لظروف توقيت النشر لم أستطع الكتابة عن موضوع حريق مدرسة "براعم الوطن" في وقته، ومع هذا لايزال الحديث عن الموضوع هو حديث الساعة.. ما أظهرته "لجنة تقصي الحقائق" في الواقع هو "إخفاء للحقائق"، فالحقيقة التي خرجت لنا منقوصة وغير كافية ولا يقبلها العقل والمنطق؟ فتعليق التهمة على الطالبات وحده لا يكفي حتى وإن كن فعلاً مذنبات؟ أين الأطراف الأخرى في القضية، ومن هو المسئول الأكبر عن هذا العبث الذي أدت نتائجه إلى إحراق مدرسة بالكامل وأدى إلى وفيات وإصابات وترويع؟ هناك العديد من التساؤلات التي لم نجد لها إجابة، فالمدرسة تتحمل جزءاً من المسئولية، أين أنظمتها وضوابطها ودورها الرقابي، أين العملية التربوية وخلق بيئة تعليمية صحية وآمنة تحفظ لأولياء الأمور حق الثقة بالمدرسة ومن يشرف عليها؟ وأين دور الوزارة الرقابي على جميع المدارس التابعة لها؟ أين مسئولية الدفاع المدني؟ كل ما في تقرير اللجنة هو تثبيت التهمة على الأطفال، وفي هذه الحالة لا يمكن محاسبتهم شرعاً طالما أنهم أحداث؟ عند حدوث كوارث نتيجة الإهمال والفساد وتذهب بسببها أرواح الأبرياء، فليس هناك حصانة لأي شخص مهما كان؟ فالاعتذار وحده لا يكفي بعد ما يموت الناس، لماذا لم نسمع عن قرارات كبيرة وسريعة من القائمين على الوزارة لمحاسبة المتورطين نتيجة هذا الإهمال الشنيع؟ لماذا لم نسمع عن قرارات مماثلة من قيادة الدفاع المدني عن محاسبة المقصرين في عدم متابعة تطبيق اشتراطات السلامة؟ كلتا الجهتين مسئولة عن ما حدث، فلماذا غابت عن تقرير اللجنة !!؟ كما يجب أن تحاسب المدرسة ومن يملكها لأن حياة الأطفال ومن يعمل فيها ليست لعبة بأيدي المتساهلين.. مثال بسيط على تقصير المسئولين في وزارة التربية والتعليم، تقول إحدى القريبات وهي تعمل في مدرسة حكومية للمرحلة المتوسطة كمشرفة إدارية، أن "عداد الكهرباء" في المدرسة يقع في مكان قريب من دخول وخروج الطالبات وأسلاكه بارزة بشكل يعرض حياة الطالبات للخطر، فقامت إدارة المدرسة منذ أشهر بمحاولة الاتصال على مدير الأمن والسلامة في الوزارة دون جدوى لأن جواله مغلق ولم يرد على اتصالات المدرسة ومراسلاتها الرسمية المتعددة أملاً باتخاذ إجراء وقائي يحمي الطالبات والمدرسة من وقوع كارثة؟ الأمر الآخر وفي نفس المدرسة يوجد سياج حديدي ملتف على نافذة زجاجية يحيط بسطح المدرسة من أعلى، إحدى هذه الزجاجات سقطت قبل فترة في ساحة الطالبات ولحسن الحظ أنها في خارج وقت الدوام، المشكلة أن هنالك لوحا زجاجيا آخر آيلا للسقوط في أي لحظة، حتى اليوم لم يرد مدير الأمن والسلامة لعلاج المشكلة..!