أجلت البحرية الهندية طاقم سفينة منكوبة في البحر الأحمر قوامه 20 فردا، بعد أن أدى هجوم للحوثيين إلى مقتل ثلاثة بحارة، في أول حادث يسفر عن سقوط مدنيين جراء الحملة التي تشنها الميليشيا اليمنية على طريق الشحن المحوري. وأطلق المسلحون صاروخا على سفينة ترو كونفيدنس، التي ترفع علم بربادوس وتديرها اليونان، على بعد نحو 50 ميلا بحريا، قبالة ميناء عدن، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها. وقال الملاك والمدير في بيان، إن سفينة حربية هندية نقلت جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 وثلاثة حراس مسلحين، إلى مستشفى في جيبوتي بمنطقة القرن الأفريقي. وأوضح الملاك ومديرون أن اثنين من القتلى فلبينيان والثالث فيتنامي، معبرين عن تعازيهم لأسرهم. كما أصيب فلبينيان آخران بجراح خطيرة. وأدانت فيتنام الهجوم، وقالت إن فيتناميا من أفراد الطاقم توفي، لكن الفيتناميين الثلاثة الآخرين في صحة جيدة. وأظهرت صور نشرتها البحرية الهندية طائرة هليكوبتر، تنتشل أفراد الطاقم من قارب نجاة صغير وسط أمواج متلاطمة وتأخذهم إلى سفينة للبحرية. وظهر بعض الجرحى في قاع قارب نجاة تابع للبحرية، حيث جرى إرسالهم لإسعافهم. ونقلوا على محفات للسفينة، وظهروا لاحقا والضمادات تغطي أطرافهم، أثناء إجلائهم إلى مستشفى جيبوتي. وقالت الشركة المالكة للسفينة، وتلك التي تشغلها في البيان "السفينة تنجرف بعيدا عن البر، وتُتخذ ترتيبات الإنقاذ". وقال متحدث باسم الشركتين، إنه تم التوقيع على عقد إنقاذ السفينة، لكنه رفض تقديم تفاصيل أخرى بسبب مشكلات أمنية. ويمضي الحوثيون قدما في حملة هجمات متواصلة على السفن، في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم منذ نوفمبر، فيما يقولون إنه تضامن مع حركة حماس، خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد الحركة في غزة. وقالت اتحادات الشحن العالمية الرئيسة، إن "الخسائر في الأرواح والإصابات في صفوف البحارة المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق". وأضافت أن "تكرار الهجمات على السفن التجارية، يسلط الضوء على الحاجة الملحة لجميع أصحاب المصلحة لاتخاذ إجراءات حاسمة، لحماية حياة البحارة المدنيين الأبرياء ووضع حد لمثل هذه التهديدات". وزادت كلفة التأمين على السفن في رحلة مدتها سبعة أيام عبر البحر الأحمر، بمئات آلاف الدولارات منذ بدء هجمات الحوثيين في نوفمبر. وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيسيل بروتكت المتخصصة في تأمين الشحن البحري، وهي جزء من شركة بن آندررينج، إن أسعار التأمين ضد مخاطر الحرب زادت بالفعل بعد غرق سفينة الشحن روبيمار، بعد أيام من إصابتها بصاروخ للحوثيين في 18 فبراير، وبعد أولى الوفيات في سفينة ترو كونفيدنس. وأضاف "ومن ثم، مقدار ما يمارسون من ضغوط تصعيدية أخرى، سيكون تأثيره على الأرجح محدودا على المدى القصير... لكن هذا يتوقف على كيفية تطور الأحداث من الآن فصاعدا". سلامة البحارة يستخدم الحوثيون طائفة من الأسلحة، تشمل صواريخ باليستية و"طائرات مسيرة انتحارية" على الرغم من الضربات التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على قواعدهم في اليمن، بهدف شل قدرتهم على الهجوم. وطالب ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، وهو اتحاد يقود النقابات المنتسبة ومعترف به على أنه السلطة القائدة للنقل في العالم، بتوفير حماية أفضل. وقال كوتون "لا توجد منطقة توزيع تستحق فقدان حياة البحارة... ندعو الصناعة إلى تحويل مسار السفن للإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح، حتى يصبح العبور الآمن في البحر الأحمر مضمونا". وتمر نحو 23 ألف سفينة سنويا عبر مضيق باب المندب الضيق، الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن بقناة السويس، وهو ما يمثل نحو 12 بالمئة من التجارة العالمية. ويتسبب استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول، في إضافة نحو عشرة أيام لرحلة السفينة مما يؤخر سلاسل التوريد ويزيد التكاليف.