جمعية البر بالشرقية توقع اتفاقية لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر    القيادة تهنئ رئيس جمهورية طاجيكستان بذكرى يوم النصر لبلاده    القيادة تهنئ رئيس الجمهورية القرغيزية بذكرى يوم النصر لبلاده    المملكة تدين الاعتداء السافر من قبل مستوطنين إسرائيليين على مقر وكالة (الأونروا) في القدس المحتلة    وزير النقل يستقبل أولى قوافل الحجاج بمطار المدينة    توقع بهطول أمطار رعدية    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من جمهورية بنجلاديش متجهة إلى المملكة    إطلاق مبادرة SPT الاستثنائية لتكريم رواد صناعة الأفلام تحت خط الإنتاج    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ويتأهل إلى نهائي "الأبطال"    طرح تذاكر مباراة النصر والهلال في "الديريي"    إخلاء مبنى في مطار ميونخ بألمانيا بسبب حادث أمني    هبوط المخزونات الأمريكية يصعد بالنفط    "واتساب" يجرب ميزة جديدة للتحكم بالصور والفيديو    زيت الزيتون يقي أمراض الشيخوخة    بايدن يهدد بوقف بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل إذا اجتاحت رفح    الديوان الملكي: وفاة والدة الأمير سلطان بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود    محادثات "روسية-أرميني" عقب توتر العلاقات بينهما    نقل أصول «المياه المعالجة» إلى «الري»    دجاجة مدللة تعيش في منزل فخم وتملك حساباً في «فيسبوك» !    «سلمان للإغاثة» يختتم البرنامج التطوعي ال25 في «الزعتري»    أشباح الروح    بحّارٌ مستكشف    جدة التاريخية.. «الأنسنة» بجودة حياة وعُمران اقتصاد    السعودية تحقق أعلى مستوى تقييم في قوانين المنافسة لعام 2023    الاتحاد يتحدى الهلال في نهائي كأس النخبة لكرة الطائرة    منها الطبيب والإعلامي والمعلم .. وظائف تحميك من الخرف !    النوم.. علاج مناسب للاضطراب العاطفي    احذر.. الغضب يضيق الأوعية ويدمر القلب    المملكة ونمذجة العدل    القيادة تعزي رئيس البرازيل    كشافة شباب مكة يطمئنون على المهندس أبا    أسرة آل طالع تحتفل بزواج أنس    نائب أمير الشرقية يلتقي أهالي الأحساء ويؤكد اهتمام القيادة بتطور الإنسان السعودي    سعود بن جلوي يرعى حفل تخريج 470 من طلبة البكالوريوس والماجستير من كلية جدة العالمية الأهلية    " الحمض" يكشف جريمة قتل بعد 6 عقود    البلوي يخطف ذهبية العالم البارالمبية    يسرق من حساب خطيبته لشراء خاتم الزفاف    روح المدينة    خلال المعرض الدولي للاختراعات في جنيف.. الطالب عبدالعزيزالحربي يحصد ذهبية تبريد بطاريات الليثيوم    14.5 مليار ريال مبيعات أسبوع    الوعي وتقدير الجار كفيلان بتجنب المشاكل.. مواقف السيارات.. أزمات متجددة داخل الأحياء    محافظ قلوة يدشن أعمال ملتقى تمكين الشباب بالمحافظة.    فهيم يحتفل بزواج عبدالله    نائب أمير منطقة مكة يكرم الفائزين في مبادرة " منافس    ختام منافسة فورمولا وان بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي    لقاح لفيروسات" كورونا" غير المكتشفة    الاتصال بالوزير أسهل من المدير !    سمير عثمان لا عليك منهم    تغيير الإجازة الأسبوعية للصالح العام !    حماس.. إلا الحماقة أعيت من يداويها    أعطيك السي في ؟!    35 موهبة سعودية تتأهب للمنافسة على "آيسف 2024"    "الداخلية" تنفذ مبادرة طريق مكة ب 7 دول    وزير الشؤون الإسلامية يدشّن مشاريع ب 212 مليون ريال في جازان    سمو محافظ الخرج يستقبل رئيس مجلس إدارة شركة العثيم    المدح المذموم    استقبل مواطنين ومسؤولين.. أمير تبوك ينوه بدور المستشفيات العسكرية    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمر الجهاد أوكله الله لأهل الاختصاص من الحكام والعلماء فلا ينبغي لطالب علم أو غيره التصدر لمثل هذه الأمور
عدد من العلماء والدعاة يتحدثون ل "الرياض" عن مفهوم الجهاد(2-2)
نشر في الرياض يوم 18 - 01 - 2008

حذر عدد من العلماء والمتخصصين من خروج الشباب إلى الخارج بحجة الجهاد في سبيل الله في ظل الأوضاع المضطربة، والأحوال الملتبسة، والرايات غير الواضحة.
