أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يوم الأحد الماضي، أنه لن يشارك في مناظرات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي تبدأ الأربعاء، منهياً أسابيع من التكهنات المحمومة. قرار ترامب يأتي على خلفية تقدمه الكبير على منافسيه في استطلاعات الرأي الأخيرة، وفي هذا السياق غرد ترمب عبر منصته "تروث سوشيال": "استطلاع جديد لشبكة سي بي إس، أظهر بأني متقدم بفارق كبير (46 %) عن باقي المنافسين، جعلني أتصدر الميدان بأرقام "أسطورية". بالرغم من أن ترمب يربط قراره بعدم المشاركة في مناظرات الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، إلى تقدمه في استطلاعات الرأي، إلا أن الأمر أعمق من ذلك. دونالد ترمب يعاني من مشكلات قانونية ستكون مادة دسمة يمكن توظيفها من قبل منافسيه خلال المناظرة، للتأثير على شعبيته، والأخطر من ذلك استغلال تلك القضايا المثيرة للجدل من قبل مدير الحوار-الإعلامي المخضرم بريت باير، التابع لقناة فوكس نيوز، وهو المقدم الذي لم يعرف عنه التعاطف مع دونالد ترامب، على النقيض من أغلبية الإعلاميين الذين يعملون في مؤسسة فوكس الإعلامية. وخير شاهد على وجهة النظر هذه، إلغاء مؤتمر صحفي من قبل ترمب كان يهدف إلى الطعن في اتهامات ولاية جورجيا له بالتدخل في الانتخابات. وفي ذات السياق، يوعز بعض المراقبين قرار ترامب مقاطعة المناظرة الرئاسية الجمهورية، إلى حرصه على عدم التصادم مع منافسيه أمام شاشات التلفزيون، وخسارة أصوات مؤيديهم خلال الانتخابات الرئاسية، أمام مرشح الحزب الديموقراطي، والذي سيكون في الغالب جو بايدن. هذه الخطوة الاستراتيجية اذا صح التعبير تأتي على أثر الدروس المستفادة من الانتخابات الرئاسية في 2016. فرص ترامب بالفوز ببطاقة الحزب الجمهوري عالية جداً، وذلك لكونه خدم في فترة سابقة، ولكن هل يتمكن من الفوز بالبيت الأبيض مرة أخرى؟ ويحقق ما حققه الرئيس السابق ستيفن جروفر كليفلاند، الذي يعد الرئيس الوحيد في تاريخ الولاياتالمتحدة الاميركية الذي خدم في فترتين غير متتاليتين من 1885 إلى 1889 ومن 1893 إلى 1897. .