إن التوثيق والرصد للمنجز الحضاري والتنظيمي والمعرفي والفكري الذي شهدته المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- لهو أمر مهم، ورسالة يجدر بنا ككتاب وباحثين العمل عليها، وهو ما يقدم جزء منه كتاب: «الأنظمة والتعليمات القانونية المنشورة في أم القرى» والذي نشرنا عنه خبراً موسعاً في هذه الصفحة. حيث إن هذا العمل البحثي الذي قلما نجده، في محركات البحث المتاحة، يساهم في إبراز جزءاً من تلك المنجزات العظيمة، وتقديمها للآخرين، وللأجيال القادمة، عما تقوم به الدولة من جهود جبارة في بناء كيان دولة عظيمة أصبحت اليوم تنافس الدول العظمى في كثير من الجوانب الجوهرية، فهي تنافس في الحكومة الإلكترونية من خلال رؤية المملكة 2030 التي بدأت بالتحول الوطني الذي انتهى وحقق أهدافه في العام نفسه المقرر له 2020 وكذلك «الحوكمة» وما تم بها من منجز مهم، وما يجري على مستوى تطبيقات الذكاء الصناعي، والمدن الذكية في منطقة نيوم، ومنظومة العمل التقني والصناعي والاقتصادي، والطاقة البديلة، والعمل التنموي، ومستهدفات تحقيق الرفاه وجودة الحياة للمواطنين، الذي تشهده المملكة هذه الأيام. إلى جانب النجاح العظيم الذي حققته المملكة أثناء جائحة كورونا، على الصعيدين الوقائي، والتنموي الذي جعل منها قادرة على مواصلة المسيرة التعليمية، والتنموية على حد سواء، ودون توقف، في الوقت الذي توقفت فيه الحياة، وشلت فيه الحركة العالمية تماماً، عبر منصات التعليم التي مثلت منجزاً سعودياً مبهراً للعالم، والمنصات الأخرى الكثيرة التي جاءت بهدف خدمة الوطن والمواطن. ذلك كله يأتي عبر ما تنجزه العقول السعودية الواعية، من أصحاب الخطط الاستراتيجية الذين يعملون على صناعة القرار ضمن فريق عراب رؤية المملكة سمو ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظه الله. الحديث عن رؤية المملكة يحتاج إلى مجلدات عديدة، لكن أبرز منطلقاتها تتركز في التالي: مجتمع حيوي - اقتصاد مزدهر- وطن طموح، ويشتمل كل محور من تلك المحاور الثلاث على عدة محاور فرعية. يقوم محور المجتمع الحيوي على القيم الحضارية والثقافية الفريدة للمملكة ويشتمل على أهداف والتزامات تهدف إلى تطوير الهوية الوطنية الراسخة للمملكة العربية السعودية. إن معدلات النجاح في تحقيق أهداف الرؤية المباركة التي هي اليوم في نمو متصاعد، يلاحظها كل راصد أو متتبع لتنفيذ أهدافها، وأنها سوف تحقق مؤشرات عالية في غضون السنوات القلائل القادمة، لتصل إلى كافة أهدافها قبل موعدها المحدد كما يبدو للمتابعين. واليوم نحن بحاجة إلى إبراز هذه المنجزات الكبيرة، إعلامياً وتوثيقياً عبر كتابنا وباحثينا الأكفاء، ويداً بيد سوف نعمل على المساهمة في دفع عجلة النمو الحضاري لدولتنا العظيمة.