وأشاروا إلى ما يتعرض له هؤلاء الشباب من تغرير بهم من قبل جهات مشبوهة يجعلونهم ضحايا وآلات بل وقنابل موقوتة... لتنفيذ مآربهم الخبيثة، وتوجهاتهم الضالة، وحقدهم وحسدهم على هذه الدولة المباركة - دولة العقيدة والتوحيد والأمن والريادة والثبات والخير والنماء -..
وقالوا بأن هناك من يريد عزل هؤلاء الشباب عن أئمتهم وولاة أمورهم، وتشكيكهم في علمهم، وتشجيعهم على العصيان وعدم الطاعة لهم... غير مدركين خطورة أفعالهم ومدى الضرر الذي يلحق بصنيعهم ليس على الدولة فحسب بل على الإسلام وأهله أجمع.
وأكدوا أن أئمتنا وعلماءنا رجال مواقف، وأصحاب ثوابت، ومبادئ سامية، وإدراك للمصالح والمفاسد والمقاصد العامة والخاصة للشريعة الإسلامية... وتقدير للغايات والأهداف العامة من التشريع... مع فقه في الدين فكيف بستم التشكيك والتقليل من علمهم ومواقفهم
وأوضحوا أن أمن المجتمع فكرياً يعد من أهم الوسائل لمكافحة الإرهاب والإفساد ومحاربته والوقاية منه بكل وسائله وأشكاله... لأنه يضطرب إذا فقد الشباب مرجعيتهم العلمية والدينية، وحصل التخبط والخلط، وكثر الهرج والمرج، وأُخذ العلم ممن هبّ ودب، وكثر الخوض في مسائل وأمور وقضايا هي من اختصاص أهل الحل والعقد، وادعى العلم من ليس من أهله، ورأى أنه أهل له، وأنه يعلم مالا يعلمه غيره من الأكابر ممن سبقه علماً وفقهاً وسناً.. والعكس هو الصحيح.
(الراية العُمِّيِّة طريق الفتنة والجهالة)
وقال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري لقد حذّر الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من دخول أحد من أمته تحت راية عُمِّية لا تُعرف حتى يحذروها ويتقوا خطرها وشرها جاء ذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم(1848) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتته جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه) والحديث أخرجه أيضاً أحمد في المسند والنسائي وابن ماجه.
وأضاف وقد دل هذا الحديث على التحذير البالغ من المخالفات التي تقع في مسائل الجهاد والإمامة ومن ذلك المشاركة في قتال تحت راية لا تعرف جاء ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: "ومن قاتل تحت راية عُمَّية".والعُمية هي الضلالة، وقيل اختفاء الأمر والتباسه، ومن فعل ذلك فهو يقاتل لمجرد الهوى والتعصب، ونتيجة ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم بقوله:(فقتل فقتلته جاهلية) أي مات كما يموت أهل الجاهلية فإنهم يموتون فوضى لا يدينون لإمام وفي شرح صحيح مسلم للقاضي عياض(258/6) أن الإمام أحمد بن حنبل:(العُمية الأمر الأعمى للعصبية لا يستبين وجهه، وقال إسحاق: هذا في تحارب القوم وقتل بعضهم بعضا أ.ه.وكأنه من التعمية وهو التلبيس، ومن قتل فيها فهو على خطر عظيم، وهذه الراية العُمية لا تظهر إلا في زمن الفتن فيتأثر بها بعض الناس ممن لم يتسلح بسلاح العلم ولم يسلك طريق الاتباع المشروع والله تعالى يقول:(ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا).
