قفزت إيرادات سوق الأثاث العالمي إلى 709.4 مليارات دولار في عام 2023، ارتفاعاً من 677 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يواصل القطاع مكاسبه، محققاً 800 مليار دولار في عام 2024، حيث ينمو السوق المزدهر بمعدل سنوي مركب قدره 5.9% حتى عام 2030، أي أن القطاع مرشح لتحقيق أكثر من تريليون دولار في نهاية العقد الحالي، ويعود هذا النمو إلى عوامل مختلفة مثل زيادة الدخل المتاح، ونمو قطاعي الضيافة والإسكان، وتطورات صناعة البناء، والطلب المتزايد على الأثاث الفاخر والمتميز في جميع أنحاء العالم، وزيادة الابتكار في المواد والتصميم. من جهة أخرى، تدعم استثمارات البنية التحتية للمكاتب، وتطوير المقرات الإقليمية شراء المزيد من الأثاث المكتبي. يكتسب الأثاث أهميته القصوى من كونه عنصرًا أساسيًا في ديكور المنزل اللازم لدعم الوظائف اليومية الأساسية مثل النوم في الغرف والأكل على السفرة، واستقبال الضيوف في الصالون والمجالس، ولهذا لا غنى عنه في البيوت، ويتم شراؤه بشكل تقليدي من متاجر ومصانع الأثاث وورش النجارة، وفي السنوات الأخيرة، أصبح شراء الأثاث أسهل بسبب توافر المنصات عبر الإنترنت، ومن المتوقع أن تؤدي التجارة الإلكترونية إلى زيادة الطلب على الأثاث، كما أن تطوير الإسكان والبنية التحتية، مثل إنشاء المراكز المجتمعية، وتأسيس المكاتب الهندسية والاستشارية، والمستشفيات، والجامعات والمعاهد الحكومية، تعتبر عوامل داعمة لزيادة الطلب على الأثاث. وبالإضافة للوائح الحكومية الصارمة، وخاصة فيما يتعلق بمواصفات أثاث المستشفيات، حيث تتطلب اللوائح تصميم وتصنيع أثاث تتوافق مع الاشتراطات الصحية، وعلى سبيل المثال، تحدد جمعية الأثاث البريطانية، مواصفات الأثاث الخشبي في المستشفيات بضرورة كونه محكمًا بورنيش شفاف عالي الجودة،على أساس أن الطلاء الشفاف يضمن المتانة، ويتمتع بعوامل مضادة للميكروبات، مما يمنع نمو الكائنات الحية الدقيقة، من جهة أخرى، تدفع النظرة الإيجابية للمستهلكين تجاه حماية البيئة، العديد من الشركات إلى تقديم أثاث متطور وصديق للبيئة، إذ يتم تصنيعه بدون أي مواد مسرطنة أو مواد كيميائية سامة، وعلى سبيل المثال، تقدم شركة سيسكو الأميركية، ومقرها الرئيس مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، تقدم أثاثًا صديقًا للبيئة من خلال فئات مثل المقاعد وغرفة النوم والإضاءة وغيرها من الضروريات، وجميع أثاث هذه الشركة مصنوع من مكونات غير سامة ويستخدم الخشب المعتمد من مجلس رعاية الغابات في الولاياتالمتحدة، مما زاد من شعبيتها في القطاع السكني. هيمنت مدفوعات الأسر من حيث الإيرادات، هيمنت مدفوعات الأسر على شراء الأثاث في عام 2023، ويعد تحول تفضيلات المستهلكين نحو منتجات الأثاث الراقية بفعل التطور التكنولوجي في صناعة الأثاث المنزلي عاملاً رئيسياً يدفع نمو الإيرادات التي تتولد من شراء ملايين الأسر للأثاث حول العالم، ويهتم المستهلكون عادة بتجديد غرف النوم عبر التصميمات الرائجة، ومن المتوقع أن يسجل قطاع المقاعد أو الكراسي معدل نمو سنوي مركب 7.1٪ من عام 2023 وحتى عام 2030، وتعزز موجة شراء المنازل القديمة، والتي تتطلب تجديد الأثاث، نمو