يتعرّض عشرات الملايين من الأشخاص لموجة حر شديد تستمر الأحد في نصف الكرة الشمالي مع حرائق عنيفة في كاليفورنيا، بينما تشهد آسيا أحوالاً جوية سيئة بشكل استثنائي، في تجلٍّ جديد لظاهرة الاحتباس الحراري. وفي أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقًا لخبراء، تعاني العديد من البلدان في بداية الصيف. وقالت ليلو دا كوستا روزا، وهي بائعة برازيلية تبلغ 48 عامًا جاءت من ليون لزيارة روما حيث بلغت الحرارة 34 درجة مئوية عند الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (11,30 بتوقيت غرينتش) "أنا أعاني حقًا بسبب الحرارة، اشتريت مروحة صغيرة ومظلة وزجاجات مياه". وأصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب في أنحاء البلاد مع توقع تسجيل 36 - 37 درجة مئوية، إلا أن السكان يشعرون بأنّ الحرارة تلامس ال40 درجة مئوية. ولم يكترث السياح في ساحة القديس بطرس بارتفاع درجات الحرارة بل احتشد هناك 15 ألف شخص بحسب الحرس الفاتيكاني. وتشهد إسبانيا بداية موجة حر جديدة، بعد أسبوع خانق شعرت بعواقبه جزيرة لا بالما في جزر الكناري، حيث أتى حريق على خمسة آلاف هكتار من الأراضي في نهاية هذا الأسبوع، ما أدى إلى إجلاء أربعة آلاف شخص. وقالت باتريسيا سانشيز (37 عاماً)، العضو في الهلال الأحمر الإسباني "أشعر بالعجز وأنا أشاهد كل شيء يحترق، وإخلاء قريتين كاملتين". وأجبر ثوران بركاني دمّر الجزيرة في 2021 السكان على النزوح، وقالت المسعفة "الأشخاص الذين فقدوا كل شيء فعلاً بسبب البركان (تاجوغايت) والذين اضطروا إلى إعادة بناء حياتهم في شمال الجزيرة، قد يفقدون كل شيء مرة أخرى". وفي رومانيا، يتوقع أن تلامس الحرارة 39 درجة مئوية الاثنين في معظم أنحاء البلاد. وفي اليونان حيث يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة قليلاً قررت السلطات أخيراً مواصلة غلق الأكروبوليس في أثينا الأحد ولكن فقط من الساعة 13,00 إلى 17,00 بالتوقيت المحلي أي من 10,00 إلى 14,00 بتوقيت غرينيتش وليس من 11,30 إلى 17,30 كما كانت قد أعلنت مساء السبت. وحثت السلطات اليونانية السكان على توخي أقصى درجات الحذر، وحذرت من ارتفاع مخاطر نشوب حرائق. وفي الولاياتالمتحدة، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) من أنه "يتوقع أن تضرب موجة حر شديدة وخطيرة للغاية غرب البلاد في نهاية هذا الأسبوع وكذلك بعض المناطق في الجنوب"، وبلغت الحرارة في وادي الموت 51 درجة مئوية، بينما يتوقع أن تبلغ 54 درجة مئوية، وفي جنوب ولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء منذ الجمعة في مكافحة عدة حرائق مستعرة اجتاحت أكثر من 1214 هكتارًا وأدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان. وفي المقابل تتعرض مناطق أخرى في الولاياتالمتحدة لخطر سوء الأحوال الجوية. ونبّهت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أنّ "عواصف رعدية قوية إلى شديدة، وأمطارا غزيرة وفيضانات ممكنة في العديد من المواقع، خصوصاً في نيو إنغلند المتخمة" بسبب هطول أمطار مؤخرًا. وفي كندا، التهمت الحرائق أكثر من عشرة ملايين هكتار هذا العام، وهي مساحة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، ويتوقع أن تزداد هذه المساحة المنكوبة مع اشتعال 906 حرائق السبت في البلاد، منها 570 حريقاً خارج السيطرة، وفقاً للأرقام الوطنية الصادرة عن مركز رصد حرائق الغابات في كندا. وأصدرت اليابان تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد ال47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها، وفي طوكيو حيث بلغت درجات الحرارة 36 درجة مئوية، أكدت السائحة الفرنسية كولين غريسون (24 عامًا)، أن "مجرد التنزه مرهق"، وقالت لفرانس برس "نتعرق بدون أن نفعل شيئا". وقال أنتوني فرنانديز (29 عامًا) القادم من تكساس في الولاياتالمتحدة "نظرًا إلى الحر، أعتقد أننا يجب أن نكون مدركين وأن نبقى في الداخل قدر الإمكان"، وأضاف "لدي انطباع بأنه في كل مرة نزور فيها مكانًا ما، تحدث موجة حر أو كارثة طبيعية"، إلى ذلك تشهد اليابان أيضاً أمطاراً غزيرة في بعض المناطق أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم رجل عثر على جثته السبت في سيارة غمرتها المياه في شمال البلاد. وفي كوريا الجنوبية يكافح عمّال الإنقاذ للوصول إلى أشخاص محاصرين في نفق غمرته المياه بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة خلفت 37 قتيلاً على الأقل وعشرة مفقودين بعد حدوث انزلاقات تربة. وأصدرت خدمات الأرصاد الجوية الصينية رسائل تحذيرية عدة، حيث توقعت أن تبلغ الحرارة 45 درجة مئوية في منطقة شينغيانغ الصحراوية جزئيًا، و39 درجة مئوية في منطقة كوانغشي الجنوبية. وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس، ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.