وأردف د.الشثري وإذا وقعت الفتن ظهرت هذه الرايات وبدت أعناقها للناس وهي محملة بالضلالات ولا يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن العجب أن ترى ثلة من الشباب سلكوا مسلك هذه الراية وساروا في ركابها وسلموا أنفسهم لها طوعاً واختياراً خارج البلاد دون سؤال يرشدهم من أهل العلم أو نظر وتفكر في العواقب التي تنجم عنها فوقعوا في المخالفات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أمته في هذا الحديث سواء من الخروج عن طاعة ولي الأمر في بلادهم أو خلع البيعة التي في أعناقهم أو مفارقة الجماعة التي هم عليها ثم لا يكترثون بما يفعلونه، (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً وأشد تثبيتاً)، فالأمر خطير جداً والواجب على أهل العلم تجلية هذا الأمر وبيان خطر المخالفة فيه، وأن الضرر الناجم عنه يؤدي إلى مفاسد عظيمة وأضرار بليغة في مجتمعنا الآمن المستقر.
(أمننا الفكري)
وأوضح أ.د.أحمد بن يوسف الدريويش أستاذ الفقه في كلية الشريعة بالرياض إن مبعث تقدم الأمم والمجتمعات وأمنها واستقرارها مرهون بسلامة عقول أفرادها، ونزاهة فكر أبنائها، ومدى ارتباطهم بدينهم، وثوابتهم الشرعية وولاة أمرهم وعلمائهم... وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية - حفظه الله - في كلمته خلال اجتماع الدورة (24) لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس المنعقد يوم الثلاثاء 1428/1/11ه (إن ما غزا عالمنا العربي من متغيرات فكرية، وتوجهات سلبية يهدف إلى عزل الأمة عن ثوابتها وقيمها الأصلية، والسعي إلى استبدالها بثقافات العنف والتحلل والصراع تحت شعارات زائفة، عملت على نشرها والترويج لها جهات يديرها أشخاص مأجورون أو مغرر بهم أو جاهلون يتسترون وراء جهات وأقنعة مختلفة لا تخفى على ذوي البصيرة والعقول المنيرة.
وأضاف - حفظه الله - (المحافظة على أمننا الفكري في محيطنا العربي ضرورة استراتيجية ملحة، ومصلحة عربية عليا يتوقف على نجاحها في تحقيق لقاء أمتنا العربية متحدة قوية آمنة مستقرة.).
وأوضح أن الأمير نايف بن عبد العزيز شخّص الداء، ووصف الدواء، بتأكيده على أهمية الحفاظ على أمننا الفكري المستمد من شريعتنا الإسلامية الغراء، وثوابتنا الدينية، وحرصنا على الوحدة والائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف..
