بيشان: أتمنى من (ابن نافل) إطلاق اسم (بندر) على مرفق هلالي تميز نادي الهلال طوال تاريخه العريق والحافل بالألقاب والبطولات الخالدة برموز وشخصيات رياضية واجتماعية بارزة ضحت من أجله وخدمته بإخلاص وبذلت الغالي والنفيس من أجل إعلاء شأنه واستمرارية توهجه في سماء البطولات وامتداد علاقته الوطيدة بمنصات التتويج. ومن أشهر تلك الشخصيات التي قدمت أروع الأمثلة في الوفاء لأنديتها وتضحياتها البارزة وخدماتها الجليلة يبرز اسم الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير -رحمه الله- الذي رحل قبل 10 أيام، وتأصلت قيمه الوفائية مع البيت الهلالي منذ 47 عاماً تمثل عمر علاقته وارتباطه العملي بهذا الكيان العملاق، وساهمت تلك الخدمات الكبيرة التي قدمها هذا الرمز الخالد في تعزيز بناء ناديه منذ ذلك الوقت وتميزت بتأسيسه قبل 45 عاماً ودعمه مادياً ومعنوياً لمدرسة الهلال الكروية التي قدمت للهلال وللمنتخبات السعودية الثلاثة.. أجيال من النجوم والمواهب فضلاً عن تسع بطولات محلية وخارجية قاد ناديه لتحقيقها خلال فترته الرئاسية بين عامي 1417-1420ه. وللحديث عن بعض الجوانب الإيجابية للرمز الهلالي الراحل والدعم الكبير الذي قدمه للزعيم.. تحدث ل(الرياض) اثنان من المقربين الهلاليين له.. وفي البداية يقول الأستاذ فهد المليفي الإداري السابق في نادي الهلال الذي عمل مع ثلاثة رؤساء.. الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن ناصر والأمير عبدالله بن سعد -رحمهم الله- في الفترة من عام 1398ه حتى 1404ه من خلال جهاز الكرة الإداري والمعسكرات بالنادي وقبلها في عام 1397ه بدأ مشواره مع الهلال عضواً في رابطة المشجعين التي كان يرأسها الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز ونائبه الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- ثم انتقل للعمل في إدارة الكرة مع أسطورة هلال الثمانينات الهجرية مبارك عبدالكريم -رحمه الله- ثم مع الكابتن سلطان مناحي -رحمه الله- وانتهاءً بإدارة الكابتن سلطان بن نصيب. 47 عاماً من العلاقة الوطيدة يتحدث فهد المليفي عن بداية معرفته بالأمير الراحل قائلاً: «بداية علاقتي بسموه قبل 47 عاماً في الطائف إذ كنا في ضيافة المرحوم الأمير عبدالله بن سعد برفقة اللاعبين سلطان النصيب وصالح النعيمة وعبدالله العمار -شفاه الله- وأبو حطبة في شهر رمضان 1398ه، وكان الأمير بندر حاضراً وتوطدت العلاقة معه أكثر في العام التالي واستمرت منذ ذلك الحين. دعم لاعبي الهلال في المنتخب وعن الذكريات التي ما تزال عالقة في ذهنه مع الأمير بندر حينما كان ملازماً له في سفره ومرافقاً له في النادي وفي بيته أجاب الإداري الهلالي السابق المليفي: «كان الفقيد كريم اليد والنفس وله مواقف داعمة وغير معلنة إعلامياً وخصوصاً في مساعدته للاعبين مادياً وأذكر منهم مجموعة من لاعبي الهلال كانوا في معسكر للمنتخب استعداداً لدورة الخليج قبل 40 عاماً، وحرص سموه على مساعدة كل واحد منهم بمبلغ خمسة آلاف ريال، وأذكر منهم صالح النعيمة وفهد المصيبيح وحسين البيشي وعبادي الهذلول». دعم الجربوع في اعتزاله ومن المواقف الشهمة للأمير بندر تبرعه بمبلغ 80 ألف ريال للكابتن عبدالله الجربوع عند اعتزاله اللعب دون أن يعلم أحد أنها من سموه، وحاولنا أنا وأخي سلطان النصيب سؤال الأمير بندر عن هوية المتبرع لكنه رفض الإفصاح عنه مكتفياً بالقول إنها من شخصية هلالية شرفية رغم يقيننا أنه المتبرع بالمبلغ -رحمه الله-. كافأ اللاعبين قبل الكأس ومن مواقفه الشخصية الداعمة التي لا تنسى قيامه في معسكر الفريق عام 1423ه بتقديم مكافأة بمبلغ 20 ألف ريال لكل لاعب هلالي تحفيزاً لهم قبل خوضهم المباراة النهائية على كأس الملك أمام الاتحاد بجدة في عهد رئاسة الأمير سعود بن تركي، وكان دعم الأمير بندر خير تشجيع لهم لتحقيق الكأس الذي توجوا به. أفسد صفقة الهويدي على النصر وعندما تولى الأمير بندر رئاسة النادي عام 1417ه حرص على دعم الفريق باللاعبين المميزين وكان من بينهم الهداف الكويتي جاسم الهويدي الذي حرص على استقطابه بعدما عرف أن الجار النصر في طريقه للتعاقد معه، وأذكر أنه قال لي بالحرف الواحد عندما عرف بذلك «لا يهمونك». من باريس إلى الكويت وأذكر أن الأمير بندر حينها كان يقضي إجازته الصيفية في باريس واتصل بي من هناك طالباً مني إحضار أوراق معينة من منزله لإتمام صفقة الهويدي والتوجه بها إلى الكويت إذ أخبرني أنه