شراء المقاعد في جميع أنحاء العالم، حيث تشير الدراسات التسويقية إلى أن جيل الألفية من الشباب يقوم سنوياً بتجديد عدد أكبر من الأثاث المنزلي، مقارنة بالفئات العمرية الأكبر سناً. واستحوذ قطاع الأخشاب على إيرادات الصناعة المهيمنة على القطاع بحوالي 40٪ في عام 2023، ومن المتوقع أن يتسارع هذا النمو لأن الخشب هو أحد المواد الخام المتاحة بشكل طبيعي، ويستخدم في إنتاج جميع أنواع منتجات الأثاث تقريبًا في شتى أنحاء العالم، ويتم إنتاج الأثاث الخشبي في المقام الأول عن طريق معالجة الأخشاب الخام، بالإضافة إلى ذلك، فإن الفئات الثلاث الرئيسة للألواح الخشبية هي الخشب الرقائقي، واللوح الليفي، واللوح الحبيبي، وخلال العام الماضي، شكل سوق الأثاث الفاخر العالمي ما يقرب من 4% من إجمالي الصناعة، ويشير هذا إلى أن قطاع الأثاث الفاخر يلعب دورًا مهمًا في القطاع، على الرغم من أنه يلبي احتياجات شريحة سوقية أكثر تخصصًا. ساهم القطاع السكني بأكبر حصة من الإيرادات تجاوزت 60٪ في عام 2023، ومن المتوقع أن تنمو إسهامات القطاع السكني بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.7٪ حتى عام 2030، مدفوعاً بزيادة الطلب على الأثاث في غرف المعيشة، وغرف النوم، والتي حققت إيرادات قدرها 78.6 مليار دولار في عام 2023، بالإضافة إلى تسارع إنشاء المشاريع العقارية التي بدأتها العديد من حكومات العالم، وخاصة في المناطق الحضرية، مما يعني أن جزءًا كبيرًا من مشتريات الأثاث قام بها مستهلكون من أجل الاستخدام المنزلي، ويشير هذا إلى أن العملاء السكنيين كانوا المحركين الرئيسين للطلب في صناعة الأثاث خلال عام 2023، فضلاً عن ذلك، فإن هيمنة القطاع السكني تسلط الضوء على أهمية فهم وتلبية احتياجات وتفضيلات المستهلكين في سوق الأثاث لتحقيق النجاح والنمو داخل الصناعة. في المقابل، من المنتظر تسارع نمو القطاع التجاري، وذلك بمعدل سنوي مركب 6.2٪ حتى عام 2030، مدعوماً بقوة الطلب على شراء أثاثات المكاتب، والفنادق، وقطاع الضيافة، والمطاعم، والمقاهي، وعلى صعيد المناطق الجغرافية، سيطرت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الأثاث بحصة إيرادات بلغت حوالي 40% في عام 2023، بفضل نمو الدخل المتاح للطبقة العليا والمتوسطة، والتحضر السريع المقترن بنمو صناعة تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى ازدهار قطاع العقارات، وتنامي إطلاق مشاريع الإسكان الحكومية، وعلى سبيل المثال، تعد الصين، درة التاج في المنطقة الآسيوية، فهي أكبر مصدر للأثاث في العالم، حيث تمثل الصين حوالي 41.7% من إجمالي صادرات الأثاث حول العالم، وتعتبر هذه الإحصائيات مهمة للمستثمرين والمصنعين وصانعي السياسات الذين يتطلعون للاستفادة من فرص السوق الواعدة في قطاع الأثاث. أما في أمريكا الشمالية، فقد حقق سوق الأثاث إيرادات تعادل 29.5% من إجمالي الإيرادات، وهذا يعني أن أمريكا الشمالية لاعب مهم في سوق الأثاث العالمي، حيث يقدر حجم سوق الأثاث في أمريكا الشمالية بحوالي 281.1 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 400 مليار دولار بحلول 2030، مسجلاً معدل نمو سنوي مركب قدره 4.9٪، وهنا