شدد وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على عزم المملكة على إنتاج الكهرباء بأقل تكلفة من الطاقة الشمسية وهي من بين الجهود التي تعكف المملكة تنفيذها، وقال على إثر مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "تطوير الابتكار في احتجاز الكربون واستخدامه من خلال الشراكات العالمية" في اليوم الثاني من الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض: "لدينا التزام راسخ لتخفيض التكلفة، ونعمل جاهدين حتى نتأكد تماما أن برنامج الطاقة المتجددة سيكون الأساس من أجل الصناعة برمتها". وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الأمر ينطوي على تحديات في الوقت الحالي، ولا سيما في ظل ما تم وحدث في كافة أنحاء المعمورة وتفشي جائحة كوفيد19 وسلاسل الإمداد، ولكن نرى على الرغم من ذلك وبصورة ملحوظة نحن لا نزال نحتفظ بسجل ورقم قياسي وأن نجعل هذا النموذج الصناعي رائد، ولدينا عدد من البرامج والمشروعات التي نطلع بها ونحن عازمون على تقليل التكلفة وخفض منحنى التكلفة وبذلك نحافظ على تنافسيتنا وهذا الأمر خاص بإنتاج الكهرباء حتى يمكننا في هذه الحالة أن ننافس وبالتالي نعمل على تجديد التزامنا الراسخ بتنافسيتنا من حيث السعر وكذلك بالاعتماد على الطاقة المتجددة وتقليل تكلفة إنتاج الكهرباء وهذه ستكون إحدى الوسائل المتوفرة لدينا لجلب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع في المملكة العربية السعودية. وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وفي ظل محاولاتنا ومساعينا فإن الطريق المستقبلي يرتبط ارتباطا وثيقا باستراتيجية الطاقة وما نلتزم به تجاه تحقيق الاستدامة، كما سنواصل العمل من أجل نقاش ومفاوضات بشأن تغير المناخ، وقد بات واضحا بالنسبة لنا جميعا كيف يمكن أن نحقق هذا الهدف وذلك يوضح مدى التزامنا بحل المعضلة الخاصة بتحقيق أمن الطاقة وتوفيرها بسعر معقول واستدامتها وكل هذا يساعدنا للتركيز على الطريق وأن نعي تماماً ونضع أعيننا على تحقيق هذه المخرجات، وأن العالم يشهد المزيد من التعقيد والصعوبة ومن ثم بحاجة إلى إيجاد نظم متقدمة بمخرجات مفصلة ترسم الطريق المستقبلي. وكان وزير الطاقة تحدث عن تحول المملكة من النفط للكيميائيات والسيارات الكهربائية وأن 50% من مكونات السيارات التقليدية أو الكهربائية مصنعة من مواد بلاستيكية، ومع تحسن الدخل في أفريقيا وغيرها من المناطق يرتفع الطلب على السيارات وهو ما يعني الحاجة لطاقة أكثر، وعلينا تقييم الطلب على الطاقة في المستقبل آخذين بعين الاعتبار الزيادة السكانية وكذلك رفع مستوى معيشة الفقراء، والتغير المناخي والاستدامة هي مواضيع دولية لا يمكن حلها على مستوى إقليمي أو وطني، ويجب المعالجة على مستوى عالمي باستخدام أفضل الحلول والخيارات المتاحة ولدينا خيارات متنوعة. وتشدد المملكة بأن أمن الطاقة يتطلب أن يواصل العالم متابعة جميع خيارات الطاقة بما في ذلك الموارد الهيدروكربونية التي غذت الاقتصاد العالمي والاقتصادات النامية لعدة قرون، ولكن هناك تحدٍ في قلب هذه الاستراتيجية يتمثل في كيفية زيادة إمدادات الوقود الهيدروكربوني مع السعي في الوقت نفسه إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتؤكد المملكة بأن التكنولوجيا هي مفتاح حل هذا التحدي وان الاستدامة نتيجة طبيعية لإطار اقتصاد الكربون الدائري الذي تدافع عنه المملكة وسوف تستمر في السعي وراءه وستأخذ زمام المبادرة وستعرض للعالم أنه يمكنها القيام بذلك ويمكن لبقية العالم اتباعه. وقت تركز المملكة على أن التكنولوجيا تعد في صميم الابتكار الحاسم في المستقبل مثل اقتصاد الهيدروجين، واستدامة الهيدروكربونات والبتروكيماويات وأنظمة الطاقة الذكية، وستكون تكنولوجيا الابتكار أمرًا حيويًا لأن المملكة تطلق المبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى توليد نصف احتياجاتها من الطاقة المحلية من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 والطموحات للوصول إلى صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2060 وإذا ساعدت التكنولوجيا يمكن حتى تحقيق ذلك الرقم قبل ذلك التاريخ. وتؤكد المملكة تطبيق نظم تقنيات مبتكرة في تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه وستضطلع بدور رئيس في الجهود العالمية الرامية إلى تقليل الانبعاثات، مع ضمان استمرار تقدم العالم وازدهاره. وتعتمد تقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه على استخلاص ثاني أكسيد الكربون من المصدر أو من الهواء مباشرة، ثم يتم نقل تلك الانبعاثات وتخزينها في باطن الأرض، أو تحويلها إلى منتجات مفيدة. ويقول خبراء الطاقة في العالم إن المملكة تتجه لتكون المشرعة في توجهات الطاقة النظيفة، وتنفذ البلاد حالياً عدة تقنيات منها تقنية استخلاص الكربون ويجري تطوير هائل لهذه التقنيات، وتؤكد المملكة ما تقوله فعلاً في تحولها الضخم للطاقة النظيفة وهي تستشهد بإنشاء مدينة نيوم المواكبة للثورة التكنولوجية الإلكترونية النظيفة التي تقوم على الطاقة الهيدروجينية وقوداً لوسائل النقل معززة بذلك جهود العالم لحماية المناخ وطبقة الغلاف الجوي لكوكب الأرض من خلال استخدامها للطاقة النظيفة بكافة اشكالها الصديقة للبيئة.