سيتوجه أيضاً على متن الخطوط الكويتية من فرنسا إلى الكويت لإنهاء إجراءات هذا الموضوع العاجل وبالفعل وصل الكويت وكان في استقباله بالمطار رئيس نادي السالمية الشيخ خالد اليوسف الصباح الذي تربطه بالأمير بندر -رحمهما الله- صداقة قوية وهو ما ساهم في سرعة إتمام صفقة انتقال الهويدي للهلال وحضر اللاعب في اليوم التالي للرياض وانخرط في تمارين الزعيم وسط ذهول النصراويين ودهشتهم لتغيير مسار الهويدي للهلال. والحقيقة أن المواقف الإيجابية للأمير بندر -رحمه الله- لا تعد ولا تحصى ورحيله بلا شك خسارة موجعه لنا كهلاليين، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. بندر عاشق للرياضة والرياضيين أما المدرب الوطني السابق بيشان البيشان الذي يعد واحداً من الأصدقاء المقربين للأمير بندر فيقول ل(الرياض): «بداية أعزي الرياضيين عامة والهلاليين خاصة في فقيدنا الغالي الأمير بندر بن محمد رحمه الله رحمة واسعة وجعل ما أصابه طهوراً وأجراً، والرمز الراحل من أعز الناس وأطيبهم.. صدوق صادق طاهر النفس واجتماعي من الطراز الأول يغمرك بطيبة قلبه وتواضعه الجم وهو ما أكسبه احترام وتقدير الأوساط الرياضية على مختلف ميولها إذ لم يكن يفرق بين أحد في التشجيع وعاشق للرياضة والرياضيين». دفع إيجار المدرسة 10 سنوات الأمير بندر يعجز اللسان عن وصف صفاته الشخصية فقد أتعب نفسه وأشقى حياته في سبيل خدمة الكيان الهلالي وصرف عليه أكثر مما صرف على غيره، وقد تشرفت بالعمل تحت إدارته مدرباً وطنياً في مدرسة الهلال الكروية وكان يدفع إيجار مقر وملعب المدرسة الأول في حي الملك فهد لمدة 10 سنوات ويصرف عليها من جيبه الخاص؛ مكافأة اللاعبين وشراء الملابس والمستلزمات؛ فضلاً عن رواتب فطاحله المدربين العالميين الذين استقدمهم للمدرسة، ولم يكن يقبل أن يدفع أحد أي مصاريف أو دعم للمدرسة حيث تكفل بكل مصاريفها والتزاماتها المالية. شخصية متواضعة في كل المواقف ومن المواقف التي تكشف تواضعه، في أحد الأيام كنت أقود سيارته وكان بجانبي وطلب مني أن أعكس السير في شارع فرعي دون انتباهي لذلك لأفاجأ بدورية مرور توقفني وكان سموه بجانبي وانتظرت أن يعرّف للشرطي بنفسه لكن الأمير بندر لم يتكلم ومن حسن الحظ أن الشرطي عرفه فابتسم وسمح لنا بالمرور. (بيشان) 11 سنة في تدريب المدرسة وعن قصة انضمامه لطاقم الجهاز التدريبي لمدرسة الهلال الكروية أجاب المدرب بيشان: «حدث ذلك بعد فوز فريقي الدرعية على الوحدة في دور الثمانية لكأس الملك عام 1404ه وكسبنا الفرسان في مباراة تاريخية ولعبنا عقب ذلك أمام الاتحاد وبعدها اقترح الأخ سلطان بن نصيب على الأمير بندر الاستعانة بخدماته التدريبية فلم يمانع سموه وبارك لي العمل مع المدرسة وتشرفت بالعمل مع قدرات تدريبية عالمية كانت في المدرسة آنذاك أمثال الراحلين: اليوغسلافي بروشتش والإسباني كوبالا والمصري طه الطوخي -رحمه الله- وأمضيت 11 عاماً في المدرسة وبعدها انتقل مقر إقامة الأمير بندر من الرياض إلى جدة جلست بعدها عامين مع الهلال ثم استقلت وتركت التدريب. إطلاق اسم بندر على مرفق هلالي وفي ختام حديثه اقترح المدرب السابق بيشان البيشان على رئيس الهلال الأستاذ فهد بن نافل تخليد ذكرى الأمير بندر بن محمد تقديراً لدعمه السخي لمسيرة النادي وتكريماً لعطاءاته وتضحياته بإطلاق اسم الأمير بندر على أحد مرافق النادي. وأضاف بيشان قائلاً: «كما اقترح على اتحاد الكرة تكريم اسم الأمير بندر بن محمد تقديراً لما قدم من نجوم ومواهب من مدرسة الهلال الكروية للمنتخبات السعودية في العقود الأربعة الماضية». المدرب بيشان مع نجم الهلال السابق محسن بخيت في باريس 1445ه الأمير بندر مع فهد المليفي وسلطان بن نصيب في سويسرا 1405ه الرئيس الألماسي في لقطة تذكارية مع كأس الملك 1404ه ويظهر خلفه الأمير فيصل بن يزيد وبجانبه الأمير عبدالعزيز بن هذلول وفهد المليفي الأمير بندر متوجاً بكأس فروسية وإلى جانبه الأمير بدر بن عبدالعزيز -رحمه الله- والأمير سلطان بن محمد «شفاه الله» والأمير متعب بن عبدالله عام 1414ه فريق مدرسة الهلال الكروية يتوسطه الأمير بندر والمدرب كوبالا والمدرب الطوخي 1412ه (أرشيف: منصور الدوس) مع الأمير عبدالله بن سعد -رحمه الله- والأمير سعود الثنيان في إحدى المناسبات الهلالية 1407ه الأمير بندر في زيارة للكويت مع الشيخ أحمد اليوسف والزميل محمد العمرو مقر الهلال بالناصرية شهد بداية ارتباط الأمير بندر بالنادي عام 1398ه