوية التي كان احد روادها طيلة ال20 عاما الماضية منذ 84 وحتى 2007 قبل ان يبدأ بدا بعدها بالتراجع. وغير الفوز الاسيوي الثالث على التوالي فقد اكتسب المنتخب فوائد كثيرة من هذه المواجهة اهمها رفع الروح المعنوية للاعبين عند مقابلة اي فريق وأعطي لاعبو المنتخب النموذج في تنفيذ التعليمات الفنية، وسد الثغرات وتلافي السلبيات، بعد ان شهد المنتخب تراجعا وعدم رضا في مواجهاته بالبطولات السابقة، تركت مواجهة العراق انطباعات رائعة لدى الشارع الرياضي عن نجوم المنتخب بالرضا عما ظهروا عليه وقدموه في المباراة والكل خرج مصفقا ل"الأخضر" ومؤيدا لأدائه واستراتيجيته الفنية وهو الحال الذي افتقده المنتخب طيلة الاعوام الماضية بعد ان مر بمنعطفات وعدم اقناع عشاقه حتى وإن فاز، اما اليوم فالكل مؤيدون وفرحون بعودته لعزف اجمل الحانه على المستطيل الاخضر، هذا الفوز وتلك الروح والتناغم بين الجهاز الفني واللاعبين يجب ان لاينسينا بعض الاخطاء والهفوات المتكررة في العمق الدفاعي والتمريرات الخاطئة كثيرا في الوسط ومراجعتها قبل المواجهة المقبلة بين المنتخبين إذ لوحظ استمرار مشكلة فنية واضحة بالكرة السعودية على مستوى الاندية والمنتخب في العمق الدفاعي وكاد الاخضر ان يخسر بسبب هذه الاخطاء المتكررة في الشوط الاول بكرتين الاولى ليونس محمود والاخرى لأمجد راضي غير ان عدم توفيقهما في التسجيل جعلنا نخرج بنتيجة ايجابية ولكن هذا الحال يجب الا يتكرر فليس كل مرة تسلم الجرة، ونرى ان الدفاع من أهم خطوط الفريق فقوته تمنح الوسط والهجوم راحة تامة، وتجعله يلعب بثقة بعيدا عن الشد والضغط النفسي، والفوز يجب ألا يغفلنا عن الاخطاء التي تحتاج إلى اعادة نظر من قبل المدرب لوبيز لمعالجتها قبل مواجهة الاياب في الدمام. نعم "الاخضر" حقق المطلوب بالخروج فائزا والتحليق بالصدارة، وهي نتيجة تمنحنا الارتياح وتبعث الطمأنينة للمواجهة المقبلة لكنه لايجعلنا نغمض أعيننا عن الاخطاء خصوصا مايحدث بين متوسطي الدفاع وهي اخطاء قاتلة تكلف المنتخب الكثير، وإلى جانب اخطاء الدفاع استمرت لدينا مشكلة التمريرات الخاطئة الكثيرة والمملة التي تؤثر على سرعة الاداء وتمنح الفريق المقابل سرعة الارتداد والوصول لمرمانا بسهولة. ولعل الملاحظة الاخرى التي لاتقل اهمية هي الرعونة لدى اللاعبين في استغلال الفرص الكثيرة التي تهيأت لنا امام المرمى العراقي وكان بالإمكان الخروج بنتيجة لاتقل عن اربعة اهداف قياسا بالفرص السهلة والمحققة التي اتيحت لنا، صحيح الفوز قربنا من التأهل على بعد نقطة واحدة سواء بالمركز الاول او الثاني، غير ان الاداء وروح اللاعبين العالية للعودة بالمنتخب الى سابق عهده هي العلامة الابرز على كل من يشاهد المنتخب الذي افتقدنا روحه وانسجامه وفعالية لاعبيه وهم ينثرون ابداعهم ويتنافسون في الوصول به الى افضل المستويات المقرونة بالنتيجة.