وبين أن العقول إذا تلوثت بأفكار وافدة، ومناهج دخيلة، وعقائد باطلة، وسلوكيات منحرفة، وثقافات مستوردة، وفتاوى خاطئة. فقد جاس الخوف خلال الديار، وشاع الخوف المعنوي، واهتزت المبادئ والمقومات، وتقوضت الأركان والثوابت، وانتشرت بين الناس الشهوات والشبهات، وضاع الشباب ؛ وأصبحت الحاجة ماسة لنصحهم وإرشادهم وتوجيههم... فضلاً عن أطرهم على الحق أطراً... وعدم السكوت عن تماديهم بالباطل، وعزلهم عن ولاة أمرهم وعلمائهم... لا سيما في هذا العصر الذي هبت فيه رياح الجنوح عن منهج الاستقامة والوسطية والاعتدال والتمسك بالكتاب السنة... واهتزت الثقة بأهل العلم الموثوقين ديناً وعلماً وسلوكاً... وتعددت وسائل الانحراف، وأسباب الانحلال مما يحتم على الجميع وبخاصة العلماء وأرباب الفكر والإصلاح والدعوة والفتوى والإرشاد... إلى الوقوف صفاً واحداً ضد أي انحراف فكري، أو خلل عقدي، أو خروج عن الجماعة ومنهج الاستقامة... من أجل الحفاظ على أمن الأمة لا سيما الفكري وتحقيقه مرتبطاً بالكتاب والسنة وسيرة سلف هذه الأمة... في مسألة خطيرة كثر فيها الهرج والمرج واللغط، وتكلم فيها من لا يفقه حقيقتها وأحكامها وشروطها وضوابطها... وخاض فيها من لا يدرك فهمها أو أبعادها... فضلّ بسبب ذلك من ضلّ، وكابر من كابر، وعاند من عاند بعد بيان الحق له... وذهبت جراء ذلك أنفساً معصومة، ودماءً بريئة، ورملت نساء، ويتم أطفال، وقطعت أطراف، وارتفعت نسبة الإعاقة، ودمرت ممتلكات، وهلك حرث ونسل، وتضرر الإسلام والمسلمين ولم ينصر بسب ذلك الدين، ولم يتحرر وطن... ألا وهي مسألة(الجهاد) أو بالأخص خروج الشباب إلى الخارج بحجة الجهاد في سبيل الله مع أن الأوضاع مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة... وما يتعرض له هؤلاء من تغرير بهم من قبل جهات مشبوهة يجعلونهم ضحايا وآلات بل وقنابل موقوتة... لتنفيذ مآربهم الخبيثة، وتوجهاتهم الضالة، وحقدهم وحسدهم على هذه الدولة المباركة - دولة العقيدة والتوحيد والأمن والريادة والثبات والخير والنماء -.. وعزل هؤلاء الشباب عن أئمتهم وولاة أمورهم، وتشكيكهم في علمهم، وتشجيعهم على العصيان وعدم الطاعة لهم... غير مدركين خطورة أفعالهم ومدى الضرر الذي يلحق بصنيعهم ليس على الدولة فحسب بل على الإسلام وأهله أجمع.
وأشار أ. د الدريويش إلى أن أئمتنا وعلماءنا رجال مواقف، وأصحاب ثوابت، ومبادئ سامية، وإدراك للمصالح والمفاسد والمقاصد العامة والخاصة للشريعة الإسلامية... وتقدير للغايات والأهداف العامة من التشريع... مع فقه في الدين، وعمل بالتنزيل، ونظرة ثاقبة، وحكمة بالغة، وإفتاء بعلم وبصيرة، وترسيخ لمفهوم الأمن الفكري في المجتمع والدولة الذي يهدف إلى توفير الأمن والسلام والطمأنينة للجميع ضد كل الاتجاهات ذات الطابع الفكري وغير الفكري التي من شأنها أن تقوض البناء الفكري القويم للمجتمع، وإحلال أفكار ومفاهيم بديلة هزيلة، وربما ضالة أو منحلة ذات أهداف وأبعاد شخصية أو مناهضة للدين والقيم والأخلاق... وقد تتعارض مع الدين والشرع أو العقل... ينساق وراءها ضعيف الدين والإرادة.
وأكد أن هذا الدين دين الفطرة ليس لأحد أن يكلف الناس فوق طاقتهم، أو فوق ما تحتمله طباعهم وفطرهم السليمة، قال تعالى:(لا يكلف الله نفساً إلا وسعهاً)، وهو دين الوسطية والاعتدال، قال تعالى:(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)... فالإسلام في أحكامه وأدلته ومبادئه وتشريعاته دائماً يحذر من المصير إلى أحد الانحرافيين: (الغلو أو الجفاء... فإن الجفاء في نفس الوقت يعد غلواً)
وأضاف(الغلو، غلو في الإفراط، وغلو في التفريط ؛ أي أن من خرج عن حدود الشريعة بسلوكيات وأفكار- وإن كانت غير متشددة - ولكنها مخالفة للدين وذهب ينادي بها، ويُسفِّه غيره، ويتعدى حدود الله ؛ فإن ذلك يعد غلواً، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:(إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شي فاجتنبوه)...
