نجحت أندية "روشن" للمحترفين في خوض تحدٍ جديد هذا الموسم بتطبيق قرار اتحاد اتحاد الكرة باللعب بالاجانب الثمانية، بما فيهم حارس المرمى أيضاً، بدلاً من الست أجانب الموسم الفارط. هذا القرار أحدث انفتاحاً مهماً على عالم الاحتراف الحقيقي لدينا، والذي أصبح محط أنظار العالم خصوصاً مع وجود نخبة من أبرز نجوم دوريات العالم الإسباني والإيطالي والإنجليزي وسط شعار "البقاء للأفضل"، إذ قلص وجود العناصر الأجنبية حضور اللاعبين المستهلكين فنياً من المحليين، ويقضي على ظاهرة التدوير الموسمية بين الأندية، ويمنح الفرصة للاعبين الأكثر انضباطاً لحجز مراكزهم باستحقاق، ما يساهم في ارتفاع ذروة المنافسة فعلياً بين اللاعبين المحليين والأجانب، فما بالك بقرار رفع عدد العنصر الأجنبي لكل نادٍ إلى عشر لاعبين بداية من موسم 2025، مع منح الأندية المشاركة في السوبر وكأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الجاري فرصة اللعب بالأجانب العشر في تجربة ستكون مهمة جداً. اتحاد الكرة بهذا القرار وضع الكرة في مرمى إدارات الأندية وأجهزتها الفنية، للبحث أولاً عن الكيف قبل الكم، والاستفادة من التجارب السابقة، التي سجلت فيها اختيارات الأندية للعناصر الأجنبية إخفاقات ملموسة، وإذا ما تجاوزت الأندية هذه المرحلة بكل سلبياتها وملفاتها التي لا يزال بعضها عالقاً في الجهات القضائية الدولية، فإنها ستمضي نحو مرحلة جديدة أكثر رحابة وأوسع أفقاً، تتطلع إلى تكريس الاحتراف بصورة عملية متصاعدة على أسس واضحة في التعاقدات، والاهتمام بأدق تفاصيلها الفنية والقانونية. قرار رفع عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية ثم إلى عشرة لاعبين هو من أهم أهداف "رؤية 2030" التي يشرف على تنفيذها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، للمساهمة في أن يتحول الدوري السعودي إلى دوري بمواصفات عالمية، بمشاركة نجوم من دول عدة، لتقديم مستويات فنية مرتفعة، وخلق منافسة أقوى بين الأندية السعودية، والحد من المجاملات التي كان يحظى بها اللاعبون المحليون، بعقودهم المالية المرتفعة دون فائدة فنية للكثير منهم، إذ لن يكون أمام اللاعب المحلي الآن سوى بذل المزيد من الجهد للمنافسة على مركزه أو التنازل عنه للاعب أفضل فنياً، ما يمنح الفرصة أيضاً لتغيير الفكر الاحترافي من البحث عن المال فقط، إلى تقديم عطاءات فنية مستحقة داخل الملعب. على مسيري العمل الرياضي في اتحاد الكرة دراسة القرار الجديد بعد تطبيقه، وعدم الاستعجال في إصدار أحكام باكرة، أو التأثر بالآراء الناقدة، قبل أن يتم قياس تأثير القرار على المدى البعيد بعد موسمين أو ثلاثة، خصوصاً، وأن ثمار القرار ستكون مستقبلية حتى على صعيد المنتخب الأول، الذي سيصل إليه أخيراً اللاعبون الأكثر جدارة في التفوق على العناصر الأجنبية، أو مجاراتها، وهو ما سيرفع مستوى اللاعب السعودي إلى مستوى المنافسة الحقيقية مع نظيره اللاعب في المنتخبات المتقدمة كروياً على مستوى القارة الآسيوية، أو حتى على الصعيد العالمي. صالح الحبيشي