بات الدوري السعودي هذا الموسم أكثر تغيراً على صعيد الاستقطابات العناصرية الجديدة من اللاعبين، بعد أن ملت الجماهير في المواسم الفارطة، من رؤية أسماء الكثير من اللاعبين المستهلكة فنياً وهي تتنقل من فريق إلى آخر، وتستقر في مراكز عدة، في معظم فرق الدوري، وكان من الطبيعي على المتابع في الماضي أن يرى هذا اللاعب، أو ذاك اللاعب يستبدل قميصاً بآخر، من موسم إلى موسم، وسط مباركة إدارية وفنية، وإهمال واضح من الأجهزة الإدارية والفنية في الأندية، لمخرجات الدوريات السنية، وفي مقدمتها الدوري الأولمبي، الذي أضحى محطة لتنسيق اللاعبين الشباب، أو منحهم بطاقات الإعارة إلى أندية أخرى، لاتعتمد عليهم في الغالب. قرار الاستعانة بستة لاعبين غير سعوديين هذا الموسم، ثم القرار الذي تبعه بمنح الفرصة أمام الأندية للاستعانة بلاعب واحد من فئة مواليد السعودية للمشاركة، سيحد كثيراً من تصاعد ظاهرة تدوير اللاعبين المستهلكين السابقة، التي كانت خطرا فنياً حقيقياً يهدد بروز المواهب في الكرة السعودية، التي افتقدت تواجدهم في المواسم الفارطة، ما أثر سلباً على مخرجات الكرة السعودية في هذا الصدد. والآن باتت الكرة السعودية على موعد جديد مع مرحلة نوعية مختلفة، وضع من خلالها اتحاد الكرة، وبدعم ومتابعة من هيئة الرياضة، الكرة في مرمى الأندية، نحو الاضطلاع بمسؤولياتها الفنية، في تحسين العمل على صعيد الخيارات المتاحة والمميزة من اللاعبين وفق الموهبة أولاً وأخيراً والاعتماد على العناصر الأفضل عطاء في خارطة الفريق، ما يساهم في رفع مستوى المنافسة بين اللاعبين في الفريق الواحد من جهة، ومابين الأندية من جهة ثانية، والمستفيد بطبيعة الحال هو منتخب الوطن.