عندما بدأت التعرف على طرق هذه المدينة العظيمة تقدم زميل عزيز لي وذكر لي فكرة عن طريق رئيسي ليبنى فوق الازدحام الذي لا يخفى على أحد من سكان الرياض. عندما تمعنت بالفكرة أخذ عقلي يفكر بكيفية نقل المركبات من طريق مزدحم مثل طريق الملك فهد - رحمه الله - إلى طريق العليا الموازي له. فكرت بالمدّة التي ستأخذ المقاول المعيّن على هذا المشروع العملاق وكيف سيتم إقناع الجهات المختصّة بذلك؟ طرحت أسئلتي على صاحب الفكرة، عندها شعر بأني أجعل من أسئلتي تعجيزات تعيق إنشاء فكرته على أرض الواقع. بينما أنا كنت أتساءل لكي أجد له حلولاً لمشكلات متوقعة، كوني مخترعاً ملمّاً بإيجاد المشكلات وحلها. المشروع كان عبارة عن جسر يمتد فوق الطريق الأكثر زحاماً في الرياض، طريق الملك فهد. يمتد من فوقه ويتصل بالطرق الرئيسية المتقاطعة به من خلال مخارج تنحني إليه. ليس كما هو الآن حيث معظم التقاطعات لها مخارج. على سبيل المثال، الطريق الدائري الشمالي له مخرج، ولكن يمتد الجسر إلى أن يكون المخرج التالي في طريق العروبة، ولا يمكن الانحدار من أي مخرج آخر. يخدم هذا الطريق جميع من يريد أن يقطع هذا الطريق الذي يصل الرياض من شمالها إلى جنوبها لمسافات طويلة. ويسمى بالطريق السريع، حيث يستمر الطريق الرئيسي كما هو، وطريق الخدمة كما هو أيضاً. لم نتمكن من إحصاء المنفعة المحتملة من هذه الخطة؛ كون أن المحادثة التي حدثت بيني وبين زميلي ثبطت من عزيمته، وجعلت منه رجلاً لا يقدّر أفكاره ولا يعتبر للمشكلات التي تحلها أفكاره الإبداعية. هناك خطط من الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض بزيادة الطاقة الاستيعابية للطريق وإصلاح ما يمكن من العراقل لتأهيله للطاقة الاستيعابية المستهدفة. كذلك سيتم تطوير المباني المحيطة به ليتم تجميل الطريق. الفكرة لم تطرح على حد علمي، ولكن المشروع سيساهم في عدد من الأهداف الرئيسية التي طرحها زميلي قبل أكثر من عقد. زميلي طرح الفكرة لي فقط، ولم يتواصل مع الجهات المختصّة لتطوير مدينة الرياض أو شوارعها الخلابة. هناك عدّة أسباب خلف ذلك ولكن طرح العوائق له وسؤالي عن كيفية حلّه كان سبباً رئيسياً في تثبيط عزيمته وطموحاته لإصلاح الشريان الرئيسي في شبكة طرق الرياض. يجب علينا أن نستوعب أن افكارنا ستظهر فقط إن عملنا عليها لكي تظهر. يجب علينا أن نسعى إلى إيجاد العوائق التي ستوقف مجهوداتنا قبل أن نتفاجأ بوجودها. ويجب علينا أن نعمل على إيجاد حلول لهذه العوائق لكي لا يوقفنا شيء سوى الله وقدرته هما من يمكن إيقاف افكارنا ومشاريعنا.