اشفق الشارع الرياضي السعودي على حال منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم وهو يلعب مباراته الثانية في التصفيات التمهيدية المؤهلة لامم آسيا 2015 امام مضيفه منتخب اندونيسيا السبت الماضي في المجموعة الثالثة ، حيث صارع الاخضر ظروف الطبيعة المتمثلة في الامطار التي هطلت بغزارة على ملعب قلورا بون كارلو والذي احتضن احداث اللقاء الآسيوي الكبير، حيث ايقن المتابع للقاء منتخبنا ان المباراة ستكون كارثية على رفقاء سعود كريرى وان المنتخب سيقع في فخ شقيقه العراقي والذي سقط امام التنين الصيني بهدف دون مقابل في ظروف مشابهة حيث سقطت امطار غيرت ارضية الملعب وجعلت المنتخب الصيني يظفر باغلى ثلاث نقاط في المجموعة ويعقد حسابات اسود الرافدين في الجولات القادمة ، هذا السيناريو اقلق مشاعر جماهير الاخضر في بداية المباراة ، وقد زاد الطين بلة الهدف السريع للمنتخب الاندونيسي في الدقيقة (5) والذي ولج شباك مرمى الاخضر من قبل المهاجم بواس سالوسسا جراء خطأ دفاعي من منصور الحربي لتكون افضل بداية لمنتخب اندونيسيا بزيارة شباك الاخضر في بداية المباراة ، مما اصاب المشاهد السعودي بحسرة كبيرة ، حيث ظن الجميع ان منتخبنا الوطني سيتعرض لخسارة كبيرة عقب تقدم اصحاب الارض بالهدف المبكر ، ولكن عزيمة لاعبي المنتخب كانت مختلفة ، حيث قلبوا النتيجة من خسارة بهدف لفوز مستحق بهدفين من رأسيتين تخصصيتين من يوسف السالم جعل الاخضر يتربع في صدارة المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط . نفض الغبار نفض الغبار الانتصار الذي حققه الاخضر امام الاندونيسي بثنائية السالم قوبل بارتياح كبير من قبل الشارع الرياضي السعودي واعاد للاذهان ذكريات بطل آسيا ثلاث مرات وسادت الجميع حالة من التفاؤل جراء المجهود الكبير والذي بذله لاعبو المنتخب في مباراة السبت الماضي ، كما اكد الفوز ان المنتخب الوطني يسير في الطريق الصحيح بعد الخروج من الدور الاول لدورة الخليج (21) بالمنامة مطلع العام الجاري، حيث دار جدل كثيف حول خروج الاخضر من الدورة الخليجية وتعرض الجهاز الفني السابق للمنتخب بقيادة الهولندي ريكارد واللاعبين الى وابل من الانتقادات بعد الظهور غير الجيد للمنتخب ، مما استدعى القائمين على امر المنتخب بأن تتم اقالة ريكارد وتعيين الاسباني خوان راموس لوبيز مديرا فنيا للمنتخب لمحاولة اعادة الاوراق الفنية للاخضر من جديد ودعم المنتخب بكل الوسائل والذي من شأنه ان يعيد للكرة السعودية سيرتها الاولى في المحافل القارية والعالمية ، واختيار لوبيز لدفة الادارة الفنية للمنتخب السعودي نفض الغبار والذي علق ابان فترة ريكارد والذي لم يظهر فيه الاخضر بكل سطوته وكبريائه المعروف بين منتخبات آسيا وحتى على مستوى العالم . لوبيز يصنع ثورة التغيير انسى لوبيز المدير الفني لمنتخبنا الاول لكرة القدم النتائج المخيبة للآمال والتي تركها الهولندي ريكارد في المنتخب حيث لم يعرف مدرب برشلونة الاسبق امكانيات لاعبي الاخضر وظل يتخبط في التشكيل الذي يلعب به في المباريات مما جعل المنتخب يظهر بصورة غير مشرفة امام منتخبات ضعيفة ، الا ان لوبيز انتبه لهذه الاخطاء وبدأ في تصحيح الاوراق الفنية حيث اعتمد على عناصر شابة ودماء جديدة في تشكيلته حيث ضم كلا من وليد عبدالله ، العويشير، اسامة هوساوي ، كامل الموسي ، منصور الحربي ، نواف العابد ، سلمان الفرج سالم الدوسري حسين المقهوي، حمدان الحمدان سعود كريري ، نايف هزازي ، فهد المولد ، عمر هوساوي ، علي الزبيدي يوسف السالم، يحيى الشهري وغيرهم من اللاعبين ، فهذه اسماء شابة قادرة على العطاء ، كما تملك الدافع الكبير لتقديم افضل امكانياتها الفنية من اجل خدمة المنتخب في استحقاقاته ، يضاف لذلك ان بعض هذه الاسماء تشارك لاول مرة مما يجعلها تبحث عن اثبات الذات في هذه الفرصة المواتية من قبل الجهاز الفني الجديد ، كما ان الاسباني عرف مقدرات نجوم المنتخب ووظفهم التوظيف الصحيح داخل الملعب ، حيث اتت ثمار ذلك عندما حقق المنتخب فوزه الاول في التصفيات على الصين بهدفين مقابل هدف بمدينة الدمام ثم فاز المنتخب ايضا على المنتخب الماليزي في مباراة ودية برباعية طمأنت لوبيز على المنتخب قبل خوض غمار موقعة اندونيسيا ، وقد يلاحظ المتابع لمباراة منتخبنا امام الاندونيسي ان المدرب لوبيز ظل واقفا طوال زمن المبارة