تقف يومياً في الفترة الصباحية والمسائية، مئات الشاحنات التابعة لشركات النقل البري، المتزامنتين مع دخول وخروج اطلاب والطلاب للمدارس، في مدخلي محافظة الجموم شمال مكةالمكرمة 20 كم عند مدخل المحافظة الشمالي والجنوبي، إلى حين انتهاء فترة حركة طلاب وطالبات المدارس والجامعات، كون طريق الشاحنات يخترق المدينة بما فيها من أحياء سكانية وإدارات حكومية وكليات وجامعات ومدارس ومحلات تجارية. سنوات طويلة تمتد لأكثر من ربع قرن، ومشكلة عبور شاحنات نقل البضائع، بمحافظة الجموم تبحث عن حل جذري ومؤثر، يدعم سلاسل الإمداد ويعزز استثمارات شركات النقل اللوجستي، ويرفع معاناة الأهالي من المرور اليومي المغلف بهاجس مخاوف تعرض الطلاب والطالبات لحوادث الدهس والاصطدام. وتكمن أهمية مرور الشاحنات من محافظة الجموم، أنها المنفذ الوحيد لمرور الشاحنات التي تنقل البضائع ومواد الشحن، من ميناء جدة الإسلامي ومدنية جدة إلى وسط المملكة (الرياض والقصيم) وشرقها (المنطقة الشرقية). وكشفت "جولة الرياض" أمس عن وقوف عدد كبير من الشاحنات على جانبي طريق الجموم - الزيمة، في انتظار السماح لها بمواصلة سيرها. وأغلب شاحنات النقل التي رصدتها الرياض أمس هي شاحنات وقاطرات نقل السيارات والألبان والحليب والمواد الغذائية والأعلاف والحديد والصخور والأثاث والمواشي والمعدات والأسمنت والأخشاب والمحولات الكهربائية. ويعتبر طريق الجموم واحد من أكثر الطرق في المملكة كثافة بشاحنات نقل البضائع والسيارات، فيما زادت أهميته، مع تنفذ مشروع كبير لخدمة النقل اللوجستي وتعزيز سلاسل الإمداد بين غرب المملكة ووسطها وشرقها، وهو توسعة طريق الجموم الزيمة بطول 59 كم تضمن إنشاء ثمانية جسور و165 عبارة صندوقية وقطع ونقل ستة ملايين متر، وثلاثة من الصخور، وإزالة 120 عقاراً ما بين مزرعة ومنزل لتنفيذ المشروع. ومن ضمن الحول البديلة لحل مشكلة مرور شاحنات نقل البضائع بمحافظة الجموم، إقفال الإشارة المرورية وتنفيذ (دورانات) ذكية لتسهيل الحركة المرورية بالطريق الرئيسي والشرياني في المحافظة بتكلفة 1639878 ريالا كحل بديل ساهم في حل أزمة الوقوف الطويل في الإشارة المرورية وطول ارتداد المركبات الواقفة، وإلحاق الضرر ببنية الطريق الرئيسي لمحافظة الجموم، الذي يتعرض بصفة دائمة لبروز طبقات الأسفلت. ولا حل في نظر كثير من المراقبين إلا بتنفيذ طريق دائري بديل للمحافظة لتحويل مسار الشاحنات إليه بلا توقف، يضمن عدم انقطاع سلاسل الإمداد ويعزز استثمارات القطاع. وكانت إمارة منطقة مكةالمكرمة قد شكلت لجنة تضم ممثلين من الأهالي وأمانة العاصمة المقدّسة والمرور ومحافظ الجموم وفرع وزارة النقل بالمنطقة، لوضع الحول الناجعة لتسهيل مرور الشاحنات والصهاريج بعيداً عن اختراق المدينة.
