القدوة هي الأسوة يقال فلان قدوة أي يُقتدى به حسب مختار الصحاح. الصغار هم أكثر الشرائح تقليداً للنموذج الذي يعجبون به، والنماذج اليوم لدى اليافعين هم لاعبو كرة القدم والمغنون/المغنيات ونجوم/نجمات السينما والتلفزيون. وحتى نعرف حجم تأثير تلك النماذج لنتخيّل أحدهم وليكن على سبيل المثال لا الحصر لاعب كرة القدم كابتن منتخب المملكة ياسر القحطاني يلبس شماغاً بلون لم يعتده الناس ، ما الذي سيحدث ؟؟ سيقلّده كل مُراهق أو يافع مُعجبٍ به. ولنتخيّل أيضا المطرب راشد الماجد أو خالد عبدالرحمن. يعلن في لقاء مُتلفز يشاهده الملايين أنه يُمارس اليوجا ، ستجد الكثير من المُعجبين يبحثون عن اليوجا وأين يتعلمونها. وهكذا هو النجم القدوة الحسنة للمعجبين. ماذا لو قال أحدهم بأنه يؤمن بالخزعبلات والخرافات هل أيضا سيقتدي به المعجبون؟؟ الجواب نعم بالتأكيد وهنا الخطورة. السؤال هل يعي القدوة النجم مدى تأثير أفكاره على معجبيه؟؟ أشك في ذلك. فقد كشفت لنا الأيام أن (البعض) من اللاعبين النجوم والفنانين تنقصهم الثقافة ويفتقدون للوعي بكهذا أمور فيقولون ما يعتقدون بأنه الصح دون معرفة حقيقيّة مما يؤدي إلى تناسل السلبيات في سلوكيات الشباب واليافعين. سأضرب لكم مثلاً لما أقول. شاهدتُ لقاء متلفزاً مع أحد اللاعبين في نادٍ شهير يسأله المذيع عن سرّ غيابه عن الملاعب لفترة طويلة فقال تعدد الإصابات بسبب عين أصابته، ولهذا هو في مرحلة العلاج عند أحد الرقاة، ويعد الجماهير بالعودة بقوّة بعد الشِفاء...! أرأيتم كيف تنتشر الخزعبلات ويسيطر الجهل على العقول ؟؟ سيصدّق الصغار بقدرة نفثات مع قليل من الرذاذ الفموي على الشفاء من الأمراض والكسور والإصابات الرياضية، فلماذا يذهبون إلى الأطباء والاستشاريين في رحلةٍ طويلة مع الأدوية والعلاج الطبيعي وأسر الجبائر؟؟ يقع اللوم من وجهة نظري على القناة التلفزيونية التي سمحت بهكذا قول، لهذا لا يُستغرب لو شاهدنا في يومٍ أحد النافثين ضمن الفريق الطبي على دكّة الاحتياط في ملاعبنا..! قيل أن الجهل العميق هو الذي يوحي باللهجة الجازمة.