وزاد( لنحذر كل الحذر من أن يخترق أعداء الدين والملة والوطن والأمة - أمننا الفكري بهدف إبعادنا - وبخاصة شبابنا، عن المعتقد الحق، ومنهج أهل السنة والجماعة، والنيل من أمننا ووحدتنا وثوابتنا الإسلامية ؛ لأنهم يدركون أثر ذلك في قوة الأمة وعزتها وتماسكها واستقامتها على الجادة... فلابد من قطع الطريق عليهم، وكشف خططهم، وتحصين الشباب ضد مخططاتهم، وتأمينهم فكرياً بسياج منيع وحصين وقوي ضد هذه المخططات والتيارات المرسومة المتنوعة السبل والوسائل... وترسيخ المفاهيم الصحيحة فيما يتعلق بالجهاد وغيره من القضايا والمستجدات والنوازل.. وتحذيرهم من المفاهيم الخاطئة حيال ذلك).
وأوضح أن أمن المجتمع فكرياً يعد من أهم الوسائل لمكافحة الإرهاب والإفساد ومحاربته والوقاية منه بكل وسائله وأشكاله... لأنه يضطرب إذا فقد الشباب مرجعيتهم العلمية والدينية، وحصل التخبط والخلط، وكثر الهرج والمرج، وأُخذ العلم ممن هبّ ودب، وكثر الخوض في مسائل وأمور وقضايا هي من اختصاص أهل الحل والعقد، وادعى العلم من ليس من أهله، ورأى أنه أهل له، وأنه يعلم مالا يعلمه غيره من الأكابر ممن سبقه علماً وفقهاً وسناً.. والعكس هو الصحيح.
وأكد أن العلماء والدعاة ورجال العلم والتربية والتعليم معنيون خاصة بتوطيد الأمن الفكري في حياض الأمة.. كما أنهم معنيون ومسئولون عن توطيد الأمن الداخلي فكرياً، مع ما تقوم به أجهزة الأمن الداخلي الرسمية أو النظامية من مهام ووظائف جسيمة لا تخفى على ذي لب وبصيرة لاسيما عملها المركز المتواصل في تثبيت الأمن واستتبابه سلوكياً وخلقياً وانضباطاً.. ومكافحة الجريمة بشتى أشكالها وأساليبها وفنونها....، والأفكار الضالة أياً كانت..
(الجهاد لا يكون إلا بشروط)
وقال د. عزام بن محمد بن سعد الشويعر عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بأن الجهاد من الأمور التي إهتم بها الإسلام ووضع لها القواعد والأحكام المنظمة لما يترتب من استحلال للدماء والأموال والأعراض، ولم تطلق الشريعة الأمر، بل جعلت لهذه الشعيرة مقاصد وشروطا وضوابط بيّنها رسولنا صلى الله عليه وسلم وشرحها العلماء في كتب الفقه باسم الجهاد، فالشباب اليوم فهموا أحكام الجهاد فهماً عاطفياً حماسياً، نتج عن ذلك القتال غير الشرعي أضرار على بلاد المسلمين وهو ما نراه ونشاهده ونسمعه اليوم من القلاقل والفتن والاضطرابات وتفريق للصف وتبادل الاتهامات، ومنع وصول المساعدات عن الأيتام والأرامل وطلبة العلم والاعتداء على الدماء المعصومة من المسلمين وغيرهم، أما ضرره على النفس فمن قتل في قتال فتنة أو قتال محرم شرعاً فقد باء بإثمها من أفتاه ويتحمل وزره العظيم يوم القيامة ولا يقال له أنه شهيد لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقال فلان شهيد، وكيف وقد مات في قتال لم يبحه الشرع أو قتال فتنة، سبب ذلك أن الشباب اعتمدوا على أقوال وكلمات من لم يبلغوا في العلم مبلغاً يميزون فيه الحق والباطل وبين المصلحة والمفسدة، فكانت النتيجة أن استدرجوهم وأوقعوا بهم وقدموهم فريسة لأعداء الدين والبلاد.
