قال عدد من المراقبين إن وجود جو بايدن نائبًا للرئيس أوباما يعني أن الرئيس لديه شخص يتمتع بسنوات عديدة من الخبرة في السياسة الخارجية، وتجاهلوا أنه -خلال هذه العقود من الخبرة- ارتكب أخطاء في قضايا السياسة الخارجية مرارًا وتكرارًا. جو بايدن الذي شغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لمدة ثماني سنوات، كان محل انتقاد أصدقاء الحزب الديموقراطي وأعدائهم على حد سواء، وفي هذا السياق قال روبرت جيتس وزير الدفاع السابق في عهد الرئيس أوباما: "أعتقد أن الرئيس بايدن كان مخطئًا في كل قضية رئيسة تتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي تقريبًا على مدار العقود الأربعة الماضية". وكذلك قال الكاتب المحافظ تشارلز كراوثامر في عام 2012: "نائب الرئيس على مدى السنوات الثلاثين الماضية يحمل الرقم القياسي الأميركي؛ لكونه مخطئًا في معظم القضايا المتعلقة بالشؤون الخارجية على الإطلاق.... إنه "هربرت هوفر" في السياسة الخارجية الأميركية". تم انتخاب جو بايدن لأول مرة لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي في عام 1972، وهو العام الذي فاز فيه ريتشارد نيكسون بالرئاسة في ولايته الثانية. وفي أبريل 1975 أمر الرئيس جيرالد فورد ببذل جهود ضخمة لإنقاذ الآلاف من الفيتناميين الجنوبيين الذين ساعدوا الولاياتالمتحدة خلال الحرب. اعتقد فورد أن لدى الولاياتالمتحدة التزامًا أخلاقيًا باحترام حلفائها في فيتنام الجنوبية، الذين كانوا مخلصين لها حتى النهاية المريرة. لقد كان ذلك من ضرورات السياسة الخارجية، إذا كان لحلفاء الولاياتالمتحدة أن يثقوا بقيادتها في المستقبل، فيتعين على حكومتنا أن تفي بكلمتها. كان بايدن المبتدئ في السياسة الخارجية في ذلك الحين، يحتقر مخاوف فورد الأخلاقية، ويستبعد الضرر المحتمل الذي قد يلحق بعلاقات الولاياتالمتحدة مع حلفائها. وكان من أشد المعارضين في مجلس الشيوخ للمساعدة الأميركية للاّجئين الفيتناميين الجنوبيين. بعد عقود من الزمن يعود جو بايدن لينفذ وجهة نظره خلال الانسحاب الكارثي من أفغانستان، والذي أحدث صدعًا كبيرًا في ثقة حلفاء واشنطن بالجيش الأميركي والقيادة في البيت الأبيض، وهو ما كان يخشاه الرئيس جيرالد فورد. في خريف عام 2002، كانت إدارة بوش تضغط من أجل الحصول على سلطة واسعة النطاق للتحرك ضد صدام حسين، زاعمة بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل. شكك بعض الديمقراطيين في التهديد المعلن الذي تشكله العراق، وشعروا بالغضب من الطلب الواسع النطاق الذي قدمه الرئيس جورج دبليو بوش. يعد بايدن واحدًا من 77 عضوًا في مجلس الشيوخ الذين سمحوا باستخدام القوة العسكرية في العراق. وبعد ما يقارب عقدين من الزمن، قال بايدن ذاته: "إن التصويت لصالح الحرب كان خطأً كبيرًا". بوصفه نائبًا للرئيس، قاد بايدن في عام 2010 سياسة إدارة أوباما في العراق، حيث توقع أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أيد إعادة انتخابه سيمدد اتفاقية وضع القوات، وأن العراق ستكون "أحد الإنجازات العظيمة لهذه الإدارة". كلا التوقعين لم يتحققا، ولم يتم التوصل إلى الاتفاق مع العراق، وسحب أوباما جميع القوات الأميركية من البلاد في العام التالي؛ وسرعان ما استفاد