على الخط موجها ومصححا لاخطاء اللاعبين حتى تحقق الانتصار المستحق والذي فتح الابواب على مصراعيها للاخضر للسير بثبات نحو النهائيات الآسيوية 2015 . الجماعية العنوان الأبرز في جاكرتا يرى بعض الخبراء والفنيين ان اداء منتخبنا الوطني الاول امام اندونيسيا اتسم بالجماعية في كل زمن المباراة ، مما اجبر الخصم على التراجع في كثير من وقت اللقاء مما مهد للفوز الغالي ، حيث ظهر لاعبو المنتخب بجماعية كبيرة في نقل الكرات وتنويع اللعب بالاطراف والعمق حيث كان الثلاثي يحيى الشهري والقائد المحنك سعود كريري وبجوارهم تيسير الجاسم كلمة السر في المنتخب بتمركزهم الجيد في الملعب يضاف لذلك تنويعهم للعب وامتداد المهاجمين بالكرات مما سبب ازعاجا للمنتخب الاندونيسي ، وقد اجاد الشهري في صناعة اللعب عن طريق العمق ومراوغاته المثمرة والتسديد نحو المرمى ، اما تيسير الجاسم فقد كان نحلة من النشاط في وسط الملعب حيث ساند الدفاع وهدد مرمى الاندونيسي بصواريخ عابرة للقارات في كثير من المناسبات ، ارتكاز المنتخب سعود كريرى قدم مباراة كبيرة حيث قطع الطريق امام الهجمات المرتدة للمنتخب الاندونيسي كما انه قام بدور القائد داخل الملعب بتوجيهاته المستمرة للاعبين وبث الحماس فيهم في الاوقات الصعبة ، لذا كان هذا الثلاثي من ابرز اللاعبين في المبارة وهذا لا يقلل من شأن المجموعة الاخرى والتي كانت تؤدي عملها بجماعية كبيرة اجبرت المتابعين على احترامهم كما اخرست هتافات مشجعي المنتخب الاندونيسي اثناء سير المباراة . الأخضر يلعب من غير ضغوط لعب منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم امام نظيره الاندونيسي من غير ضغوط وبهدوء وتركيز كبيرين، حيث قلبوا تأخرهم بهدف لفوز مستحق بهدفين ، مما يؤكد ان الضغوطات النفسية والاعلامية لم تكن كبيرة على لاعبي الاخضر ، ويرى متابعون للرياضة السعودية ان الآلة الاعلامية الشرسة التي واجهها الاخضر بعد خروجه من بطولة خليجي (21) بالمنامة هدأت تماما مما جعل اللاعبين يلعبون بدون مركبات من قبل الاعلام السعودي والذي تحول الى مادح لهم في الآونة الاخيرة وهذا ما طلبه الجهاز الاداري للمنتخب بدعم مسيرة الاخضر في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015 ، كما يلاحظ ان جميع لاعبي الاخضر يرون ان الفوز الذي تحقق جاء بمجهود جميع اللاعبين سواء كانوا داخل المستطيل الاخضر او في دكة البدلاء كما يؤكدون للاعلام ان المنتخب يسير في الاتجاه الصحيح وما كان ينقصه هو الدعم الاعلامي والمؤازرة من الجميع ، يضاف لذلك عناصر المنتخب لعبت ايضا من غير ضغوط الجماهير السعودية والتي كانت متفائلة بأن يحقق لاعبو الاخضر الانتصار في جاكرتا فكان الفوز والذي رفع معنويات اللاعبين واكد قدرتهم في الذهاب بعيدا في بطولة امم آسيا المقبلة . عودة الروح قدم لاعبو الاخضر درسا كبيرا في قوة الارادة والاصرار والتصميم على الفوز ، حيث عادوا لاجواء المباراة بعد الهدف الاول القاتل لاندونيسيا ، وقد ظهرت الروح في وجوه اللاعبين ولم يستسلموا للهزيمة واكدوا ان رغبتهم في الفوز كانت كبيرة ، فظهر حماسهم الجامح في تعديل النتيجة وقلب الطاولة ، فحققوا المطلوب ، واكدو ان لديهم عزيمة لا تلين في حب الشعار ، فكسبوا اللقاء اداء ونتيجة وفتحوا صفحات جديدة بيضاء لعودة فارس آسيا لوضعه الطبيعي في مقدمة الكبار في القارة الصفراء . عودة الروح والاصرار سر الخلطة الفنية للأسباني
القادم أفضل وأصعب الفوز الذي حققه لاعبو منتخبنا الوطني الاول امام الاندونيسي وصدارة المجموعة بالعلامة الكاملة ادخل السرور والفرح في جماهير الاخضر واعاد الابتسامة المفقودة في الفترة الاخيرة ، الا ان هذا الانتصار لا يمنع الجهاز الفني من معالجات سلبيات جاكرتا قبل التوجه لملاقاة منتخب العراق يوم 15 اكتوبر المقبل في لقاء آسيوي بنكهة خليجية ، وهذه المواجهة ستكون نارية من واقع لقاءات السعودية بالعراق ، كما ان المنتخب العراقي قد خسر آخر مواجهة امام الصين بهدف قاتل اربك حسابات الجهاز الفني لاسود الرافدين مما يضفي على المباراة صبغة الاثارة والندية ، لذا على الجهاز الفني معالجات الاخطاء وترتيب الاوراق لان القادم اصعب بكل ما تحمل الكلمة من دلالات اذا اراد رفقاء يوسف السالم مواصلة نغمة الانتصارات في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015 .