وأوضح أن الجهاد ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو عبادة وطاعة وقربة إلى الله كالصلاة والصوم، والحج، وشرعه الله لإقامة الدين ورفع راية التوحيد، قال تعالى:{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} "سورة الأنفال آية 49". فالحكمة من فرض الجهاد منع الفتنة ومحق الشرك، أما إذا أدى إلى الفتنة وسفك الدماء فهو محرم شرعاً.
وقال فالجهاد لا يقبله الله إلا إذا تحققت شروطه وضوابطه وانتفت موانعه. ومن أهم الشروط أن يكون خالصاً لله تعالى، فالجهاد لا يكون إلا لله لا رياء ولا سمعة ولا كبرا ولا فخرا ولا من أجل الثناء أو الحمية أو الأرض أو العرض أو المال أو لتحسين الظروف الاجتماعية فتحقيق الإخلاص أمر مهم جداً في الجهاد يجب أن يهتم به، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن رجلاً إعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه البخاري ومسلم.
ومن الشروط التي تقررت عند أهل العلم أن الجهاد لابد له من إذن ولي الأمر وأنه هو الذي يتولى أمر الجهاد وتحت رايته ولا يكون هناك رايات أخرى، فإذا تعددت الرايات حصل الاختلاف فتتناحر بينها ولا يتوصلون إلى شيء فلابد من توحيد القيادة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقي به) صحيح مسلم ففهم الصحابة رضوان الله عليهم ذلك فلم يعقدوا لواء أو راية أو سرية إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف د.الشويعر فبعد هذه الإشارات من أقوال العلماء في بيان أن الجهاد لا يكون إلا بشروط وهي إذن ولي الأمر ووجود راية وقدرة على قتال الأعداء وإذن الوالدين فإننا نوصي أنفسنا وجميع أفراد المجتمع بما يلي:
- 1تقوى الله ومراقبته سراً وجهراً وأن الجهاد إذا خالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مردود على صاحبه قال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
- 2أن نعلم أن تقرير أمر الجهاد قد أوكله الله لأهل الاختصاص من الأمراء والعلماء الموكل لهم الأمر، فلا ينبغي لطالب علم أو غيره التصدر لمثل هذه الأمور يقول تعالى:(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) سورة النساء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية( وفي الجملة فالبحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم) منهاج السنة ج 4ص
- 3.514إننا في نعم عظيمة يجب المحافظة عليها بالشكر قال تعالى:(ولئن شكرتم لأزيدنكم) فنعمة الأمن واجتماع الكلمة من أعظم النعم فالواجب كشف من يريد المساس بأمن البلاد وعقيدته وعدم مجاملته وخاصة ممن يتكلمون في الخفاء ويغررون بأحداث الأسنان ويسعون في الأرض فساداً، يقول تعالى:(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
- 4الواجب الرجوع إلى العلماء الراسخين في العلم لمن وقع في نفسه شبه أو أشكل عليه مسألة في الجهاد أو غيرها وليحذر الفتاوى المجهولة والمشبوهة في المواقع الإلكترونية أو القنوات الفضائية التي تطعن في جهود العلماء بحجة أنهم معطلون للجهاد ومخذلون لأهله داعين إلى القول بالجهاد دون ضوابط وأحكام ثم إن المرجع الذي نوصي به هم أعضاء الإفتاء بدار الفتاء وعلى رأسهم سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ والشيخ صالح الفوزان وغيرهم فلديهم الجواب الشافي الواضح بإذن الله لكثير من المسائل فلا تتردد في زيارة أو الاتصال بهم أو المكاتبة لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.