في طريق الذهاب إلى تلك المدينة التاريخية التي تقبع جنوب مملكتنا الغالية عبر الطريق الدولي الممتد إليها من محافظة خميس مشيط لمسافة تقدر 270 كلم.. تلك المدينة التي تشهد نماءً مضطرداً وتطوراً حضارياً رائعاً أصبحت برعاية الدولة تمثل منطقة حيوية حضارية أخذت بكل معاني التقدم.. فتحولت بقايا الأمس فيها وتلك الآثار من قبل الميلاد إلى أطلال تاريخية مضت تتزامل جنباً إلى جنب مع تلك الأحياء السكنية الحديثة التي شكلت في مجموعها نقلة حضارية جديدة.. إنها واحة النخيل «نجران». كان ل «الرياض» هذه الجولة وذلك عبر الطريق الدولي الذي يربطها بمحافظة خميس مشيط لنتفاجأ بالعديد من معاناة عابري هذا الطريق وصولاً إلى نجران.. فإلى تفاصيل الجولة: يعاني الطريق الدولي الكثير والكثير من المنعطفات الحادة والتحويلات المفاجئة وتداخلات فرعية بالطريق الرئيسي بدون لوحات إرشادية نعم إنها معاناة مرسومة ممتدة بامتداد ذلك الطريق. تحدث لنا في البداية عن معاناة عابري هذا الطريق الدولي المواطن صالح بن محمد البشري قائلاً: لعل العابر لهذا الطريق وبصفة مستمرة يدرك هذه الخطورة الذي يخفيها هذا الطريق في منعطفاته الحادة وانحداراته الشديدة التي لم نجد لصوتنا تلبية لتعديل أوضاع هذا الطريق فبين لحظة وأخرى وفي العديد من المواقع عليه نجد حادثاً بشعاً تذهب ضحاياه أسر كاملة. وبعد مرورنا بالعديد من محافظات ومراكز المنطقة وتحديداً بعد «ظهران الجنوب» وجدنا معاناة أخرى وهي عدم وجود فرق للهلال الأحمر على ذلك الطريق الطويل وهذا ما أوضحه لنا المواطن ضيف الله حسن القحطاني حيث قال لم تكن تلك المعاناة للمنعطفات الوحيدة هنا ولكن ما ان يقع حادث هنا إلاّ وكان المواطن هو رجل الهلال الأحمر سواء كان ذا خلفية عن طرق الإنقاذ أم لم يكن.. وهذا مما تسبب في مضاعفة الجروح من غير الوفاة لأصحاب الحوادث فهذا الطريق الممتد من ظهران الجنوبلنجران لمسافة 95 كلم يفتقد مركزاً إسعافياً للهلال الأحمر. نجران عندما وصلنا إلى تلك المدينة التي تحيطها أشجار النخيل وهي تشكل في مضمونها واحة خضراء ذات مساحة شاسعة وجدنا الخدمات المتكاملة وذلك المدخل الواسع ذا الشوارع الفسيحة. وفي الطريق إلى أهم المعالم الحضارية البارزة في منطقة نجران وهو سد وادي نجران الذي يعتبر من أهم مزارات نجران السياحية المميزة لما له من موقع متميز ومنظر أخاذ يقع على مسافة 35 كلم من المدينة يأخذنا الطريق ما بين وسط المدينة بجانب تلك المباني القديمة التي تحفها أشجار النخيل وبين تلك الجبال الشامخة التي تخترقها الأنفاق التي جعلت على هيئتها أثناء شقها داخل الجبال في منظر رائع يعكس طبيعة سياحية ومستقبل واعد لتلك المدينة الحالمة هذا السد الذي يستطيع حجز مليون م3 من المياه تصل مساحة المياه عند امتلاءه ب 5 كيلومترات. التقينا أحد الزوار هناك المواطن عبدالرحمن حامد الذي قال: إن زيارتي لهذا السد كان من اهتماماتي وذلك لما سمعت عن هذا المعلم الرائع ولكن لقد تفاجأت بصد وجود المياه حيث ان السد مفتوحاً منذ فترة سنوات عديدة ولم يتم الاستفادة منه. ولم يبق هنا سوى هذا الحاجز الارتفاعي الذي ألغى عدم وجود المياه هذه المناظر الطبيعية. ومن جهته، أكد أحد المزارعين هناك ان تجمع مياه السد كان يساعدهم على الاحتفاظ بمخزون مائي جوفي يساعد على حفر الآبار ووجود المياه ولكن اهدار هذه المياه وهذا المخزون لم يعد بفائدة سواء للمزارعين كافة أو المتنزهين وزوار المنطقة هذا ما وجدناه على ذلك المعلم النجراني.