توجه جيد توصلت إليه الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات وهو استبدال العقوبة بالعلاج لإعطاء المدمن على المخدرات فرصة للعلاج والاندماج في المجتمع وجاء في تقرير نشرته(الرياض) الإشارة إلى زيادة ملحوظة في الطلب على العلاج من الإدمان في مستشفيات المملكة قدرت بنسبة نمو سنوية تتجاوز ال 10 %. ومن توصيات تلك الندوة التي نظمتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات العمل على تطوير منظومة متكاملة واستراتيجية طويلة الأمد تشمل الجوانب الوقائية والتأهيلية والمراقبة والتنسيق والتعاون وتبادل المعلومات وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق التكامل. وفي جانب مهم آخر أوصت الندوة بضرورة تنمية المعارف والمهارات المهنية اللازمة للعاملين في مجال علاج الإدمان، وكذلك أهمية تكثيف البرامج الوقائية والتثقيفية الموجهة نحو الأسرة والمؤسسات التعليمية بشكل خاص مع التأكيد على أهمية تطوير الخطط والاستراتيجيات المستخدمة والتركيز على جوانب تنمية الشخصية والمهارات الحياتية كمهارات ضبط النفس وتحمل المسؤولية واتخاذ القرار التي تساعد في مواجهة المخدرات والمؤثرات العقلية. كل تلك التوصيات ذات أهمية وتأثير وأريد أن أسلط الضوء في هذا المقال على العلاقات الأسرية وعلى التدريب المهني كوقاية وعلاج من هذه الآفة الخطيرة وهنا أتوقف عند ما ذكرته مديرة الفرع النسوي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذة آمال يحيى المعلمي في جلسة وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في الوقاية كما نشر في (الرياض) حيث أكدت على أهمية الحوار كأسلوب وقائي وأهمية تفعيل أسلوب الحوار بين الآباء والأبناء بهدف الإصلاح وتهذيب السلوك وتمكينهم من اتخاذ موقف إيجابي فيما يعرض لهم من أفكار وأراء. وتعليقي على ما سبق هو أن بعضنا يفشل في الحوار لأن عملية التواصل قد يغلب عليها انها – طريق واحد – هو طريق التوجه المباشر والتعليمات والتحذيرات فهو حوار من طرف واحد دور الابن فيه هو التلقي والتنفيذ وليس المشاركة في الحوار للوصول الى النتيجة المستهدفة. وأنا هنا أتحدث بشكل عام عن الحوار بين الآباء والأبناء في الحالات العادية وليس في حالة وجود إدمان مخدرات. إن مناقشة شؤون الأسرة ومشكلاتها العادية لا بد أن يكون فيها فرصة لمشاركة الأبناء لتعويدهم على المسؤولية وتنمية شعورهم بالانتماء. أما الجانب الآخر الذي يساهم في الوقاية والعلاج فهو برامج التدريب والتأهيل المهني وتنمية المهارات التي تؤهل المتدرب للعمل في الميادين المختلفة ومثلما اقترحت الندوة تدريب العاملين في مجال علاج الإدمان فإن هذا التدريب الموجه للشباب تدريب يقوم بدور وقائي وعلاجي حتى قبل أن يقع الإنسان في هذه الآفة. إن وجود خطة استراتيجية للتعامل مع قضية المخدرات والنظر إليها نظرة تكاملية شمولية هي بالتأكيد خطوة في الطريق الصحيح ومن أهم الجوانب المكملة لهذه المنظومة الجانب الإعلامي والإرشادي وهذا جانب يحتاج إلى تقييم وتطوير في أساليبه ومحتوياته حتى يحقق التأثير المطلوب، وقد يتضح لنا أن الأساليب المباشرة في التوجيه والتحذير لم تعد مؤثرة بسبب متغيرات كثيرة من أهمها تقنية الاتصالات.