شهد المؤتمر العالمي لصناعات تقنية النانو بالرياض حضوراً نسائياً مميزاً كماً وكيفاً واعتبرت الدكتورة ابتسام العليان مسؤولة الجانب النسائي للمؤتمر ومنسقة وكالة جامعة الملك سعود للتبادل المعرفي ونقل التقنية وعضو معهد الملك عبد الله لتقنية النانو ان هذا الاقبال النسائي الكبير على أعمال المؤتمر يدل على امرين غاية في الاهمية اولهما ان الشابات السعوديات من طالبات الجامعات لديهن شغف علمي كبير لا يقتصر على الدراسة الجامعية وانما يتعداها الى حضور المؤتمرات العلمية والاشتراك في المناقشات وتقديم الاقتراحات مما يعطي دلالة مستقبلية على النمو المعرفي لبنات الوطن، ومن ناحية اخرى فإن التمثيل العالمي للمرأة من كافة بقاع الارض لحضور هذا المؤتمر يعد تغيرا نوعيا في الصورة الذهنية للمملكة في الخارج فالمملكة اصبحت الآن مقصدا علميا تتجه اليه الانظار ويدل على هذا القادمات من المكسيك واليابان والصين وبريطانيا وتايبيه والهند وباكستان وفلسطين ومصر واليمن ومعظمهن قدمن للحضور والاستفادة وليست لهن اوراق عمل يقدمنها وذلك على عكس ما كان سائدا من قبل.. و قالت الدكتورة العليان لقد بدأ معهد الملك عبد الله لتقنية النانو في أخذ خطوات ثابتة في طريق ادخال هذا العلم الى المملكة واتوقع خلال سنوات قليلة ان تدخل تقنيات النانو في كافة مجالات الحياة الطبية والتعليمية والزراعية والتقنية وغيرها حيث عمد المعهد الى دعم الابحاث العلمية وتسهيل التدريب المحلي لابناء المملكة على يد خبراء عالميين في هذا المجال كما تم انشاء المجلس الاستشاري الاعلى لتقنيات النانو بعضوية ثلاثة من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل في تقنيات النانو وكلها خطوات متسارعة نحو التطبيق العملي للنانو على ارض المملكة. مركز شامل من جانبها تحدثت الدكتورة اسماء الحقيل الاستاذ المساعد بقسم النبات والاحياء الدقيقة بجامعة الملك سعود والمشاركة في المؤتمر مع اثنين من الباحثين هما الدكتور احمد المقرن والدكتورة خلود المقرن بورقة علمية قائلة: «النانو» علم حديث طبق في عدد محدود من دول العالم ولدينا في المملكة مايزال في بداياته غير اننا نخطو خطوات واثقة في الاتجاه الصحيح في استخدام النانو في المملكة، وأضافت: ولقد تقدمت مع زملائي بورقة عمل بعنوان «تطبيقات تقنية النانو في المملكة العربية السعودية واثرها الاقتصادي» وفيها تقدمنا باقتراح مهم حول انشاء مركز جامع لعلوم النانو في المملكة بحيث يكون مرجعا اساسيا لكل الجهات الراغبة في الاستفادة من تقنيات النانو او التعامل معها او التعرف عليها بحيث يضم المركز اقساماً للابحاث والدراسة والتعريف بالنانو ودعم تطبيقاته على ارض الواقع وهو مركز في تصورنا مهم له ابعاد توعوية وتطبيقية وتطويرية وتوثيقية ويمكن ان نستقطب فيه الباحثين في النانو من جميع انحاء العالم، كما قدمت ورقتنا بعض التطبيقات التي من الممكن تنفيذها والاستفادة منها عمليا على ارض المملكة. واضافت قائلة: اتوقع في غضون خمسة اعوام ان يصبح النانو جزءاً لا يتجزأ من معطيات العصر في بلادنا في كافة المجالات. مشاركة يمنية و من اليمن التقينا الدكتورة بدرية محمد عبد الواسع الاستاذ المشارك بجامعة تعز كلية العلوم باليمن والتي تزور المملكة للمرة الاولى وتشارك فيه ببحث حول الاصابة بالطفيليات في حيوان القنفذ وهو اكتشاف تم بفضل تقنية النانو في المجاهر الالكترونية حيث قالت: «مازلنا في اليمين نلامس تقنية النانو ولا نتعامل معها فنحن امكانياتنا ضعيفة ويصعب علينا دراسة وتوطين هذه التقنية في الوقت الراهن، وأضافت: لقد اكتشفت الطفيليات الجديدة في حيوان القنفذ بمجاهر الكترونية تستخدم تقنية النانو وكنت اسافر الى خارج اليمن لكي استخدمها في بلدان اخرى واتمنى ان تتاح لنا في اليمن وكل العالم العربي ادخال هذه التقنية بشكل كبير مفيد في كل المجالات».. و حول زيارتها للمملكة تقول الدكتورة عبد الواسع: لقد اسعدني القدوم الى ارض المملكة الحبيبة وقد أديت مناسك العمرة وزرت الاماكن المقدسة وتعرفت على الشعب السعودي الودود، وقالت الدكتورة بدرية: علمت بأمر المؤتمر من خلال الإنترنت وقدمت بحثي عبر الشبكة العنكبوتية. حضور من تايبيه ومن تايبيه التقينا شو مي ليا القادمة مع زوجها لحضور المؤتمر والمشاركة في الفعاليات وعبر المترجمة الاستاذة ايمان النهي مسؤولة الاعلام للمؤتمر اخبرتنا انها تزور المملكة للمرة الاولى وانها سعيدة بهذه الزيارة وأعربت عن سعادتها بالمؤتمر العالمي وأكدت اهمية علوم النانو وتطبيقاتها في الوقت الراهن. واشادت بالشعب السعودي معتبرة اياه شعباً طيباً ودوداً يحب اكرام الضيف وكان اكثر الامور مفاجأة لها هو ضرورة ان ترتدي العباءة ليسهل عليها التحرك داخل المملكة وهو امر لم تكن تعرف عنه شيئا من قبل. إعجاب باكستاني وبدورها عبرت الدكتورة عابدة رازا من جامعة نوري بباكستان عن اعجابها بالاهتمام الكبير الذي تبديه المملكة بتقنية النانو مشيدة بالكم الهائل من العلماء واوراق العمل المختلفة التوجهات المقدمة بالمؤتمر قائلة ان جمع هذا العدد من العلماء من مختلف جامعات العالم امر يحسب للمملكة مؤكدة بأن المملكة كما شاهدت سوف تستفيد من النانو بسرعة كبيرة وبشكل علمي مدروس،. وحول تطبيقات النانو في باكستان قالت: إنها مازالت في بداياتها ومراحلها الاولية حيث تقوم باكستان حاليا بتدريب الباحثين المحليين على ايدي الخبراء الاجانب داخل وخارج البلاد كما تقوم جامعة نوري بتأسيس مختبر لطب النانو في الوقت الحالي.