تنظيم داعش من فراغ السلطة للسيطرة على مساحات واسعة من العراق وسورية. بايدن كان من أكثر الداعمين للاتفاق النووي الإيراني الفاشل في عام 2015 خلال رئاسة أوباما، ذلك الاتفاق المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وهو اتفاق تم التوصل إليه بين إيران والعديد من القوى العالمية بقيادة الولاياتالمتحدة. وبموجب شروطه، وافقت إيران على تفكيك جزء كبير من منشآتها النووية. وفتح منشآتها أمام عمليات تفتيش دولية أكثر شمولاً مقابل تخفيف العقوبات ومنح إيران 150 مليار دولار. ولكن في نهاية المطاف حققت إيران مكاسب دون الالتزام بشروط الاتفاقية الأمر الذي ساهم في زعزعة الاستقرار وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط. وبالرغم من ذلك الفشل كانت العودة للاتفاق واستجداء إيران من أهم الملفات على طاولة بايدن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في عام 2020! لم يقتصر عدم كفاءة بايدن في الشؤون الخارجية على الشرق الأوسط وآسيا، ولكن امتد إلى روسيا أيضًا. ففي عام 2010، أبلغ مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر البيت الأبيض أن المكتب حدد هوية أربعة "أزواج جواسيس" روس يعيشون في الولاياتالمتحدة، واستأذن بالقبض عليهم. عارض نائب الرئيس (بايدن) الفكرة بشدة؛ احتجاجًا بأن "توازن مصالح أمننا القومي يميل بشدة إلى عدم خلق أي خلاف" مع الروس. تم تجاهل رأي بايدن والقبض على العملاء الروس وإعادتهم إلى روسيا في عملية تبادل للأسرى. بعد فوز جو بايدن بمنصب رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية في عام 2020 تكشفت معلومات خطيرة تتعلق بنجله هانتر، وتشير تلك المعلومات إلى تورط الابن في أعمال تجارية مشبوهة مع الصين وأوكرانيا، تحصل منها على ملايين الدولارات. وما زال مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في هذه الأعمال التي قد يكون جو بايدن متورطًا فيها عندما كان نائب الرئيس أوباما. وفي حال ثبوت ذلك، يعني هذا أن السياسة الخارجية للبيت الأبيض تلقت ضربة في مقتل. اليوم جو بايدن صاحب الإخفاقات المتكررة في مجال الشؤون الخارجية يقود العالم إلى مصير مجهول غابت فيه بشكل غير مسبوق الدبلوماسية والحنكة في إدارة الصراعات، العالم أصبح يتحدث عن حرب واسعة النطاق بعد أن فتحت إدارة بايدن جبهات عسكرية مع روسيا والشرق الأوسط، وقد تصل المواجهة إلى منعطف خطير بين دول تملك السلاح النووي. وفي هذا السياق علق الإعلامي المخضرم في قناة فوكس جيسي واترز: "العالم على حافة الهاوية والبيت الأبيض يشعر بالذعر لأن جو بايدن هو الرئيس... الولاياتالمتحدة ترعى الآن حربًا مزدوجة بالوكالة ضد الروس... الصين تتطلع إلى تايوان، وتم اكتشاف أسلحة كورية شمالية للتو في غزة... أصدرت وزارة الخارجية تحذيرًا من السفر إلى جميع أنحاء العالم إلى جميع البلدان... متى آخر مرة حدث فيها ذلك؟... الأميركيون ليسوا آمنين حتى في فرنسا". وفي ذات السياق قال صاحب منصة "أكس" العالمية إيلون ماسك: "أعتقد أننا نسير دون وعي نحو الحرب العالمية الثالثة". هذه الممارسات والإخفاقات من قبل جو بايدن تهدد وتقوض كل الجهود التي بذلتها الأممالمتحدة عبر العقود الماضية في مجال السلام والتنمية المستدامة!