تبرز الولاياتالمتحدة باعتبارها المصدر الرئيس للإيرادات في سوق الأثاث بالمنطقة، حيث حققت إيرادات مذهلة بلغت 253 مليار دولار في عام 2023. وفي أوروبا، بلغت إيرادات سوق الأثاث 40.9 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تنمو الإيرادات بمعدل سنوي مركب 10٪، مما يرفع حجم السوق الأوروبية للأثاث إلى 66.3 مليار دولار بحلول 2030، وتمثل هذه الأرقام المبيعات الجماعية لمنتجات الأثاث المختلفة مثل الطاولات والكراسي والأرائك والأسرة في مختلف الدول الأوروبية، كما تعمل هذه الإحصائيات كمؤشر رئيس للشركات وواضعي السياسات والمستثمرين في فهم ديناميكيات السوق والفرص المحتملة داخل سوق الأثاث الأوروبي. أما في السعودية، فإن سوق الأثاث يشهد طفرة في الطلب، خاصة على القطع الفاخرة ذات الطراز التقليدي، التي تعبر عن التراث الثقافي للمملكة، وتحديداً، في عام 2023، بلغت إيرادات سوق الأثاث في السعودية 8.6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يحقق القطاع معدل نمو سنوي مركب قدره 4.6٪، ويستحوذ أثاث غرف المعيشة (حجرة المجلس)، على النصيب الأكبر من الإيرادات، بإجمالي 2.8 مليار دولار، وقد استوردت السعودية بحوالي 176 مليون دولار غرف النوم في عام 2023، لتصبح رابع عشر أكبر مستورد لغرف النوم في العالم، وهو المنتج رقم 178 الأكثر استيرادًا في المملكة، وتأتي غرف النوم بشكل أساسي من: الصين (91.6 مليون دولار)، والإمارات(23.9 مليون دولار)، وتركيا (11.9 مليون دولار)، وإيطاليا (10.3 ملايين دولار)، وماليزيا(8.86 ملايين دولار). في المقابل، صدرت السعودية أثاث غرف نوم بحوالي 3.82 مليون دولار في عام 2023، مما يجعلها تحتل المرتبة 57 بين أكبر مصدري أثاث غرف النوم في العالم، بينما يحتل أثاث غرف النوم المنتج رقم 584 الأكثر تصديرًا في المملكة، والوجهة الرئيسة للصادرات السعودية هي: الكويت (2.6 مليون دولار)، والإمارات (349 ألف دولار)، والبحرين (292 ألف دولار)، وعمان (245 ألف دولار)، ولبنان(161 ألف دولار). من جهة أخرى، يبرز الأثاث الطبي في المملكة، بفعل التوسع في قطاع الرعاية الصحية، وإنشاء العديد من المستشفيات والمدن الطبية، والمستوصفات الصحية في كافة المناطق، وقد استوردت السعودية أثاثاً طبياً بنحو 74.5 مليون دولار في عام 2023، لتصبح بذلك في المركز السادس عشر بين أكبر مستورد للأثاث الطبي في العالم، فيما يحتل الأثاث الطبي المرتبة 336 بين أكثر المنتجات المستوردة في المملكة، وتأتي واردات الأثاث الطبي بشكل أساسي من: الولاياتالمتحدة (21.6 مليون دولار)، والصين (19.3 مليون دولار)، وألمانيا (9 ملايين دولار)، وفرنسا (6.6 ملايين دولار)، والتشيك (3.04 ملايين دولار)، في المقابل، صدرت المملكة أثاثًا طبيًا بقيمة 270 ألف دولار في 2023، مما يجعلها في المرتبة 73 بين أكبر مصدري الأثاث الطبي في العالم، ويعتبر الأثاث الطبي المنتج رقم 641 الأكثر تصديرًا في المملكة، وتتضمن الوجهات الرئيسة للصادرات السعودية: الكويت (134 ألف دولار)، وفرنسا (55.6 ألف دولار)، والسويد (42.6 ألف دولار)، وعمان (15.3 ألف دولار)، والبحرين (7.79 آلاف دولار). تقرير د. خالد رمضان